تعلم كيف تكون متواضعا
"في الواقع لا توجد من المشاعر الطبيعية ما يصعب إخضاعها مثل الكبرياء. التنكر لها، التصارع معها ، الفوز عليها ، خنقها ، او قهرها على قدر ما تستطيع ، فإنها تظل على قيد الحياة ، و من وقت لآخر تجدها تظهر نفسها... لأنك حتى لو تصورت أنك قد تغلبت تماما عليها ، ستجد نفسك فخورا بتواضعك ". -- بنيامين فرانكلين






قلة قليلة من الناس ، تعتقد انها في غايه الكمال في كل شيء ، ولكنه يظل من الصعب جدا أن يكون متواضعا ، وخصوصا إذا كان يعيش في مجتمع يشجع المنافسة والتفرد. حتى في مثل هذه الثقافة ، يكون التواضع هو الفضيلة الهامة. التواضع له أهمية قصوى في معظم الديانات والتقاليد الروحية ، حيث يُمكنك التواضع من تطوير نفسك و يجعل علاقاتك بالآخرين أكثر قوه.


الخطـــوات :ــ


قدر مواهبك : التواضع لا يعني أنك لا يمكن أن تشعر بالرضا عن نفسك. الثقة بالنفس ليست هي الكبرياء. كل من الاثنين تأتي من الاعتراف بمواهبك وصفاتك ، ولكن التفاخر ، الذى يميل نحو الغطرسة ، ينبع من انعدام الأمن داخلك. فكر في القدرات التى لديك ، و أشكر الله عليها.


إجراء تقييم صادق لنفسك : الصدق مع نفسك هو أفضل سياسة. اذا كنت تعرف انك ضعيفا في منطقة معينة ، لن يستطيع اعدائك أن تتمكن منك لأنك ستعرف كيف تعالجها فى مواجهتهم. تقبل نفسك كما أنت.


إعرف حدودك : مهما كنت موهوبا ، هناك دائما شخص يمكنه أن يفعل نفس الشىء أفضل منك. تطلع إلى أولئك الذين هم أفضل منك و إبحث عن إمكانيه للتحسين. حتى إذا كنت أفضل مؤدى في العالم في القيام بشيء ، هناك دائما أشياء أخرى لا يمكنك القيام بها ، وربما لن تكون قادرا على القيام به فى أى وقت. أضف إلى ذلك حقيقة أن هناك الكثير من الأشياء العظيمة التي لا يمكن أن يفعلها أي شخص ، حاول أن تُكون فكره عن حدود إمكانياتك. الاعتراف بالحدود لا يعني أن تتخلي عن أحلامك ، وأيضا لا يعني التخلي عن تعلم أشياء جديدة أو تحسين قدراتك الحالية.


تعرف على عيوبك : دائما يحكم الشخص على الآخرين لأنها أسهل بكثير من النظر داخل نفسه. لسوء الحظ ، إن ذلك غير منتجا ، وفي حالات كثيرة ، ضارا. الحكم على الآخرين من أهم أسباب الصراع في العلاقات ، بل يمنع من تشكيل علاقات جيده أو جديدة. وربما أسوأ من ذلك ، إنه يمنعنا من محاولة تحسين أنفسنا. نحن نصدر الأحكام على الآخرين في كل وقت ، وعادة حتى دون أن نشعر بذلك. كممارسة عملية ، حاول أن تضبط نفسك اثناء الحكم على شخص آخر أو مجموعة من الأشخاص ، وكلما قمت بذلك ، أحكم على نفسك بدلا من الحكم على الآخرين. إبحث في الكيفية التي تمكنك من تحسين نفسك. تذكر دائما إنك من البشر فلا تحكم على أحد لأنك لست كاملا و كفاك كِبرا.


