التربية من دون ضرب


يبدو أن تيار الرافضين لأسلوب الضرب في التربية سيتقوى مقابل المؤيدين لاستخدام هذا الأسلوب ، فمؤخراً أنشأت مجموعة من الأطباء النفسيين والمربين الاختصاصيين بفرنسا منظمة تدعى " التربية من دون ضرب " هدفها منع استعمال الضرب والعقاب الجسدي وشرعوا على الفور في وضع مشروع قانون يعاقب الضرب الجسدي للأطفال .


وأشار تقرير نشرته جريدة الحياة إلى أن السويد أصدرت عام 1979م قانوناً يمنع العقاب الجسدي وافق عليه 53% فيما وافق اليوم 89% من السكان على استمرار هذا القانون ، لأن الدراسات أثبتت أن شباب السويد اليوم أكثر تهذيباً من شباب أعوام السبعينيات ، وأن كل التصرفات المعادية للمجتمع خفّت بنسبة 20% خلال العشرين عاماً الماضية .


إن الإنسان لا يولد عنيفاً ، وإنما يكتسب العنف ويتعلمه من محيطه الاجتماعي ، فالمربي أو الأب الذي يضرب ابنه يفهمه بطريقة خاطئة أن الضرب هو مفتاح حل المشكلات ، لذا يلجأ الطفل عند أي صعوبة تواجهه مع طفل آخر إلى الضرب ، فيما يجب إفهام الصغار منذ نعومة أظفارهم أن حل المشكلات ليس بالصراخ والضرب ، بل بالكلام الهادي والحوار ويجب إفهامهم ذلك .


وأوضحت دراسة فرنسية أن " دماغ الطفل لا يكتمل قبل الثالثة ، لذا فإن الصراخ والضرب يجعل الطفل في هذا العمر في حالة ذهول مغرق ينعكس فيما بعد أمام أي حركة عنف إلى صعوبة في تنظيم أفكاره وتصرفاته