الذكاء المتعدد


------------




ذكاء أم ذكاءات ؟!


لأمر ما – لا أدريه – أحب قراءة وتصفح الكتب المتعلقة بالعقل والذهن من الجوانب النفسية و الفكرية والعملية.. ولا أذكر متى اقتنيت كتاب " أطر العقل " لهوارد جاردنر الأمريكي الجنسية، صاحب نموذج أو نظرية " الذكاء المتعدد " .. ألفه في عام 1983، واثبت فيه أن كل إنسان يملك سبعة ذكاءات .. نعم سبعة . وبهذا دخل في صراع فكري مع القائلين بالذكاء الواحد ،وأصحاب هذا التوجه هم ايسنك، وجالتن، وجنسن، وسبرمان كما ذكرت هان بايك في مقالها " ذكاء أم ذكاءات ؟! رؤى مختلفة للقدرات الادراكية "ويرى أصحابُ هذا التوجه بأن الذكاء الإنساني يمكن أن يقاس باختبارات قياس الذكاء IQوبين يدي الآن كتاب عنوانه "اختبارات نسبة الذكاء والقياس النفسي" تأليف فيليب كارتر مثلا. . أما الاتجاه الثاني فيضم جاردنر، شترنبرج، وثرستون ويعتقدون أن هناك أكثر من ذكاء واحد ولكنهم يختلفون في عدد الذكاءات . حديثي عن إطار ونموذج ورؤية هاورد جاردنر الذي - كما أشرت – أوصل – وهذه بُشرى- ذكاءاتنا إلى سبعة في كتابه السابق الذكر. ثم أضاف في كتاب ألفه عام 1999 بعنوان " إعادة تأطير الذكاء " ذكاءا ثامنا وناقش إضافة ذكاء تاسع إلى قائمة ذكاءا ته وَفق معاييره الثمانية لقبول القدرات الذهنية في نادي الذكاءات وبعد بحث ، لم يضعه في القائمة وقال – مداعبا – هي ثمانية ذكاءات ونصف.
(البعض يضيف الذكاء العاطفي والذكاء الطهوي – المطبخي – والذكاء الميكانيكي ) . وقبل الدخول في ماهية الذكاءات الثمانية أو التسعة أو الثمانية ونصف وقبل الدخول في المعايير والشروط التي ترشح قدرة ذهنية لتتويجها في نادي الذكاءات ، أود أن أقدم تعريف جاردنر للذكاء .. فما تعريف الذكاء وفق إطار جاردنر ؟ الذكاء - وفق جارندر – "القدرة على حل المشكلات أو تشكيل منتجات لها قيمة في نسقها الثقافي أو عدة أنساق ثقافية "(أطر العقل 1983) وفي كتابه (الذكاء المتعدد: النظرية في التطبيق1993) يقول"والمشكلات التي تحل- بضم التاء- تتراوح بين كتابة نهاية لقصة إلى توقع حركة خصمك في الشطرنج إلى إصلاح بطانية . المنتجات تتراوح من نظريات علمية إلى الحان موسيقية إلى حملات سياسية ناجحة". وفي كتابه(إعادة تأطير الذكاء 1999) قال عن الذكاء" استعداد بيوسيكولوجي للتعامل مع معطيات تنشط في نسق ثقافي لحل مشكلات أو تشكيل منتجات لهما قيمة في ثقافة معينة" . وهذا سيغطي بكل تأكيد أطياف الأنشطة البشرية المختلفة . وقبل الحديث عن خصائص الذكاء ووظائفه ، ما الذكاءات الثمانية ؟


1\ الذكاء اللغوي ( ذكاء الكلمة)
2\ الذكاء المنطقي/رياضي
3\ الذكاء الموسيقي
4\ الذكاء الجسمي \ الحركي( ذكاء البدن)
5\ الذكاء التفاعلي أو الاجتماعي
6\ الذكاء الذاتي
7\ الذكاء البيئي
8/ الذكاء الصوري أو الفراغي(ذكاء الصورة)
