الشخصية هي المفهوم الشامل للذات الإنسانية ظاهراً وباطناً بكافة ميوله وتصوراته وأفكاره واعتقاداته وقناعاته، وصفاته الحركية والذوقية والنفسية ، وتتعدد صفات الشخصية في كتب علم النفس وفي الدراسات النفسية في كافة مجالات الحياة وفي كافة جوانب الطبيعة الإنسانية.


حيث انجح الشخصيات تأقلما مع الواقع هي الشخصية الايجابية, التي تتسم بأنها شخصية منتجة في كافة المجالات حسب القدرة والإمكانية , ومنفتحة على الحياة ومع الناس حسب نوع العلاقة , إضافة الى امتلاكها نظرة ثاقبة ومتوازنة بين الحقوق والواجبات (أي ما لها وما عليها).


ويرى اختصاصي علم النفس د.عصام أبو كف بأن الوصول الى الشخصية الايجابية يحتاج الى عدة طرق, أساسها التخيل والحلم.. حيث أن التمسك بالحلم يعني القدرة على الوصول الى الواقع بطريقة ايجابية , مشيرأ الى ما قاله “ويلي جولي” في كتابه ( تلزمك دقيقة واحدة فقط لتغير حياتك): (إذا استطعت تكوين الحلم في ذهنك وزرعه في قلبك ولا تدع فرصة لشكوكك ان تخمده، فمن الممكن ان يصبح حلمك حقيقة).


وأوضح أبو كف طرق التدريب على الحلم قائلاً:” على الشخص أن يدون ما يتنماه أن يتحقق مبتدئا بأكثر الاشياء أهمية لديه, وذلك اثناء جلوسه بوضع مريح بمكان هادئ والتنفس بارتياح وعمق مالئاً رئتيه بالهواء ومفرغاً له ومعه توتراته الناشئة عن موقف سلبي مرّ به، أو ابتلاء تعرض له، أو أي منتج لإحباط واكتئاب يعطل أحلامه, ثم عليه أن يتخيل بأنه يفتح باباً فيجد به نورا كبيرا هو مستقبله, وأن يمشي تجاه هذا الهدف الى أن يحقق الوصول اليه, واخيرا أن يقوم بتهنئه نفسه لتحفيزها على العمل.”


وقد فسر د.عصام بأن هذه الطريقه تؤثر على النفس وتدفعها للقيام بالعمل الايجابي وتحقيق ما يبتغيه الفرد في حياته, مشيرأ الى ضرورة وجود الارادة الذاتية لتحقيق ذلك الحلم في نفس الانسان.


بينما رأى اختصاصي علم النفس ومهارات التواصل د. علي شاهين بأن أفضل طريقه للتحلي بالشخصية الايجابية هي السير في قصص الناجحين الايجابيين الذين تحولت حياتهم للافضل بمبادراتهم , وأن يتخيل الشخص نفسه مكانهم, حيث يتولد حينها شعورا ايجابيا تجاه المبادرة والانجاز.


مضيفا:” على الشخص أن يكرر العبارات الايجابية مثل: لدي قدرة، لدي حلم، أثق بقدرتي، أستطيع أن انجح, هذا التكرار يولد شعوراً ايجابياً، يجعل الشخص يشعر بالقوة، وبانه أكثر ايجابية عاطفياً وجسمياً وروحياً للاعانة في تحديد الحلم.”


إن الثقة بما نقول ونكرر من نفس الرسائل الايجابية، تجعل الفرد هو سيد عقله وقبطان سفينته, وهو من يتحكم في حياته ويستطيع تحويلها لتجربة من العادة والصحة والنجاح بلا حدود, علينا بالعيش في كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتنا, مملوءة بالإيمان , بالأمل و بالكفاح, مع تقدير قيمة الحياة.

*******************************