يقول البرت أينشتاين إن أجمل شي يمكننا تجربته هو المجهول وهو مصدر الفن الحقيقي والعلم
لا شك أن المعرفة من أهم وسائل تطوير الذات ..
عندما نتحدث عن المعرفة يظن غالبية البشر أنها أي "المعرفة" هي حجم المعلومات المخزنة في مخ الإنسان ..
ولكن هناك في المقابل أفراد مشهود لهم بالحكمة والمعرفة كـ "إلبرت أنينشتاين" وغيره يؤكدون
أن المعرفة الحقيقية لا علاقة لها بحجم المعلومات .. بل لا علاقة لها بالمعلومات من أساسه .. وأن ما نطلق عليه إسم المعرفة ما هو إلا الجهل متنكراً في عدة أشكال .. ويعتقدون أن مصدر المعرفة الحقيقية هو القلب .. والقلب وسيلته التجربة والخبرة والخيال
العقل مجرد أرشيف للمعلومات وليس في إستطاعته الإبداع والإبتكار ..
شاهد على ذلك كل الإبتكارات الحديثة والإبداعات .. كل ما يقدر عليه العقل تخزين المعلومات وإخراجها عند الحاجة .. و أحياناً تخرج المعلومات من العقل بدون أن تكون هناك أي حاجة وهذا ما يسمي بالتفكير القهري ــ الجنون الطبيعي ــ ويسمي بالجنون الطبيعي لأن غالبية البشر يعانون منه وأصبح كأنه شئ طبيعي !! .. حتي تستوعب تماماً عن ماذا أتحدث , أفعل هذه التجربة :
.. أحمل معك ورقة وقلم .. إختار مكان هادئ منعزل .. وأجلس صامتاً لمدة عشر دقائق .. لا تفعل أي شئ سوي مراقبة ما يدور في عقلك .. بعد عشرة دقائق .. أمسك القلم وحاول أن تكتب كل ما كان يدور في عقلك طوال العشرة دقائق التى مضت .. بعد كتابة ذلك , أحمل الورقة وأعطها لأي من معارفك أو أصدقائك أو أي شخص مار بالقرب منك , وقل له أن يقرأ ما مكتوب في الورقة .. سيقول لك أن من كتب هذا الكلام مجنون !! بدون شك ..
التفكير القهري .. أو التفكير اللا إرادي , رغم أنه أساس الأمراض الجسدية والأمراض العقلية والنفسية , إلا أن القليل من البشر يدركون ذلك , ربما لأننا جميعاً نعاني منه فظنناه أمراً طبيعياً .. وما لا يدركه الجميع أن التفكير القهري يستنذف طاقة الإنسان مما يجعله في حالة إعياء دائم .. ويكون معرضاً للأمراض والأوبئة كلما زاد الإرهاق والتعب الذي يسببه إستنذاف التفكير لكل طاقته ..
ممارسي اليوقا يعلمون ذلك ولهم تقنيات وتمارين للوصول لحالة عدم التفكير ..
هناك سؤال سيطرح نفسه تلقائياً .. إذا توقف التفكير تماماً فكيف سنّسير حياتنا ؟؟ ..
قد يبدو السؤال منطقيا طبعاً ولكن عندما تجرب توقف التفكير ستعرف أنه لم تكن لديك حياة لتسيرها أصلاً ..
التفكير القهري عند ممارسي التأمل الروحي يسمونه "الموت" أي أن الإنسان مجرد جثة متحركة .. عكس فلسفة : " أنا أفكر إذا أنا موجود" ..
التفكير عندهم حجاب أو عازل يجعلك لا تري أي شئ بينما عيونك مفتوحة .. يجعلك لا تسمع أي شئ رغم أذنيك .. طبعاً لن تصدق أن هناك حياة بدون تفكير .. ولن تصدق ما يقوله "اليقوقيون" ويتغنون به مثل : أنشودة الحياة وسحر الحياة والأنوار السماوية .. ولك كل الحق طبعاً لأن العقل والمنطق لا يري هذه الأشياء ولا وجود لها في نظره ..