وأريد من القارئ الكريم أن يستحضر – أثناء القراءة – أن كل إنسان وفق هذا الإطار أو النموذج يحمل الذكاءات كلها بنسب متفاوتة تزيد وتنقص .. فقد يكون أحدنا متفوقا في اللغوي والتفاعلي والموسيقي ضعيفا في البيئي والمنطقي مثلا أو قد يكون متفوقا في التفاعلي في بيئة وضعيفا فيه في بيئة أخرى . كما أريد أن يستحضر القارئ الكريم أن كل إنسان – إذا أراد – يستطيع أن يرتقيَ بأي من ذكاءاته إذا تعلم مهارات الارتقاء بكل ذكاء . وأنّ على كل شخص أن يتفاءل بنقاط القوة ولا ييأس من نقاط الضعف، وأنّ كل الذكاءات تعمل سويا بأشكال مركبة معقدة وأن كل ثقافة – تقريبا – تعبر عن كل ذكاء بأشكال مختلفة، وأن عدة أفراد قد يعبر كل واحد منهم عن ذكاء واحد بطرائق مختلفة. فتحت الذكاء اللغوي تأتي مناشط القراءة و حفظ الكلمات و حفظ الشعر و اكتساب اللغات الأخرى وهكذا .. وليس واحد من هؤلاء بأولى بالذكاء اللغوي أو التفوق فيه من الآخر .
فما الذكاء اللغوي ؟ الشغف بالكلمات والشغف باكتساب اللغات والقدرة على توظيف اللغة لأهداف مختلفة .. كل ما سبق يدخل تحت الذكاء اللغوي فهذا الاسم وذاك المسمى .
ولعلك - أخي أختي – انصرف ذهنك إلى خطباء معنيين وشعراء وكتاب ومتحدثين .. نعم .. هؤلاء متفوقون في هذا الذكاء .. ولعلك تسأل فماذا عن هتلر مثلا ؟ أمتفوق هو في هذا الذكاء ؟ والجواب نعم .. الذكاء استعداد وقابلية وملكة – بفتح اللام – أما كيف يوظفه صاحبه فقضية أخرى ..
} قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها { . أما الذكاء المنطقي \ رياضي فهو القدرة على التفكير المنطقي ( استقراء و استنتاج ) والمنهجية العلمية والشغف بالعمليات الحسابية. وكثير من الناس يحصر الذكاء في هذا النوع من الناس تقريبا وكأن جاردنر يقول لهم ما قاله نبينا عليه الصلاة والسلام " لقد حجرت واسعا " .وتعليمنا في المدارس يعتمد كثيرا على الذكاء اللغوي والمنطقي/رياضي في التدريس وفي كيفية تعبير الطالب عما تعلم وفي تقييم الطالب وفي الحكم عليه بأنه ذكي أو موهوب.( أسماء مملكة في غير موضعها)
فإذا وصلنا إلى الذكاء الموسيقي فهو القدرة على عزف وتلحين وتذوق الصوت الإيقاعي وهو من أوائل الذكاءات ظهورا في الإنسان ..
أما الذكاء المكاني وأضيف " الصوري " نسبة إلى صورة فهو القدرة على التعامل مع الأبعاد الثلاثة .. أتحب أن تكون رسّاما ، نحاتا ، مهندس ديكور ، مهندسا معماريا ، بحارا ؟!
هؤلاء متفوقون في هذا الذكاء ..
والذكاء الجسمي / حركي ؟! أرأيت الرياضي – لاعب الجمباز مثلا – والنحات كذلك والجراح والحرَفي – بكسر الحاء – ما الذي يفعلونه ؟ إنهم يوظفون أجسامهم أو أجزاء منها لحل مشكلة أو تشكيل منتج .. هل يفعل هذا لاعب الجمباز ؟ أترك الإجابة لكم .
فماذا عن الذكائين الذاتي والتفاعلي ؟! الذاتي: قدرة الإنسان على معرفة نفسه – نقاط الضعف والقوة مثلا – وتوظيف ما يعرف لتحقيق أهدافه .
