هل يُؤجر الإنسان إذا صبر على قسوة الوالدين ؟





الجواب :
نعم ، فإن الإنسان يُؤجَر على كل ما يهمّه إذا صبر عليه .
ما يصيب المؤمن من وَصَب ولا نَصَب ولا سَقَم ولا حَزَن ، حتى الْهَمّ يُهَمَّه إلاَّ كُفِّرَ به من سيئاته . رواه البخاري ومسلم .


وقسوة الوالد – إذا كانت حقيقة – فإن الوَلَد – ذكرا أو أنثى - مأجور إذا صَبر عليها ، وتحمّل شِدّة والده .
بل لو كان الوالد كافِرا ، وكان يُجاهِد وَلَده على الكفر ، فإنه مأجور على صبره عليه .
قال تعالى : (وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا) .


وقد تكون القسوة بسبب الوَلَد نفسه ، إذا لم يسمع كلام والديه ، أو لم يُطعهما في المعروف .


والقسوة قد يشعر بها المراهق ؛ لأنه يَرى أنه قد شبّ عن الطوق ، وكَبُر عن الأمر والنهي ، وأنه يجب أن لا يُؤمَر ولا يُنْهَى ، أو يَرى أنه لم يَعُد صغيرا ، فليس بحاجة إلى التوجيه !
وهذا كله عدم نُضج ؛ لأن المراهق أحوج الناس إلى التوجيه والأمر والنهي ؛ فهو في مرحلة حرجة مِن عمره .


وقد تكون القسوة حقيقة ، ويكون هذا من طبع الإنسان ، إلاّ أن لكل شيء سببا .
وعلى مَن يشعر بقسوة أحد والديه أو بعْده عنه ، أن يتلطّف معه في أوقات صفاء النفس .