ما أصعب أن ترد الكلمات إلى فمك


ثار فلاح على صديقه وقذفه بكلمة جارحة ، وما إن عاد إلى منزله ، وهدأت أعصابه ، بدأ يفكر باتزان: كيف خرجت هذه الكلمة من فمي ؟! سأقوم وأعتذر لصديقي


بالفعل عاد الفلاح إلى صديقه، وفي خجل شديد قال له : أنا آسف فقد خرجت هذه الكلمة عفوا مني ، اغفر لي
وتقبل الصديق اعتذاره، لكن عاد الفلاح ونفسُه مُرّة، كيف تخرج مثل هذه الكلمة من فمه


لم يسترح قلبه لما فعله.. فالتقى بشيخ القرية واعترف بما ارتكب، قائلاً له : أريد يا شيخي أن تستريح نفسي ، فإني غير مصدق أن هذه الكلمة خرجت من فمي


*******


قال له الشيخ : إن أردت أن تستريح إملأ جعبتك بريش الطيور، واعبر على كل بيوت القرية ، وضع ريشة أمام كل منزل


في طاعة كاملة نفذ الفلاح ما قيل له ، ثم عاد إلى شيخه
متهللاً ، فقد أطاع


قال له الشيخ: الآن إذهب واجمع الريش من أمام الأبواب


عاد الفلاح ليجمع الريش فوجد الرياح قد حملت الريش ،





ولم يجد إلا القليل جدا أمام الأبواب ،
فعاد حزيناً
عندئذ قال له الشيخ : كل كلمة تنطق بها أشبه بريشه تضعها أمام بيت أخيك ، ما أسهل أن تفعل هذا؟!
لكن ما أصعب أن ترد الكلمات إلى فمك..
الغرض والهدف من وضع هذه القصة القصيرة هو أخذ العبرة والاستفادة .. وان نحاسب على ما نقوله . وان لا نرمي الكلام جزافا .وان نتحكم بأعصابنا ..وخصوصا في هذا الشهر الكريم . و فرصة لمراجعة النفس .. والله الموفق ..