عند القراءة بصوت منخفض في الصلاة تكون بعض الحروف التي تخرج من نفس المكان لا تظهر بشكل واضح، مثل: قول “يوم الدين” عند القراءة سرًا تخرج الدال وكأنها تاء، وبعض الكلمات الأخرى، ويصعب عليّ أن أصلي جميع الصلوات جهرًا، فما حكم هذه الحروف؟



فنسأل الله تعالى لكِ الشفاء العاجل مما تعانين منه من وساوس، وشكوك, فقد تبين لنا من خلال أسئلة لكِ سابقة أن لديك وساوس كثيرة, فلأجل ذلك؛ ننصحك بالإعراض عنها, وعدم الالتفات إليها، فإن ذلك أنفع علاج لها



وهذا الذي تتصورينه من الخلل في القراءة سرًا ليس إلا لونًا من ألوان الوسوسة، ونمطًا من أنماطها، ولا سيما إذا كنت تقرئين قراءة صحيحة أثناء الجهر بالقراءة، فلا تلتفتي إلى ما يخيل إليك من الخلل في القراءة، والهي عنه، ولا تجهري بالقراءة في غير محل الجهر من أجل التحقق من صحة القراءة، فهذا من الاسترسال مع الوساوس، والتجاوب معها .قال ابن القيم في إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان: فصل: ومن ذلك الوسوسة في مخارج الحروف، والتنطع فيها، ونحن نذكر ما ذكره العلماء بألفاظهم: قال أبو الفرج ابن الجوزي: قد لبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف، فتراه يقول: الحمد، الحمد، فيخرج بإعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة، وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد في إخراج ضاد المغضوب، قال: ولقد رأيت من يخرج بصاقه مع إخراج الضاد لقوة تشديده، والمراد تحقيق الحرف حسب. وإبليس يخرج هؤلاء بالزيادة عن حد التحقيق، ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوة، وكل هذه الوساوس من إبليس.
ثم ختم ابن القيم ـ رحمه الله ـ الفصل بقوله: ومن تأمل هدي رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وإقراره أهل كل لسان على قراءتهم، تبين له أن التنطع، والتشدق، والوسوسة في إخراج الحروف ليس من سنته. انتهى.
ثم اعلمي أن المرأة يشرع لها الجهر في محله بحيث تسمع نفسها ومن يليها. إلا إذا كانت بحضرة أجانب، فإنها تسر بالقراءة خشية الافتتان بها,