والتفاعلي: قدرة الإنسان على معرفة الآخرين – رغباتهم وما يحفزهم مثلا – وتوظيف المعلومات هذه للتعامل معهم والاستجابة لهم . والبائع الجيد متفوق في هذا الأخير أي التفاعلي .
أما الذكاء البيئي – نسبة للبيئة – فهو قدرة الإنسان على التعرف على+ تصنيف ما في البيئة من نباتات وحيوانات وحشرات وجبال وسحاب الخ .





أما الذكاء الذي ناقشه – كما ذكرت – ولم يضفه فهو الذكاء الوجودي أو الفلسفي وهو الاهتمام بالأسئلة الوجودية – نسبة للوجود لا للفلسفة الوجودية – وهو أيضا اهتمام بالفلسفة الأرضية - إن صح التعبير – كالفلسفة السياسية وغيرها .. إنها أسئلة الإنسان التي يسألها الطفلُ والكبيرُ ويقدم إجابة عليها ولعله يبقى حائرا فيُسلِم للحكيم العليم الخبير جل وعلا. فالأنبياء جاءوا بمحارات العقول كما يقول ابن تيمية أي ما تحار فيه العقول .يقول ابنُ الجوزي في "صيد الخاطر":" أترى يظن الظان أنّ التكاليف غسل الأعضاء برطل من الماء أو الوقوف في محراب لأداء ركعتين؟ هيهات!هذا أسهل التكليف وان التكليف هو الذي عجزت عنه الجبال ومن جملته إذا أنني رأيت القدر يجري بما لا يفهمه العقل ألزمت العقل الإذعان للمقدر فكان من أصعب التكليف وخصوصا فيما لا يعلم العقل معناه كإيلام الأطفال وذبح الحيوان مع الاعتقاد بان المقدر لذلك والآمر به ارحم الراحمين..........." وقد ذكر مؤلف كتاب "البوصلة القرآنية " ، أحمد خيري العمري إن أول عنصر من عناصر القران الكريم : التساؤل .. ويقول " لكن تعامل الخطاب القرآني مع موضوع الأسئلة كان مختلفا وبشكل جذري فبينما كانت الأديان السابقة تحاول عبر الأجوبة المنزلة تحديد دور التساؤل و إنهاءه ، فقد عمد الخطابُ القرآني إلى استثمار هذا التساؤل و تأصيله في طريقة التفكير الإسلامية بل إلى إعادة تأسيسه ليكون المرتكز الأول والنقطة الأولى في تكوين العقل المسلم الناشئ " .
تلك هي الذكاءات الثمانية وذاك التاسع الذي لم يضفه صاحبُ النظرية – على الأقل إلى عام 1999 - إلى قائمة الذكاءات ومنتدى الذكاءات . فلا يزال ينتظر التتويج أو التسريح الكامل .
وقد أضاف – كما ذكرت – مؤلفان هما سبنسر كاجن وميجل كاجن في كتابهما الضخم جدا جدا " الذكاءات المتعددة : كتاب الذكاء المتعدد الكامل " ، أضافا الذكاء الطهوي والذكاء الميكانيكي . فما الطهوي ؟ انه أن تستخدم هذا الذكاء للتفكير في المشكلات الغذائية وحل هذه المشكلات . ومنها الإنتاج والاختيار والتخزين والإعداد والطبخ وتقديم الطعام ..


أما الذكاء الميكانيكي فهو الذي نستخدمه للتفكير في الأدوات والأجهزة الميكانيكية. أما الذكاء العاطفي فله حديث مستقل وبهذا تكون أطياف الذكاء اتسعت لتشمل كثيرين لا يشملهم ولا يضمهم الاتجاهُ الأول في تعريف الذكاء .
