عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 32
رحلة إلى الذات
تنتاب المرء حالات يرغب من خلالها التغيير والتجديد أو الترويح عن النفس فيعمد إلى رحلة لمكان ما يجد لنفسه فيه راحة لفترات متفاوتة ، وقد تُدركه حاجة فيرحل لتحصيلها ، وأياً كان الهدف من امتطاء صهوة مواصلات العصر من بر وبحر وجو فالمسمى واحد ، رحلات متعددة ومتنوعة وأهدافها مختلفة وهي على كل حال معتادة بل وصلت إلى مستوى الرتابة والروتينية عند البعض ..
ما هو غير معتاد في الرحلات هو القيام برحلة من نوع جديد قد يستغربه البعض ويجده ضرباً من الخيال ، وهو الإبحار في رحلة بعيدة وفي نفس الوقت تكون قريبة ، رحلة مجازية إلى الذات.. رحلة نحتاجها بين الحين والآخر ، نضطر للقيام بها إلى أعماقنا والقيام بما يجب من طرح تساؤلات من شأنها أن تُحدد الوجهة فتكون لنا نقطة انطلاق ..
رحلة لتوجيه أسئلة محددة وجوهرية لأنفسنا وهي :
ماذا نريد ..؟
هل ما نريده صواباً ..؟
إذا كان صواباً فكيف نحققه ..؟
وإذا لم يكن فكيف نتجاوزه ونغير وجهتنا كما ينبغي ..؟
وكيف السبيل إلى تحقيق ما نريد ..؟
فكثير منَّا يعاني الانطلاقة غير المقنَّنة ، ويعاني العشوائية في العمل ، أو السير بلا هدف ، نريد الخير ونريد المنفعة والإسهام مع الآخرين وأن نكون عناصر فعَّالة في مجتمعنا ولكن .....
كل ما سبق يسير وفق الظروف دون ترتيب أو تنظيم أو حتى تحديد للمطلوب ..
عندما نشرع برحلتنا إلى الذات يتحتم علينا أن نُجيب على سؤالنا الأول ( ماذا نريد ) وعندما يتحدد الهدف هنا فقط نستطيع أن نرسم الآلية المناسبة لتحقيقه والطريق الموصل إليه .. فمن الخطأ أن يسير المرء وفق محيطه مسايراً لأعمال وأهداف غيره حتى لو لم تكن تتوافق مع قدراته ورغباته ، والخطأ الأكبر أن يُصاب أحدهم بداء ( التقليد ) والسير في ركب لا يتناسب مع قدراته أو اهتماماته لمجرد أن غيره قد فعل ذلك .. فالإمَّعة سيطول به الأمد دون تحقيق لأهدافه أو الوصول إلى مبتغاه ..وسيكون له التنقل والشتات عادة تودي بساعات عمره الثمينة وتجعل جهوده عُرضة للضياع ..
لننطلق في رحلتنا
ولنراجع أنفسنا ..
ولنحدد أهدافنا ..
ولنمضي قُدُماً لتحقيقها
فساعات العمر أغلى من أن نضيعها في تجارب فاشلة
أو نهدرها في كم لا محدود من الأعمال والتخصصات ..
المفضلات