عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
تقبل ذاتك دون شكوى
تقبل ذاتك دون شكوى
المقصود بحب الذات !!
إن حب الذات يُقصد به أن تتقبل ذاتك ونعرف قيمتها لأنك قد اخترت ذلك. وتقبل الذات يعنى غياب الشكوى عن حياتك. الناجحون نجاحاً تاماً في حياتهم لا يعرفون الشكوى. فهم لا يتذمرون من صلابة الصخور أو تلبد السماء بالغيوم أو برودة الثلج القارصة.
إن التقبل معناه عدم الشكوى، والسعادة معناها عدم الشكوى من الأشياء التي تخرج عن إرادتك. الشكوى بمثابة الملاذ الذي يهرع إليه من ليس لديهم ثقة بأنفسهم. إنك حين تقوم بعرض الأمور الذاتية التي تستاء منها على الآخرين, ولا تزيدك سوى استياء لأن الآخرين لا يكون بوسعهم أن يقدموا لك أي شيء سوى إنكار هذا الشيء عليك ومن ثم لا تصدقهم. وكما لا تحقق الشكوى لك أي منفعة فلا جدوى كذلك من أن تدع الفرص للآخرين في أن يسيئوا إليك بتفريغ حقائبهم الملآى بالإشفاق على ذواتهم والبؤس لحالهم.
وهناك سؤال بسيط يمكن طرحه لينتهي بوجه عام هذا السلوك البغيض والذي لا جدوى من ورائه. "لماذا تخبرني بهذا؟", أو "هل هناك من شيء أستطيع أن أقوم به لمساعدتك؟". وعن طريق طرحك لمثل هذه الأسئلة على نفسك فستبدأ في إدراك أن سلوك الشكوى هو حماقة مطلقة منك. الشكوى بمثابة وقت يتم إهداره؛ ذلك الوقت الذي كان من الممكن أن تستغله في التدريب على الأنواع المختلفة من الأنشطة التي تتعلم منها حب الذات مثل الامتداح الصامت للذات أو مساعدة إنسان آخر على تحقيق ذاته.
متى تكون الشكوى غير نافعة ؟
هناك حالتان تصبح فيهما الشكوى في حياتنا أقل نفعاً: (1) عندما تخبر شخصاً آخر بأنك مُتعب. (2) عندما تخبر شخصاً آخر بأنك تشعر أنك لست بصحة جيدة. فإن كنت مُتعباً, فأمامك من الحلول الكثير واختيارك لأحدها خيرٌ لك بكثير من أن تشكو حالك لإنسان ليس له من الأمر شيء وغالباً ما سيكون هذا الشخص حبيباً لك إنًك إن شكوت إليه فكأنك تكون قد أسأت إليه, وهذالن يخفف من تعبك شيئاً. نفس الشيء ينطبق على شعورك بأنك لست بصحة جيدة.
لا بأس من أن تعرض على الآخرين حالك حينما تكون متأكداً من أن بوسعهم مساعدتك بطريقة ما. أما ما ينبغي أن تتجنبه هو أن تشكو حالك لمن ليس بوسعهم شيء يقدمونه لك سوى المعاناة من شكواك. إضافة إلى ما سبق إذا كنت تسعى جاهداً لأن تحب ذاتك وفي ذات الوقت تعاني من ألم أو قلق فستكون في حاجة إلى أن تتغلب على ذلك بنفسك دونما اللجوء لعرض الموقف على إنسانٍ آخر ترغب في أن يشاركك آلامك.
لماذا تشكو للآخرين ؟
إن اللجوء بالشكوى إلى الآخرين فيما يتعلق بأمورك الشخصية أمرٌ لا جدوى منه بل على العكس يحرمك من أن تحيا حياتك بشكل طيب وفعال, فهو يثير لديك مشاعر الإشفاق على الذات, ويعيقك خلال سعيك لمنح الحب للآخرين وتلقيه منهم, ويحد من ازدياد اندماجك في المجتمع. وبينما قد تجذب الشكوى الانتباه إليك, فإنها ستحدث بصورة من الواضح أنها ستلقي بظلالها على سعادتك الشخصية.
إن قدرتك على تقبل ذاتك دون شكوى تتضمن فهماً لكل من حب الذات وعملية الشكوى, وشتان ما بين الأمرين فإن كنت تًحب ذاتك بحق, فستصبح الشكوى إلى الآخرين الذين لا حول لهم ولا قوة مجرد عبث لا يجوز التشبث به. وإذا ما وجدت في نفسك (والآخرين) أشياء تستاءُ منها وترغب عنها فعليك أن تتخذ الخطوات العملية اللازمة لتقويمها بدلاً من أن تلجأ إلى الشكوى.
في المرة القادمة حينما تكون في جمع من الناس أربعة أزواج أو أكثر, قم بهذا التدريب البسيط. قم بحساب مقدار الوقت الذي يتم استنفاده في الشكوى أثناء المحادثة. كم قضيت من الوقت تشكو من الآخرين ومن الأحداث ومن الأسعار ومن الطقس ومن هذا أو ذاك؟ والآن وبعد انتهاء الحفل وذهاب كل إلى حال سبيله, اطرح على نفسك هذا السؤال: "ما مقدار ما تحقق الليلة من وراء ما دار فيها من شكوى؟" "من الذي تشغله بالفعل كل الأشياء التي كنا نشتكي ونتحسر منها الليلة؟" ثم في المرة القادمة التي تجد نفسك فيها على وشك الشكوى, تذكر تلك الليلة التي لم تُجدِ فيها الشكوى
المفضلات