مفهوم تنظيم الأسرة :
هو سلوك حضاري يوفر للزوجين الخيار المناسب للتحكم بموعد البدء بإنجاب الأطفال ، وعددهم ، والفترة الفاصلة بين الواحد والآخر ، ومتى يجب التوقف عن الإنجاب ، كل حسب ظروفه ومقدرته وبموافقة الزوجين معاً وضمن الإطار الصحي الذي يركز على صحة الأم والطفل معاً .


مسوغات تنظيم الأسرة : هناك عدة مسوغات ولعل أهمها :
1. المسوغ الصحي : والذي ينعكس مباشرة على صحة الأم والطفل معاً .
2. المسوغ السكاني : وذلك بأن تتواكب التنمية الاقتصادية مع الزيادة السكانية في القطر ليعيش المواطنون في أفضل ظروف معيشية ممكنة .
3. المسوغ الإنساني : وذلك للتأكيد على دور المرأة الفعال في المجتمع والذي لايقتصر على الإنجاب وحده ، بل يجب أن يؤثر في مسيرة المجتمع وعلى جميع الأصعدة .




المشاكل الصحية في البلدان النامية :
يؤلف تنظيم الأسرة مقوماً أساسياً من مقومات الرعاية الصحية الأولية ، ويتصدى لمشكلتين تعدان من أكثر المشاكل الصحية شيوعاً وإلحاحاً في البلدان النامية وهما :
• ارتفاع معدل وفيات الأمهات .
• ارتفاع معدل وفيات الأطفال .
إلى جانب نقص الموارد الكافية للعناية بالأطفال والأمهات ، وتتزايد كل يوم عملية إقناع الرجال والنساء في جميع أنحاء العالم بأن تنظيم الأسرة يعزز صحة الأم والطفل معاً .
فوائد تنظيم الأسرة على صحة الأم :
1. خفض معدلات وفيات الأمومة الناجمة عن مشاكل الحمل والولادة والنفاس .
2. خفض نسبة الحمول عالية الخطورة عن طريق الممارسة الإيجابية لتنظيم الأسرة .
وتبين الدراسات أن احتمال التعرض لخطر المرض والوفاة يزداد في أربعة أنواع من الحمل وهي :
o الحمل قبل سنة الثامنة عشرة .
o الحمل بعد سن الخامسة والثلاثين .
o الحمل بعد أربع ولادات .
o الحمل قبل مضي عامين على آخر ولادة .
وحالات الحمل قبل سن الثامنة عشرة وفوق ( 35 ) سنة وعند كثيرات الولادة هي الحالات التي يرجح أن تنطوي على مضاعفات تهدد الحياة مثل :
• الولادة العسرة ، النزف ، ارتفاع التوتر الشرياني ، الصمات الرئوية ، تمزق الرحم .
وتسهم الولادات المتقاربة في إحداث سوء التغذية ومشكلات صحية أخرى للأم وللأسرة ، وتعتبر الحوامل المسنات من الحوامل الأكثر عرضة للمضاعفات مقارنة بالنساء الشابات وخاصة في حالات :
• الانسمام الحملي ، عسر المخاض ، الحاجة إلى التدخل الجراحي .
والمشكلة الأكبر للأم دون الـ ( 18سنة ) هي نقص نموها ، فحوض الأم الفتية صغير نسبياً والمضاعفات بالحمل أكثر شيوعاً مثل :
• عسر الولادة ، عدم التناسب الرأسي الحوضي .




فوائد تنظيم الأسرة على الطفل وصحته :
1. خفض معدلات وفيات الأطفال .
2. تجنب بعض الحالات المرضية عند الأطفال .
• نقص الوزن : يشكل نقص الوزن عند الولادة أخطر المشاكل ، ولاسيما في حالة الولادة قبل نضج الأم أو في حال كبر سنها ، كما أن الحمول المتعددة والمتقاربة قد تحد من قدرة الأم على توفير احتياجات الجنين ، ومن الناحية الاجتماعية يتعلق الأمر بنوعية الرعاية للأم وموارد الأسرة التي تصل إلى الجنين ، يضاف إلى ذلك أن الأمهات الصغيرات قد لا يكون قادرات على تحمل مسؤولية العناية بالطفل ، إلى جانب أن الأسر الكبيرة قد لا يحصل فيها الطفل على قدر كبير من الرعاية والطعام و العناية خلال المرض .
• سوء التغذية : إن أمراض سوء التغذية واسعة الانتشار في الدول النامية ، وخاصة في السنوات الأولى من العمر ويغلب مشاهدته في الأسر الكبيرة أو عند الأسر ذوات الولادات المتقاربة ، وقد تتسبب سوء التغذية بالموت المباشر إلا أنه غالباً ما ينقص المقاومة تجاه الأمراض الإنتانية ، وهو يسبب الوفيات خلال السنة الثانية أو الثالثة من العمر ، بالإضافة إلى ان سوء التغذية تؤثر في نمو وتطور الطفل ، وإن قصر الفترة بين الحمول تسهم في إحداث سوء التغذية عند الرضع بسبب إيقاف الرضاعة الطبيعية المفاجئ ، وقد أظهرت الدراسات ارتفاع نسبة وفيات الأطفال بسبب الفطام المبكر وخاصة بسبب حمل الأم .
• الأمراض الإنتانية : إن الأطفال في الأسر الكبيرة يتعرضون للأمراض الإنتانية التنفسية وأمراض الطفيليات .
• درجات الذكاء و التحصيل الدراسي : فقد أثبتت الدراسات الموسعة والتي أجريت في أوروبا وأمريكا أن الأطفال من الأسر الكبيرة وذوي الترتيب المتأخر يحصلون على علامات أقل في اختبارات الذكاء والتحصيل الدراسي مقارنة بالأطفال ذوي الترتيب المتقدم .
• التشوهات الخلقية : على الرغم من وجود علاقة بين الحمول عالية الخطورة وحصول تشوهات خلقية عند المواليد يبدو الأمر شديد الوضوح في حالة تناذر داون ( المغولية ) بالنسبة للعلاقة مع عمر الأم .




وإن فترة التباعد بين الحمول التي تقل عن سنتين تعرض للخطر :
• حياة كل من الوليد والشقيق السابق له .
• الأطفال الذين يولدون بعد فترة قصيرة من الولادة السابقة يكون احتمال موتهم في العام الأول من العمر أكثر بمقدار ضعفين من الأطفال الآخرين .
• الأطفال الذين يولدون في فترات مباعدة قصيرة يكونون أكثر عرضة للمرض وأبطأ نمواً وأخفض من حيث درجة الذكاء والتحصيل العلمي .




فائدة المباعدة بين الحمول ( تنظيم الأسرة ) :
• لو كانت كل الفترات بين الولادة سنتين على الأقل لأمكن تلافي ( 1/5 وفيات ) الرضع .
• المباعدة الكافية بين الولادات تخفض إصابة النساء بفقر الدم .
• تساعد المباعدة على خفض معدل نمو الأسرة ، وهذا يساعد على تحسين مستوى الحياة والصحة .
• المباعدة تحد من الصعوبات الاقتصادية المصاحبة لكثرة الأولاد .
• المباعدة تساعد على حماية السيدات من أخطار الولادة .
• تحد المباعدة من سوء التغذية .
• استعمال موانع الحمل يخفض من احتمال لجوء السيدات إلى الإجهاض غير المشروع والذي غالباً ، يكون خطراً على صحتهم .