وجدت دراسة سويسرية أن تذكُّر الكلمات الجديدة يتحسَّن عند سماعها مرةً أخرى أثناء النوم.

عادةً ما يتضح أن حِيَل تحسين التعلم التي تبدو جيدة لدرجة يستحيل معها أن تكون حقيقية، إنما تكون كذلك بالفعل.



وللوهلة الأولى يبدو تعلم لغة جديدة أثناء النوم من بين هذه الحيل.
فكيف يُعقَل أن يكون لأي شيء تستمع إليه أثناء نومك هذا القدر من التأثير على تعلمك؟
ومع ذلك، تشير دراسة جديدة إلى أن الأمر ربما يكون فيه شيء من الصحة على أي حال فيما يتعلق بالحيل القديمة للتعلم أثناء النوم.
أراد الباحثون في جامعتيْ زيورخ وفريبورج السويسريتين معرفة إذا ما كانت ذاكرة الطلاب الذين يتعلمون الهولندية سوف تتحسَّن عند الاستماع للكلمات الجديدة مرةً أخرى أثناء نومهم (شراينر وراش، ٢٠١٤).
في العاشرة مساءً أعطى الباحثون هؤلاء الطلبة مجموعة من الكلمات الهولندية ومرادفاتها باللغة الألمانية ليتعلَّمُوها (وكانت الألمانية اللغة الأم لهؤلاء الطلبة).
وبعد ذلك ذهب نصف أفراد المجموعة للخلود إلى النوم، بينما كان لزامًا على النصف الآخر أن يظل مستيقظًا.
واستمع أفراد كلٍّ من مجموعة الطلبة الذين خلدوا إلى النوم ومجموعة الطلبة الذين ظلوا مستيقظين إلى إعادة مسجَّلة لبعض الكلمات الهولندية ومرادفاتها باللغة الألمانية التي تعلموها في السابق.
وكان الغرض من ذلك هو معرفة إذا ما كان تكرار سماع بعض الكلمات يحقق أي تأثير مفيد إضافي.
وفي الثانية صباحًا خضعت المجموعتان لاختبار.
ومن المثير للدهشة أن الطلبة الذين كانوا نائمين كان أداؤهم أفضل في تذكُّر الكلمات التي سمعوها أثناء نومهم مقارنةً بالطلبة الذين ظلوا مستيقظين.
أما الطلبة الذين ظلوا مستيقظين فلم يكن أداؤهم في تذكُّر الكلمات التي استمعوا إليها في الشريط المسجَّل أفضل من أدائهم في تذكُّر الكلمات التي تعلموها في السابق والتي لم تكن مسجَّلة على الشريط.
وتشير الدراسة إلى أن الاستماع إلى الكلمات أثناء النوم يمكن أن يساعدنا في تعلمها، وهذا على الأرجح لأنه ينشِّط المادة المراد تعلمها في الدماغ مرةً أخرى.
ورغم ذلك يقول بيورن راش — أحد الباحثين المشاركين في هذه الدراسة — إن مجرد الاستماع للكلمات أثناء النوم ليس كافيًا:
يمكنك فقط النجاح في تنشيط الكلمات التي تعلمْتَها بالفعل قبل الخلود إلى النوم.
أما الاستماع أثناء نومك إلى كلمات لا تعرفها فليس له أي تأثير.


ويشعر الدكتور راش بالتفاؤل حيال الاستخدامات العملية لهذه الطريقة فيقول:
الطريقة التي وضعناها سهلة الاستخدام في الحياة اليومية ويمكن أن يطبقها أي شخص.


إذا كنت تفكر في تجربة هذه الطريقة، فاعلم أن الباحثين وجدوا أن التعلم يحدث أثناء النوم في غير مرحلة حركة العين السريعة.
وهذا هو النوم العميق الخالي من الأحلام الذي يحدث عادةً في النصف الأول من اللَّيل.
لذلك، فإنك تحتاج إلى ضبط جهاز تشغيل الشريط كي يعمل مثلًا ما بين الساعة الثانية عشرة مساءً والثانية صباحًا إذا كنت ستخلد إلى النوم في الحادية عشرة مساءً.
في هذه الدراسة كان مستوى الصوت منخفضًا كي لا يُوقِظ أفراد المجموعة، وتضمَّن التسجيل فقط الكلمات التي تعلموها بالفعل قبل الخلود إلى النوم.