تقدير الذات هو الاستبصار بنقاط القوة بداخلك، والاعتراف بها وتنميتها وتفعيلها، ليكون لديك شعور جيد حول نفسك، وينتج تقدير الذات أيضاً عن مجموعة من الأفكار الإيجابية والإنجازات الناجحة في حياتك، تصل بك إلى الإحساس بالرضا، وعدم التقليل من شأنك، أو الاستسلام لنقاط الفشل، وإنما اعتبارها عتبات تؤدي إلى النجاح.

إن ضعف وانخفاض تقدير الذات يتجسد في الصور التالية:
1- الخجل غير المبرر الذي يصاحبه عادة شعور بالذنب، والحرج بالذات عند مخالطة الآخرين.
2- لوم الذات ونقدها بعدم الكفاءة في الكلام أو التصرفات أو المواقف: "أنا لا أفهم" "لماذا تصرفت هكذا؟"، "أنا لا أتقن شيئا؟" وبالتالي عدم مسامحة النفس بسهولة.
3- المقارنة بقدرات الغير وصفاتهم: "لن أكون جيدة بالقدر الكافي"، "لو عمل ذلك فلان لكان أفضل"، يكون هناك تطرف في التقليل من الذات.
4- العيش في الماضي باستصحاب المشاعر الحزينة البائسة دائماً بمناسبة وغير مناسبة لتجارب سابقة محبطة، كنوع من رثاء النفس وإقحامها في أسعد اللحظات الحاضرة.
5- تضخيم النقائص، حيث لا يغفل عن نقاط الضعف لديه ويغفل عن إيجابياته، حتى ولو كانت واضحة للغير أو لنفسه؛ نتيجة لتطرفه في عدم مسامحة الذات وشعوره أنها ناقصة. وحتى لو امتدحه الآخرون، وأثنوا على موقف له، أو عمل أو اختيار لشيء ما، فإنه لا يصدق ذلك بسهولة، ويعتقد أنهم يبالغون أو يجاملون.
6- نشدان الإحسان من الغير، حيث يبحث عما يؤكد قيمته من خلال كلام الآخرين أو تشجيعهم له، حيث يتأثر بتقييمهم وأحكامهم له.



كثيرا ما يردد البعض، ماذا فعلت، وكيف، ولماذا؟ وكيف لم أحظ بما قمت بالتخطيط له، ولما آلت الأمور بي إلى هذا الحد، وكيف سمحت لنفسي بأن أقبل، ولماذا لم أبحث عن طرق جديدة، وكيف مررت تلك الأمور، ولم أتخذ حيالها القرار الفلاني؟ وهكذا نوع من الأسئلة التي لا يجني منها السائل لنفسه، سوى استرجاع مواقف الإخفاقات واجترار مواطن الألم للنفس؟
وفي حقيقة الأمر أن هؤلاء الأشخاص هم مدمرون لذواتهم؛ لأنهم لا ينظرون إلى الاستمتاع باليوم والوقت الحالي، والبحث بقوة عن منابع السعادة الآنية والحالية، إنما يبقون أسرى الماضي بكل ما كان فيه وتم وحصل، لذا يبقى السؤال: (ماذا تريدين لنفسك؟) إن أردت التغير فليبدأ الآن، وبعد قراءتك للرد على سؤالك، وإن تقاعست عن البدء، فالأمر لك ولن تتغير، النتائج طالما بقينا نتعامل مع الأحداث والأحداث بنفس النهج والديدن.


كل إنسان يحتاج إلى الدفعة الداخلية ليبدأ في تغيير نفسه ومحيطه، والمحيط لن يتغير إنما نحن من نتواءم ونعدل من أفكارنا، وبالتالي تتغير نظرتنا حيال ما هو حولنا أو لنبقَ مكاننا ولن يتغير شيء.

الاستبصار بالذات، والتعرف علي حدودها ونقاط ضعفها أو قوتها أمر ضروري لكل إنسان، فضلاً عن من يعاني من بعض الضغوط النفسية أو الاجتماعية، وإذا لم تصل الأمور إلى درجة الخطورة أو الضرر عليك، أو على من حولك، ولم تؤثر على علاقاتك الاجتماعية، فيمكن بالتثقيف والتوعية النفسية أن تتغلب على معاناتك.



الخيال و الحقيقة!


إذا أردنا البحث و التنقيب عن الأخطاء فالقائمة طويلة جداً: في الأغلب تكون هذه النقائص وهمية، تخيلات بعيدة عن الواقع. هذا الإحساس بالنقص و توهم الأخطاء هو ناتج عن خصلة الخجل، و افتقاد الثقة بالنفس، و ليست رؤية واضحة البتة عن نفسك.


كيف نتعلم تقدير أنفسنا؟
- لا تبحث أبدا عن شخص آخر تقوم بمقارنة نفسك به.
- قم بالإقدام على فعل الأمر الذي تراه جيداً، وحدث نفسك بأنك بإذن الله ضامن نجاحه، و لا تشك أبدا في إخفاقك.
- تقبل الفشل بصدر رحب: لا تنظر إلى الخطأ بنظرة ازدراء، ولكن عليك أن تعتبر الخطأ أمرا خارج عن نطاق قدراتك.
- لا تلم نفسك إن نجحت في شيء، والآخرون فشلوا فيه. فهذا من حقك لأن النجاح (و إن كان كسب عاطفة حب أو نجاح في الشغل) لم يكن أبدا بمحض الصدفة، و لكن يعود إلى الطريقة الحكيمة في استعمال إمكانياتك.
- عبّر عن إعجابك بالأشخاص الناجحين، فتقديرك لهم ينعكس إيجابياً عليك، وهو مفتاح أساس لنجاحك.
- إذا كان عدم ثقتك بنفسك يشل أنشطتك ويعكر صفو حياتك لدرجة تفسد عليك كل شيء جميل، لا تتردد في استشارة طبيب نفسي.