عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 30
«ستيف جوبز».. قنبلة طموح انفجرت.. من جمع أكياس القمامة إلى تفاحة «آبل»
«ستيف جوبز».. طفولة تشهد للإصراره
نشأ يتيمًا حتى أعوام صباه الأولى، ففي السادسة تقريبًا أتته أسرة متوسطة الحال تحمل رغبة مُلحة في التبني، جذبهم هدوء صبي وجدوا فيه ما لم يجدونه في آخر، فقررا اصطحاب الصبي الذي أتي إلى دور الأيتام بمحض الصدفة، ومن حينها أطلقوا عليه اسم «ستيف» ليصبح ابنًا لكلا من «كلارا وبول جوبز».
ولكونه نشأ تحت ريعان أسرة برجوازية، تتوسط الحال في العيش، لم يُشفع له أن يتمتع بطفولته بشكل كبير، لكنهم شرعوا في أن يدرس مثله مثل البقية من بني جيله، فكان نبية شديد الذكاء يخطو كل مرحلة بتفوق باهر حاصدًا تقدير «امتياز» ظل هكذا في مراحل الإبتدائية والإعدادية، أما في الثانوية فاشتد الحال على والديه الذين اعتذروا له لعدم مقدرتهم لدفع مصروفاته المدرسية.
جوبز الطموح الغير راضي أن يقف حائلًا أمامه يعزله عن استكمال طموحه الطاغي للآفق، أخذ يُفكر كثيرًا حتى وصل لشيء يأخذه نحو استكمال حلمه، فكان مارًا في إحدى الشوارع المُعلق على جدرانها ورقة تحمل وظيفة لإحدى الشركات الطالبة «رجل يجمع زجاجات وأكياس بلاستيكية من صناديق القمامة لإعادة تدويرها من جديد»، فوجدها خير سبيل لجمع أموال استكمال دراسته.. وبالفعل شرع فيها ودرس حتى تخطى مرحلة الثانوية.
من الثانوي إلى الجامعة، وجد نفسه أمام مأزق آخر، حين وجد راتبة غير مُنصفًا له، فلابد أن يزيده أضعاف المضاعفة كي يصبح له مقعدًا بالمدينة الجامعة نظرًا لأن الجامعة تبعد عن منزله مسافة كبيرة، ألا أن للطموح بال لا يتوقف عن الحديث مع نفسه، أخذ يفكر حتى وصل لحل آخر، فشرح بالطلب من رفقاء له بالجامعة أن يسكن معهم في غرفتهم بالمدينة الجامعية وينام أرضًا في حراسة الأمتعة الخاصة بهم، دون أن يدفع شئ فوافقه الطلاب.
من «أتاري» لـ«آبل».. رحلة مُكللة بطموح العشرينات..
طيلة فترة دراسته بالجامعة تعرف «جوبز» على نقطة قوته، حين رأى ولعة الشديد بعالم الألكترونيات، فواصل في هذا المجال إلى أن وجد فرصة أمامه للعمل بشركة «أتاري»، والتي كانت في صدارة شركات ألعاب الفيديو، إلى أن أصبح مُصمم ألعاب بداخلها، لكنه بشري والبشري يأتي عليه فترة يستشعر معاني جمة لرغبته بتذوق احساس عمل شيء جديد يُكتب بأحرف اسمه.. فشرع في ذلك بعد إلتحاقه بشركة «Hp».
خلال فترة عمله هناك، تعرف على رفيق دربه «مايك زانياك»، والذي وجد فيه رفيق لأحلامه علاوة على كونه الأكثر تفهمًا لشخصه، فيروي «جوبز» خلال كتابه الاكثر مبيعًا عالميًا، أنه هو و«زانياك» كانا يسهران بأحد الجراجات القريبة من منزلهما، يتبادلا أفكار نحو اختراع جديد في رأس «جوبز» منذ كان في شركة «أتاري».
«عملك سيملأ جزء كبير من حياتك والطريقة الوحيدة لكي تكون راضيًا عما تفعل هو أن تتحلى بالإيمان بأن عملك عظيم، والطريقة الوحيدة لكي تقوم بعمل عظيم هو أن تحب ما تعمل وإن لم تجد ما تحب القيام به استمر في البحث ولا تهدأ وكن على ثقة بأن قلبك سوف يدلك لكي تجده».. ضمن كلماته تجده كائن بداخلها، ينتظرك حاملًا معه طبق مُذهب بالآمال والطموحات.
فإن لم تجد ما تحب القيام به استمر في البحث ولا تهدأ، وكن على ثقة بأن قلبك سوف يدلك لكي تجده.. هكذا كان كالنحلة لا يهدأ له بال حتى توصل بالفعل إلى عمل جديد توارثته الأجيال وجعل من حياتنا شبة قرية وليس عالم مُصغر، فكتب له بداية صمح جهاز «الكمبيوتر».
