عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
أثر الأمية على قضية التعليم وخاصة في أفريقيا
أثر الأمية على قضية التعليم وخاصة في أفريقيا
يعتبر الجهل بالقراءة والكتابة "الأمية" واحدة من المعضلات الكبرى التي تواجهها البشرية. فالإنسان الذي لا يعرف القراءة والكتابة في زماننا هذا هو إنسان عالة على أسرته ومجتمعه ودولته! حيث إن إجادة القراءة والكتابة تعني القدرة على تعلم مهنة ما، وبالتالي القدرة على العمل بشكل أفضل، وبالتالي القدرة على الكسب، وذلك يعني بدوره القدرة على تحمل المسؤولية بشكل أفضل- وبالتالي تكوين أسرة وإنجاب أطفال والقدرة على توفير الحد الأدنى لهم من متطلبات الحياة، وبالتالي المشاركة بشكل فعال في إنشاء المجتمع الذي تمثل الأسر نواته الأولى.
المنظمات التي تعمل في مجال محاربة الجهل "الأمية" على مستوي العالم لا حصر لها، بما في ذلك المنظمات الأممية والدولية. وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أهمية التعليم في حياة الإنسان، وهو موضوع لا أعتقد إنه يحتاج إلى دلائل وبراهين!
بعض الإحصائيات العالمية أوضحت إن نسبة الأمية في العالم في تراجع كبير مثلها مثل نسبة الفقر غير أن هذا التراجع أيضا مضللا إن لم ندقق فيه كثيرا. حيث أن هذه الإحصائيات ذاتها أكدت على أن نسبة الأمية في أفريقيا على خلاف ما تسير عليه الأمور في بقية أنحاء العالم في تزايد مستمر ذلك أن هناك صلة مباشرة بين الفقر والجهل والمرض (وهو ما يعرف بالدورة الشيطانية). وأثبتت هذه التقارير أن بحلول عام 2030م سوف تنحصر "الأمية" فقط في أفريقيا جنوب الصحراء. وكما قلنا أعلاه السودان جزء من الدول الأفريقية جنوب الصحراء وترتفع نسبة الأمية في أفريقيا فقد أظهرت دراسة في عام 2005م أن نسبة ألاميه بلغت نسبة 32% حيث أخفضت من 40% كانت عليها في عام 2000م وقد أدى ذلك إلى تفشي الجهل والأمية في تلك البلاد إلى إشكالات كثيرة مثل انتشار المعتقدات الفاسدة والخرافة والشعوذة حيث ما زال الكثير يعتقد في تصرف الأموات بالأحياء ويقيمون الحفلات الشيطانية بالإضافة إلى الجهل بالعبادات والواجبات الشرعية وغياب الفهم الصحيح بالإسلام وتزداد ألاميه في أوساط النساء ففي عام 2008م وصلت نسبة الأمية إلى 62% للإناث مقابل 38% للذكور.
وبما أن بلادنا معنية أيضا بهذه القضية - مثلها مثل دول أفريقيا جنوب الصحراء – يجوز أن نستفسر عن برامج الأحزاب السودانية في هذا المجال؟ هل سمعتم أن حزبا له برنامجا واضحا لمحاربة "الأمية" مثلا؟ هل سمعتم أن هناك حزبا له برنامجا لحض الآباء والأمهات – في المناطق النائية- على السامح لأبنائهم وبناتهن بالذهاب إلى المدارس؟ هل سمعتم إن حزبا له ضمن في برامجه ترميم المدارس المتهالكة وتشييد مدارس للبنيين والبنات في المدن، والمناطق النائية على وجه التحديد؟ هل سمعتم بحزب ما نادي بأن لا يكون في الفصل الواحد أكثر من عشرين أو ثلاثين طفل؟ وهل سمعتم عن حزب له برنامج طويل المدى وواضح حول إلزامية التعليم الأولي الأساس وهل سمعتم عن حزب تضمنت برامجه شيء يتعلق بتحسين أوضاع الأساتذة والطلاب والحالة التي آلت إليها جل المدارس والفصولكثير من الناس صار
يشكي من تدهور مستوي التعليم خاصة التعليم العام. وقضية التعليم هي ببساطة عملية استثمار في المستقبل. فتلاميذ اليوم هم قادة الغد، هم من سيحملون هذه الراية ويزودون عن حيض هذا الوطن بالقلم قبل البندقية. هل سمعتم عن حزب يعقد الاجتماعات للخبراء والمختصين لسماع رأيهم في كيفية تطوير العملية التعليمية والعودة بمؤسسات التعليم الحكومية وكذلك الخاصة إلى سيرتها الأولي! هل سمعتم عن حزب ينادي بتأهيل المعلمين بشكل أفضل وله برنامج واضح لتحقيق ذلك بناء على توصيات لجان متخصصة؟ وهل سمعتم أن حزب به أمانة خاصة تعني بالشؤون التعليمية والعملية ومحو الأمية؟ وإن كان الأمر كذلك هل سمعتم عن أي تحرك لمثل هكذا أمانة وهكذا يمكن طرح الكثير من الأسئلة في هذا المجال.
وموضوع الأمية لم يعد يختصر على الجهل بالقراءة والكتابة "فك الخط" فقط، بل تخطاه ليشمل في عالم اليوم المتسارع الخطي- ما يعرف بالأمية التقنية . والأمية الوظيفية والأمية الحضارية والأمية الهجائية ولكن هناك محاولات للتخلص منها مثل محو الأمية ومكافحة الأمية أما الأمية الوظيفية فيعني ربطها بحاجات الإنسان ومهنته وأما محو الأمية الحضارية فيعطي الأولوية لنظام المجتمع من التعليم وذلك يتداخل مع محو الأمية ويعالجها من منظور مجتمعي شمولي .
إن أمر التعليم ومحاربة الأمية جد خطير، وحتى الأمم والشعوب التي انتهت من قضية الأمية مازالت تعقد الورش المتخصصة حول قضايا التعليم، ذلك لأن قضية التعليم عملية متواصلة لا تنتهي.
المفضلات