توقف عن المقارنة : من شبه المستحيل أن تكون متواضعا عندما نسعى الى ان تكون "الأفضل" أو تحاول أن تتفوق على غيرك. بدلا من وصف شخص إنه الأفضل فى شىء ما ، حاول أن تصف الأشياء بموضوعية أكثر. بدلا من القول ان فلان هو أفضل عازف جيتار فى التاريخ ، قل بالضبط ما هو عليه, انك تقدر مهاراته ، أو قل ببساطة أنك تحب اسلوبه في العزف. دعك من المقارنات عندها تكون قادرا على التمتع بالأشياء دون القلق ما إذا كنت أفضل أو أسوأ من غيرك.


قدر مواهب وصفات الآخرين : تحدي نفسك أن تنظر إلى الآخرين وتقدر الأشياء التي يمكنهم القيام بها ، و الأكثر من ذلك ، قدر الناس كما هم. افهم ان لكل فرد نكهة مختلفة و أمامك فرصة للتعامل مع مختلف الناس. لا يزال لديك ذوقك الشخصي ، ما تحب و ما تكره ، ولكن درب نفسك على أن تفصل آرائك عن مخاوفك من أن يكون هناك شخص ما أفضل منك , سوف تقدر الآخرين أكثر – و سوف تكون الأكثر تواضعا.


لا تخف من ارتكاب الأخطاء : جزء من التواضع هو أن تفهم إنك قد تخطئ . تفهم هذا ، وتفهم أن الجميع يخطئ ، سيرفع ذلك عبئا ثقيلا عن كاهلك. لا يمكن لأي شخص أن يعرف كل اجزاء ومسالك المعرفة الهائلة التي تراكمت مع خبرات الزمن الماضي . ما هو أكثر من ذلك ، إن كل شخص لا يملك سوى قطعة صغيره من الحاضر ، ويعرف القليل عن أى شيء في المستقبل. إذن كيف تتوقع ان تكون قادرا على تجنب الخطأ تماما و أنت معلوماتك مهما زادت قليله و هناك الكثير الذى ما زلت لا تعرفه.


لا تخاف من تأجيل الحكم على الآخرين : من السهل أن تقر بأنك تخطأ وأنك لست دائما على حق. لكن الأكثر صعوبة من ذلك ، هو القدرة على الاعتراف بأن الآخرين في كثير من الحالات ، وحتى الذين يختلفون معك فى الراى ، قد يكونوا على حق. ببساطة أيجب أن تعرف انك غير معصوم ، و عليك التصرف على أساس هذه الحقيقة. بالطبع ، إذا كنت تعرف أن مسار عمل معين هو خطأ ، لا يجب متابعته. لكن إذا فحصته ، وإكتشفت إنه ليس بهذا السوء ، تواضع و إعترف بخطاك و لا تكابر.


إسعى للحصول على النصيحه : تأمل في النصوص الدينيه و الأدبية والأمثال و ما يقال فيها عن التواضع . صلي من اجل ذلك ، تأمل قدره الخالق و أنظر داخلك ماذا تكون قدراتك أمام قدره الله خالق كل شىء . تأمل ذلك و تواضع فلن تخرق الأرض و لن تبلغ الجبال طولا. إذا كنت لا تهتم بالروحانيات ، انظر في المنهج العلمي. العلم يتطلب التواضع. إنه يتطلب أن تتخلي عن المفاهيم المسبقة والأحكام وتفهم إنك لا تعرف بقدر ما كنت تعتقد أنك تفعل.


فكر فى نفسك في ظروف مختلفة : كثيرا ما كنا نعطي لأنفسنا الفضل فى شىء وهو في الواقع نتاج الحظ . افترض أنك تخرجت من الجامعة الأول على دفعتك , بالتأكيد أنك تستحق الكثير من التقدير لساعات طويلة من الدراسة والمثابرة. أنظر هناك شخص أذكي منك ويتميز بالعمل الدؤوب ولكن والديه كانوا أقل دعما له عن والديك، اونشأ في مكان مختلف ، أو مجرد سوء الحظ جعله يختار إختيار واحد خاطئ في الحياة. هذا الشخص قد يكون في السجن الآن . أو قد مات ، بعيدا عن المستشفى ، من المرض نفسه الذي عالجك طبيبك منه فى أسبوع واحد بالمضادات الحيوية. تذكر دائما أنه مع القليل من سوء الحظ أمس ، قد تكون حياتك كلها قد اختلفت اليوم ، تذكر ذلك و انت تتكبر على شخص أقل منك كان يمكن أن يكون فى مكانك لو الظروف تغيرت و تبادلتم المواقع.