بعد ذلك قرر الشبان عرض اختراعهما على الجماهير، وذلك من خلال عدد من رجال الأعمال، الذين نال إعجابهم فقرروا تبني فكرة الشبان فتبرعوا بمبلغ من المال كي يضخوا عدد أكبر من الجهاز الجديد، بالفعل قام «جوبز وزابياك» من ضخ كمية تفوق الـ600 جهاز فأحدثوا طفرة كبيرة بدورهم خلال مطلع الستينات والسبعينات في عصر عُرف بـ«عالم الكمبيوتر».
بعد النجاح الباهر الذي حققانه الشبان، عزما على إنشاء شركة لهم بمساهمة عدد من رجال الأعمال، ولكونه الطامح الجامح بمخيلاته، فكان لديه أفكار كان من الممكن أن تنقل الشركة لأعلى آيات المجد، لكن قُبلت بالرفض التام فقرر المساهمون طرده من الشركة، فقام بدوره بإنشاء شركة صغيرة تحمل أفكاره الجديدة، والتي تتلخص في ما يعُرف بالأفلام الكرتونية والرسوم المتحركة، أي «الجرافيك».
فذهب بتلك الأفكار إلى شركة «والت ديزني»، وقوبلت أفكار بالترحيب الشديد فكان صاحب إبداع آخر يتحاكى به ليومنا هذا، فأنتج سلسلة من أفلام عالم ديزني من بينها: «Up»، «Nemo»، «Toy story»، في الوقت نفسه كانت «آبل» تشهد تراجع كبير، فباتت على مشرفة من الإفلاس، فقرر المساهمون عودته مُجددًا.
يحكي «جوبز»، أن أرباح الشركة حين عاد إليها بعد طرده تُقدر بـ2 مليار دولار، وبعد عام واحد استطاع أن تزيد الأرباح لتصبح 239 مليار دولار، ويُرجع سبب عودته لشركة «آبل»، بأنه يملك «عقلية المبتدئين»، تلك العقلية التي صار على نهجها طوال مشوار إبداعه، فكان دائم تقديم الشكر لكل من وقف في وجهه ليس شاكرًا بل ناقدًا، فهؤلاء دومًا ما يجعلونه يُخطط لشيء أكثر روعة مما قدم ذي قبل.
كُتب له إبداع ما عُرف خلال الألفية بسلسلة «I»، وجاءته الفكرة هنا من حمل الناس لجهاز «الوكمان» والذي كان يتسم بكبر حجمه وقتها، فأصر على إبداع شيء جديد يُسهل على مستخدمي الوكمان سماء الأغاني والموسيقى لكن بجهاز صغير لا يُذكر يؤهلهم للقيام بأعمال أخرى بجانب الاستماع.
فكنا على موعد مع جهاز «I pod»، ومن بعده بأعوام قليلة كنا على موعد مع باقية السلسلة، فكان لجهاز «I phone»، موعد للظهور للنور، ثم صدر بعده جهاز « I pad»، فأخذ الأذهان إلى ما يُعرف بالأجهزة الذكية واللوحية.
مع مطلع 2004، تشّرب وجعًا من آلام البنكرياس، حتى أعلمه الطبيب بأنه قد سُجل ضمن تعداد مرضى سرطان البنكرياس، وعليه تغيير أسلوب طعامه، وألا يلجأ للعلاج بالكيماوي، فقرر الانصياع لأوامر طبيبه بتغيير الطعام إلى المسلوق، مما تسبب في نقصان وزنه بشكل ملحوظ جدًا خلال أعوامه الأخيرة، وفي صباح الخامس من أكتوبر 2011، استيقظ العالم على خطاب شركة «آبل» الشهير وهي تقف بكافة مؤسسيها وأبناء «جوبز» وزوجته، في كلمات قاسية تُشير بوفاته بعد صراعه مع المرض.. أسطورة مُغلفة بالإصرار المُحلى بالمثابرة.
شعار «آبل».. وهل لكل تفاحة مقضومة قصة؟..
تفاحة مقضومة من أحد جانبيها، ما السر وراء هذه القضمة، لم يفسرها أحد غيره فلك خطوة يخطوها سر كائن خلفها، يروي «جوبز» في كتابه سر هذه التفاحة التي حلت شعار لشركته، فيحكي، الشركةِ كانت تمثل لي حلمًا كبير، ويلُفسر تلك القضمة المفقودة بأنها تُشير لعقله وفكره الذي افتقرت منه الشركة حين تم طرده منها في إحدى الفترات، وتسبب طرده لخسائر هائلة حيث لم تستعيد الشركة مجدها إلا بعد عودته.
المفضلات