هناك مئات التقنيات الآن والتى تجعلك تجرب بنفسك حتي تري غبار الأفكار ينزاح من سماء عقلك قليلاً قليلاً , حتى تصل للصفاء الكامل, عندها ستتغير حياتك للأبد .. عندها فقط ستعي ما قاله "ألبرت أينشتاين" :
أن أجمل شئ يمكننا تجربته هو الغيب أو المجهول , وهو مصدر الفن الحقيقي والعلم ..
حقيقة أن الإنسان في بحثه قد يتعثر هنا وهناك ويخطئ ويصيب , وكل رغبات الإنسان يمكن إختصارها في " البحث عن السعادة " أو الفردوس الضائع .. وفي دروب البحث المتشعبة عرف الإنسان أنواع من الأعشاب لها القدرة على وقف نذيف التفكير المستمر فيشعر بالراحة والسعادة المنشودة .. وما إدمان الخمور والمخدرات إلا جزء من البحث عن السعادة المفقودة , وما لا يدركه الجميع أن توقف التفكير هو السبب الحقيقي لحدوث النشوة وليس الأعشاب أو المخدرات .. وجميعنا نعلم ما تسببه المخدرات من تلف لخلايا المخ .. لذلك هذا الطريق نتائجه سيئة ولا يستطيع أي شخص تحملها .. الطريق هو التأمل .. غير ذلك هو الجنون ..
إذا كنت حقيقة تريد أن تعرف بتجربتك ولا تعرف شئ عن اليوقا أو التأمل الروحي , سأعطيك هذه التلميحات :
هل تسآلت يوماً لماذا يمارس بعض الناس أنواع خطرة من أنواع الرياضة , كالقفز بالحبل من علو شاهق ؟؟ .. لأن الشعور لا يوصف .. يجب أن تجربه بنفسك حتى تعرف أنه موجود ..
لماذا يخرج بعض الناس ليلاً للغابات والأمكان النائية ؟؟ .. للمرور بنفس التجربة .. وهي نفس تجربة التأمل الروحي أو ممارسة اليوقا ..
وهناك أيضاً تجارب تحدث لفئة معينة من الناس وهي التعرض لتجربة الموت الوشيك (nde) عندها أيضاً تحدث مشاعر النشوة والفرح الخيالي وجميعهم يحكون عن الأنوار الساطعة البيضاء وإلتقائهم بكائنات نورانية .. هذا يحدث بالصدفة ..
التعرض للخطر يجعلك تمر بنفس تجربة التأمل الروحي , وهي تلاشي الأفكار من الرأس , فجاءة تصبح كتلة ملتهبة من الحياة , وستلاحظ لأول مرة أن هناك " شئ " أبعد من الجسد والعقل , بالتأكيد لن تعرف ما هو , لذلك ستجد أن هناك خلط في التسميات .. أحدهم يقول : لقد قابلت " روحي " والآخر يقول وجدت الوعي الخارق أو الكوني , والآخر يقول وجدت الملائكة .. ألخ ألخ ..
الأسماء تختلف ولكن المسمي واحد في كل الأحوال ..
أنا لا أقول أن تعرض نفسك أنت أيضاً للخطر ..
ولكن هذا مجرد تلميحات لما نفتقده من كنوز وهبنا إياها الله .. والسبل كثيرة وموجودة بدون التعرض للخطر ..
إذا أثار فيك هذا المقال روح البحث , هذا يكفي .. لأنك إذا عرفت عماذا تبحث , هذا نصف المشوار , والكون سيتكفل بالباقي ..
لن تعرف حتى تجرب بنفسك .. الكتب لن تفيدك في أشياء يجب أن تعايشها وتحس بها .. والعقل لن يدرك وجودها , لأن هذه ليست وظيفته .. هذه الأشياء تحتاج لقفزة لا رجعة فيها .. في هاوية الحياة بدون حزر أو خوف .. جازف قليلاً .. لا حياة بدون مغامرة أو مجازفة ..
بل ملل وكآبة ومرض وموت ..
المفضلات