مساعدة الآخرين: ويتمثل جزء كبير من التواضع فى احترام الآخرين ، و احترام الآخرين يتمثل فى مساعدتهم . عامل الناس على قدم المساواة و ساعدهم إذا إحتاجوا مساعدتك ,لأن ذلك هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله. وقيل انه عندما تتمكن من مساعدة الآخرين الذين لا يستطيعون مساعدتك ربما وقتها ، تكون قد تعلمت التواضع.




إعرف إنك لا تزال قابلا للتعلم : عند عثورك على أشخاص كنت تطمح أن تكون مثلهم في بعض المجالات ، تواضع واطلب منهم إرشادك. بمجرد عبورك خط إنك لا تحتاج للتعلم لانك تعرف كل شىء ، ستعود بنفسك إلى الأرض مرة أخرى و تشعر أنك كأى شخص عادى تطلع للتعلم وتبحث عن من يعلمك أو يوجهك.


كن وديعا وودودا مع الآخرين : دماثة الروح هى المسار الذى يذهب بك الى التواضع. عندما تواجه أى نوع من الصراع امتص الألم الناتج من الهجمات ، وإجعل رد فعلك يتسم بالرفق والاحترام فتبدوا كبيرا و من يهاجمك صغيرا أمامك.


نصــــائح :ــ


ضع في اعتبارك أن التواضع له فوائد كثيرة. يمكن أن يساعدك على أن تكون قانعا بحياتك ، و يمكن أن يساعدك على تحمل الأوقات العصيبة ، وتحسين علاقاتك مع الآخرين. كما انه ضروريا لتكون متعلما فعالا . إذا كنت تعتقد أنك تعرف كل شىء ، فلن تكون منفتحا بما يكفي للبحث عن معرفة جديدة. التواضع أيضا يعتبر ، أداة ممتازة لتطوير الذات بشكل عام. إذا كنت تشعر إنك متفوقا عن الآخرين ،لن يكون لديك أي حافز للتحسين. الأهم من ذلك كله ، التواضع يجعلك صادقا مع نفسك و أمينا مع الآخرين.


التواضع يجعلك تلتمس المشورة الحكيمة والموثوق بها إذا وجدت أن هناك نقطة ضعف في حياتك. الكبرياء يأتي قبل السقوط , فاحمى نفسك بالتواضع لآن دائما الوقاية خير من العلاج بالتأكيد.
لا بأس أن تتحدث عن نفسك قليلا ، ولكن عليك أن تبذل جهدا واعيا لتسأل الناس عن أنفسهم أيضا.
تحذيرات :ــ


التظاهر بالتواضع ليس هو نفسه التواضع ، وغالبا ما يتظاهر الناس بالتواضع من أجل السعي للحصول على الثناء. لن تستطيع خداع كل الناس و لكن هناك من سيكشفك و تفقد إحترامه لك. وحتى لو انخدع البعض ، فان الفوائد التى كنت ستجنيها بالتواضع الحقيقى لن تكون مثل التى تحصل عليه بالإدعاء.
على الرغم من أن قليلا من التواضع يعتبر شيء جيد ، لكن مع المحافظه على الكرامه ، حتى لا تصبح مهان من الجميع . تذكر إن الاعتدال فى كل شىء مطلوب و كقاعده خير الأمور الوسط.التواضع مطلوب لكن الخنوع مرفوض