وقد وضع جارندر 8 معايير لتتويج القدرات الذهنية ذكاءات فإذا عبرت القدرات هذه البوابات الثمان توجت القدرة ذكاءا .. سأذكر بعض المعايير
1- كل ذكاء له موقع في الدماغ يمكن عزله نتيجة لتلف الدماغ في مكان ما مثلا. بمعنى أن الذي أصيب مثلا بتلف في منطقة دماغية لها علاقة بالذكاء اللغوي أو بعض أنشطته تبقى بقية ذكاءاته غير المصابة نشطة ( اقرأ عن عاصي الرحباني)
2- وجود الأطفال غير العاديين. بمعنى وجود أطفال متفوقين في جانب معين وعاديين أو أقل في جوانب أخرى .وأيضا وجود أناس بارزين جدا في جوانب وضعفاء جدا في جوانب أخرى( شاهد فلم رجل المطرRain Man)
3- القابلية للترميز.فالذكاء اللغوي نظامه الترميزي اللغة والذكاء الموسيقي النوتات الموسيقية وهكذا فكل ذكاء له رموزه التي تعبر عنه.
وللذكاءات - في إطار جارندر – خصائص ذكرها صاحبا الكتاب الضخم جدا جدا الذي أشرت إليه سابقا .. فمن هذه الخصائص أن الذكاء ليس وراثة أو مكتسبا بل الاثنين معا فهو وراثة ومكتسب، كما أن الذكاء لا يرتبط بالحواس الخمس فالذكاء الموسيقي ليس ذكاءا سمعيا بل ذكاء موسيقي فقط . كما أن الذكاء يختلف عن الأنماط المعرفية أو الادراكية فشخص يرى – كما يقال – الصورة الكبرى وآخر يهتم بالتفاصيل .. هذان نمطان إدراكيان .. فصاحب الذكاء المكاني أو الصوري قد يدرك الصورة الكبرى أو التفاصيل وهكذا .. أما وظائف الذكاءات فمنها البقاء وحل المشكلات و الإبداع و المعرفة . .
تلقف المهتمون بالشأن التعليمي في الولايات المتحدة مثل توماس ارمسترونغ وغيره كثيرون نموذجَ الذكاء المتعدد ووظفوه في التربية والتعليم فألف ارمسترونغ عدة كتب رائعة في هذا المجال أطلعت على كثير منها فغيرت رؤيتي لقضايا تعليمية مختلفة .. والرؤية أو الطريقة التي يدرك بها الإنسان نفسه والآخرين والعالم لها تأثير في سلوك الإنسان ومشاعره وبالتالي في النتائج التي يحصل عليها . فإذا حملت معلمة رؤية الذكاء الأحادي أو الواحد أو رؤية أن المتفوقة في المواد العلمية هي الذكية فإن سلوكها سيتأثر بهذه الرؤية. وإذا حملت رؤية الذكاء المتعدد التي شرحتها فسلوكها سيتغير تبعا لتغير رؤيتها وبالتالي النتائج .. ولا زلت أذكر يوما اتصلتُ فيه بزوجتي وأثناء الحديث انقطع الخط وعندما عدت إلى البيت وجدتها منفعلة ظانة أنني ( حطيت السماعة في وجهها ) هذه رؤيتها لما حدث وانفعالها منطقي وَفقا لرؤيتها. ولكن هل رؤيتها صحيحة تطابق الواقع ؟ وعندما علمت-هي- أن هاتفها اللاسلكي انتهى شحنه ذهب انفعالها وعادت المياه إلى مجاريها .. ولهذا يرى ادوارد دي بونو صاحب " قبعات التفكير الست " أن أغلب أخطاء الناس تقع في الرؤية أو التصورات الذهنية كما يسميها البعض أو الخريطة كما يسميها أهل البرمجة اللغوية العصبية عندما يقولون " الخريطة ليست الواقع " وإن كان المقصود بهذه العبارة الأخيرة أشياء أخرى كذلك . تعالوا أيضا إلى ما يسمى ADD وهي حالة تصيب الأطفال وتبقى مع بعضهم وأعراضها التشتت أو عدم التركيز و الانفعال والتهور والحركة الزائدة جدا عن الحدّ المألوف ! كيف يرى المربون والمعالجون ADD ؟ البعض يراه مرضا ذهنيا فعلاجه دواء معين والبعض يراه حساسية لأطعمة معينة والبعض يراه رد فعل عاطفي لسوء معاملة المصاب به في طفولته والبعض يراه نشاطا للفلقة اليمنى من الدماغ في مجتمع تؤطره – إن صح التعبير – الفلقة اليسرى أي الفلقة الأكاديمية أي فلقة المنطق والأرقام والتسلسل والتفاصيل والأحرف والبعض يراه خرافة لا وجود لها إلا في أذهان من أراد أن يوجدها لمصالح معينة والبعض يراها جزءا من طيف الطبيعة البشرية وأنها حالة أصلح ما تكون لمجتمع الصيد أما مجتمعات الزراعة فلا تراها إلا حالة مرضية شاذة خارجة عن المألوف والطبيعي . هذه رؤى لشيء واحد اسمه ADD وكل رؤية يستتبعها سلوك ونتائج وهكذا ..
