أبيات تبكي الخليفة الرشيد








أبكى الخليفة
جميعنا يحلم بالحاكم العادل الذي يراقب الله في خلق الله ويتقي الله فيما أولاه الله فيأخذ على يد الظلم وينصف المظلوم ويحنو على الضعيف ويساعد المحتاج وينشغل بأمر رعيته فيسعى جاهدا ليحقق لها السعادة الدنيوية ويعينها لتسعد في الآخرة ويكون قدوة صالحة


واليوم أنقل لكم خبر الخليفة الرشيد كما حكاه الأصمعي :




حكى الأصمعي قال: دخلت على الرشيد يوماً وهو ينظر في كتاب ودموعه تسيل على خده، فلما بصر بي قال: أرأيت ما كان مني؟ قلت: نعم، قال: أما إنه ليس لأمر الدنيا، ثم رمى إلي بالكتاب، فإذا فيهأبيات لأبي العتاهية إسماعيل بن أبي القاسم وهي:
هلْ أنتَ معتبرٌ بمنْ خربتْ ... منهُ غداةَ مضى دساكرهُ
ويمنْ أذلَّ الدَّهر مصرعه ... فتبرأتْ منهُ عساكرهُ
ويمنْ خلتْ منه أسرَّته ... وبمن وهتْ منه منابرهُ
ابن الملوكُ وأين عزُّهم ... صاروا مصيراً أنتَ صائرهُ
يا مؤثرَ الدَّنيا للذتهِ ... والمستعدَّ لمنْ يفاخرهُ
نلْ ما بدا لك أن ْ تناوله ... يوماً فإنَّ الموتَ آخرهُ
فلما قرأتها قال: والله يا أصمعي لكأني أخاطب بهذا الشعر وحدي دون الخلق! فقلت: دع هذا يا أمير المؤمنين فإنه استشعار لا يقطع به ولا يعول عليه، فو الله ما لبث بعد ذلك إلا شهراً (واحداً) ثم مات.
هاهو الخليفة لأكبر دول العالم يبكي خوفا وخشية لأبيات قرأها


فهل من حاكم الآن يخاف الله ويتقي الله في خلق الله ويغار على دين الله ويسعى لنصرة الحق والقوف في وجه الباطل


حسبنا الله ونعم الوكيل


وإنا لله وإنا إليه راجعون