قراءة للآية بطريقة مختلفة عن ما يفهمه الكثير من الناس ….

{ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ }الرعد11
ان المقصود هنا بالتغيير هم الجماعة (القوم) أي المجتمع وليس الفرد (انفسهم)
وليس ما يذهب اليه الكثير من ان المقصود هو الفرد بتغيير نفسه ..!!
إليكم قراءة الاية بطريقة تسهل الفهم : ان الله لا يغير الدائرة الكبيرة (القوم – المجتمع) حتى يغيروا الدائرة الصغيرة (انفسهم – النفس – الفرد )
اذن : مراد الله هو تغيير المجتمع (وهو الاهم ) .. ولن يتم تغيير المجتمع إلا بتغيير النفس او مكونات النفس (وهذا شرط )
فإذا قلنا بان المجتمع هو الدائرة الكبيرة … والنفس هي الدائرة الصغيرة ….اي ان المجتمع مكوّن من دوائر كثيرة جدا (وهم الناس) فالسؤال الان : هل علميا وعمليا .. يجب ونستطيع تغيير كل الانفس او كل الدوائر لكي نحصل على النتيجة وهي تغيير المجتمع ..؟
الجواب : لا … لان هذا مستحيل
فلن يتم مطلقا اصلاح كل وجميع الانفس والناس … فهذا ضد الطبيعة البشرية والخلقية التي وجودوا بها وعليها .
اذن : ما مراد الله من قولة (مَا بِأَنْفُسِهِمْ) … نحن اتفقنا الان انه يستحيل اصلاح جميع الانفس … وإلا تحولنا لملائكة .
الجواب : بان الله يريد صلاح الانفس ذات العلاقة بالإصلاح والتغيير المجتمعي … فكل نظام له اركان وقواعد وأسس وله فرعيات اقل اهمية واقل تأثيرا …وبصلاح الاركان والأعمدة والأساسات .. يصلح الباقي تباعاً وتسلسلاً (هذه هي النظرية الاصلاحية الصحيحة والتي تشير إليها الاية الكريمة)
والسؤال الان : من هي تلك الانفس (الناس) التي لها تأثير على تغيير المجتمع ..؟
ان جواب هذا السؤال.. سيحدد الخطوة الاول من مرحلة التغيير والإصلاح .. وهي : تحديد المؤثر والمؤثرين في المجتمع وذوي العلاقة لكي ينصلح .
والمؤثرين : هم اصناف كثيرة اهمها : الراعي – صاحب القرار – كل من له منبر …. الخ
ثم نأتي لتكملة الاية الكريمة : (وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ)
تأتي تتمة الاية لتؤكد مراد الله وهو المجتمع (القوم) وليس الفرد لذاته فقط .. وإذا اراد بهم (المجتمع) سوء : أي اذا لم يصلحوا هذا المجتمع فلن يستطيعوا رد السوء عليهم ….وهذا ما يحدث لمجتمعاتنا الان .


وبطريقة اخرى لتأكيد فهم الاية : فان الله يهدف الى صلاح المجتمع ..(هذا هو الهدف)… وشرط صلاح المجتمع وتغيره هو صلاح الانفس المؤثرة في المجتمع .. وليس أي نفس (انسان)..
والله أعلم … أن اصبت فبتوفيق الله تعالى … وان اخطأت فمن نفسي …