تصور المعلمة تدخل على تلميذاتها وتراهن أو ترى كل واحدة منهن بثمانية ذكاءات !! رؤية جديدة ثمان نوافذ .. ثمان قنوات للتفاعل مع العالم والناس .. ثمان طرائق للتعلم والتعليم وإدارة الفصل والبيئة الفصلية وتطوير المناهج وإعداد الدروس والتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة.. إنها نظرة وتوجه جديدان في التعامل مع الطالب ورؤيته وتقييمه لا تختزل الطالب في اختبارات ورقية قلمية محددة ومؤقتة وفي بيئة معينة معزولة عن العالم الحقيقي .. لا تختزل الطالب في شهادة تعنون – بضم التاء وكسر الواو – الطالب وتصنفه وفق أساليبنا في الاختبار والقياس ولا تختزله في القدرات اللغوية فقط .. بمعنى أن الإنسان - الطالب أو الطالبة – أكبر من كل هذا. وعلى فرض أن ما نقدمه من اختبارات يقيس شيئا فهو يقيِّم ويقيس مساحات ضيقة من كينونة الإنسان وطاقاته ويبقى الكثير من القدرات والطاقات الكامنة بعيدة عن كل مقياس واختبار . إنها طاقات وامكانات تظهرها بيئات معينة وتحديات ومثيرات وتفاعلات ومواقف هنا وهناك ..
إن التعليم بحاجة لتبني هذه الرؤية وتعليمها المعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات والمعنيين بالشأن التعليمي بصفة عامة في بلادنا بل وتعليمها في مؤسسات إعداد المعلمين والمعلمات –على فرض عدم وجودها في مناهجهم – وتدريبهم على تطبيقاتها المختلفة في التربية والتعليم ..ولا زلت أذكر أحد المعلمين طبق هذه النظرية – الذكاء المتعدد – وقال لي بأن النموذج أو النظرية أعطته ثمانية مفاتيح بدلا من مفتاح واحد للتعامل مع الطلاب وأن هذا أدى إلى طوفان من التفاعل مع الدرس من قبل الطلاب بحيث لم يعد باستطاعته استيعاب نشاطاتهم المتنوعة لغويا وحركيا واجتماعية ومكانيا وإيقاعيا ومنطقيا / حسابيا .. الخ . لقد خرج المارد من قمقمه ووجد قنوات عدة يعبر فيها عما في داخله بعد أن ضاقت القنوات أو القناة السابقة بطاقاتهم بل بعد أن لم يجدوا قنوات تمرر هذه الطاقات والإبداعات والإمكانات ... إن التحدث باللغة العربية في الصين ولو كلمة كلمة وببطىء شديد لن يفيد ولن يجدي ، وكذلك توظيف ذكاء أو اثنين وإهمال ما تبقى لن يوصل ما يريد المعلمُ أن يوصله .. إن نموذج الذكاء المتعدد نموذج جدير بالدراسة والتطبيق.