انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا




د. إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان






اقْتَتَلَ غُلاَمَانِ غُلاَمٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَغُلاَمٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَنَادَى الْمُهَاجِرُ يَا لَلْمُهَاجِرِينَ. وَنَادَى الأَنْصَارِىُّ يَا لَلأَنْصَارِ. فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ «مَا هَذَا دَعْوَى أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ». قَالُوا لاَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلاَّ أَنَّ غُلاَمَيْنِ اقْتَتَلاَ فَكَسَعَ[1] أَحَدُهُمَا الآخَرَ قَالَ "فَلاَ بَأْسَ وَلْيَنْصُرِ الرَّجُلُ أَخَاهُ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا إِنْ كَانَ ظَالِمًا فَلْيَنْهَهُ فَإِنَّهُ لَهُ نَصْرٌ وَإِنْ كَانَ مَظْلُومًا فَلْيَنْصُرْهُ"[2].






من فوائد الحديث :




1- ذم التعصب لأحد بالباطل، كالتعصب للقوم، والقبيلة والبلد.




2- شأن المؤمن أن يقف مع الحق، وأن ينصر المظلوم، برفع الظلم عنه، وينصر الظالم بحجزه ومنعه عن الظلم، لا يفرق في ذلك بين من كان من قومه أو من غيرهم، لأن الجميع يشملهم وصف الإيمان والإسلام[3].




3- الحث على التعاون بين المسلمين.




4- نصر المظلوم واجب كفائي على المسلمين من قام به سقط عن الباقين[4].




5- الشباب قوة وينبغي توجيه الشباب، وتسخير قوتهم فيما ينفع البلاد والعباد.




6- إن فورة الشباب، وعنفوان الصبا، تجعل الصغير يتسرع في التصرف، دون معرفة لعواقبه.




7- المزاح له حدود، وينبغي ألا يتجاوزها المرء.




8- بسبب هذين الغلامين الصغيرين كادت أن تنشب حرب بين المهاجرين والأنصار.




9- أن المقصود بالقتال هنا المضاربة والتشابك بالأيدي، وقد يفضي حقيقة إلى القتل الذي فيه إراقة الدماء.




10- المسارعة بوأد الفتن، وحل المشاكل قبل أن تكبر.