عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
ابدأ من جديد و أعد ترتيب حياتك بعد الأزمات
الحياة مليئة بالمواقف الصعبة والمؤلمة، مثل وفاة شخص عزيز, أو فقدان وظيفة ما, أو الإصابة بمرض خطير, أو التعرض لهجمات إرهابية, وغيرها من الأحداث الصادمة. مما لاشك فيه أن استجاباتنا وردود أفعالنا مختلفة، فقد يصاب البعض بالصدمة والذهول وتسيطر عليه مشاعر الحزن والضيق والإنكار. لكن بمرور الوقت يكتسب المرء القدرة على مواجهة المواقف والمشكلات الصعبة، ويبدأ في التعايش معها ويسعى لحلها. السؤال الآن: ترى ما السر في ذلك؟ بمعنى آخر كيف يتمكن الفرد من التغلب على الصدمات والمشكلات؟ المسألة ببساطة تتطلب قدرا من المرونة والقدرة على التأقلم مع الظروف الجديدة.
نستعرض من خلال السطور التالية بعض النصائح الهامة التي يمكنك الاستعانة بها حتى تكتسب هذه القدرة وتتمكن من مواجهة أية مشكلة والتغلب عليها، فتابع معنا.
تقنيات واستراتيجيات هامة تساعدك على مواجهة المشكلات والتأقلم معها:
تواصل مع الآخرين: فعلاقاتك الجيدة مع أفراد الأسرة والأصدقاء تمنحك§ دعما إضافيا في أزماتك، فستجدهم دائما بجوارك يدعموك ويساعدوك ويستمعوا إليك. كذلك، قد يلجأ البعض إلى المشاركة في العمل الاجتماعي والتطوعي في أي من الجمعيات الخيرية أو المؤسسات الدينية إذ يساعدهم ذلك على نسيان همومهم واستعادة الأمل في الحياة. كما أن العمل التطوعي قد يمنح الفرد إحساسا داخليا بالارتياح والرضا عن الذات.
§ لا تنظر للعالم من وراء نظارة سوداء…فكل مشكلة ولها حل: بالتأكيد لا يمكنك تغيير الواقع أو الرجوع بالزمن للوراء لمنع وقوع الكارثة أو إنقاذ شخص عزيز من الموت فهذا قضاء الله لابد أن نرضى به ونتقبله. كل ما يمكنك فعله هو تغيير نظرتك وتفسيرك للحدث نفسه. ابدأمن جديد ولا تجعل ما حدث يثنيك عن سعيك لتحسين حياتك وتطوير ذاتك. أحسن الظن بالله، وكن على يقين أن ما ينتظرك أفضل بكثير مما فات:
إن خير الزهور زهرة لم نقطفها بعد..
إن خير البحور بحر لم تمخره سفننا بعد..
إن خير الأصدقاء صديق لم نتعرف عليه بعد..
إن خير الأيام يوم لم نعشه بعد..
تقبل الظروف التي لا يمكنك تغييرها وركز جهودك على ما يمكنك§ تغييره: قد تصادفك بعض المشكلات أو الظروف الصعبة التي تعيقك عن تنفيذ بعض أهدافك. لا تستسلم لليأس، وفي المقابل لا تهدر وقتك وطاقتك في محاولة تغيير ما لا يمكن تغييره. فقط حاول أن تتعايش معها وركز على الأمور التي يمكنك القيام بها.
ضع أهدافا واقعية وتحرك نحو§ تحقيقها: حدد بعض الأهداف الهامة التي تسعى إلى تحقيقها، واحرص على أن تكون واقعية أي يمكنك تحقيقها بالفعل. اسأل نفسك في بداية كل يوم” ماذا يمكنني أن أفعل حتى أحقق هدفي؟” لا تقلل من قيمة أي خطوة تتخذها في سبيل تحقيق هدفك.
واجه المشكلة§ واتخذ قرارات حاسمة: واجه المشكلة ولا تتهرب منها أو تتجنب حلها لمجرد أنك لا ترغب في خوضها أو تتجنب الضغوط.
اعرف نفسك: في كثير من الأحيان، تساعدنا الأزمات§ على استكشاف وتطوير جوانب خفية في شخصياتنا، فكثير ممن مروا بصدمات وأزمات قاسية أصبح لديهم علاقات أفضل، كما زادت ثقتهم في أنفسهم وفي قيمة الحياة وقويت علاقاتهم بالله، عز وجل.
ثق في نفسك وأعطها أهميتها: فثقتك في قدرتك على حل المشاكل§ يساعدك على مواجهة أية أزمات والتغلب عليها بإذن الله.
كن واقعي ولا تضخم§ الأمور: تجنب المبالغة والتهويل، فهذا لن يفيد في حل المشكلة أو التعامل معها، بل على العكس قد يزيد من تعقيد الأمور.
كن ايجابي وتحلى بالأمل: حاول أن تفكر في§ ما تريد تحقيقه, بدلا من القلق حول ما تخاف منه.
اعتني بنفسك. حافظ على صحتك§ ولياقتك البدنية، شارك في الأنشطة المحببة التي تساعدك على الاسترخاء، مارس الرياضة بانتظام. وهكذا، يمكنك مواجهة المشكلات بعقل نشيط.
كن مرنا: فالتغلب على§ المشاكل ومواجهتها يتطلب قدرا من المرونة.
عبر عن مشاعرك وأحاسيسك: على سبيل§ المثال، يمكنك كتابة أفكارك ومشاعرك المرتبطة بالصدمة أو المشكلة التي تعاني منها في مذكراتك أو يومياتك.
مارس فن الاسترخاء واهتم بالجانب الروحي والديني، إذ§ يساعدك ذلك على استعادة الأمل في الحياة.
وأخيرا، اعلم جيدا أن الحياة مليئة بالصعوبات والمشكلات… ومن الطبيعي جدا أن نتعسر في مرحلة ما من رحلتنا في هذه الحياة ونتوقف لبعض الوقت لنلتقط أنفاسنا… لكن احرص على ألا يطول هذه التوقف فلابد أن تستعيد السيطرة على حياتك وتعيد ترتيبها بالشكل الذي يحقق لك أهدافك… فقط تحلى بالإيمان، والصبر والمثابرة، والمرونة، وحافظ على هدوئك وثقتك في نفسك وقدراتك… وستندهش من النتائج
المفضلات