موقوف
- معدل تقييم المستوى
- 0
الصلاة . ثواب الصلاة .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
][من ثواب الصلاة وفضلها][
من ثواب الصلاة وفضلها أنها طهارة للعبد من خطاياه، فهي تمحو هذه الخطايا وتغسلها، يقول : ((أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟)) قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: ((فكذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا)) أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة.
فالصلوات الخمس محطات وفرص يومية، منحها الله سبحانه وتعالى لعباده ليطهروا بها أنفسهم من الذنوب والخطايا التي يرتكبونها، وليذكروا أنفسهم بخالقهم وبواجبهم نحو هذا الإله، فكلما سها العبد وأخطأ أتى وقت صلاة من الصلوات ووجد نفسه بين يدي الله سبحانه وتعالي، فيندم ويتوب ويستغفر مما أصاب من ذنوب، فيغفر الله سبحانه وتعالى له، يقول فيما أخرجه مسلم والترمذي من حديث أبي هريرة: ((الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تُغش الكبائر))، ويقول أيضا في الحديث الذي أخرجه الطبراني بسند حسن عن ابن مسعود: ((تحترقون تحترقون، فإذا صليتم الصبح غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم الظهر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم العصر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم المغرب غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم العشاء غسلتها، ثم تنامون فلا يُكتب عليكم حتى تستيقظوا)).
ولقد وعد الرحمن عز وجل مقيم الصلاة بأنه لا يخاف ولا يحزن فقال عز من قائل: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة:277]، كما وعدهم سبحانه بأن لا يضيع أجرهم، بل يحفظه لهم كما حفظوا صلاتهم وحفظوا أوامر الله عز وجل، يقول سبحانه: وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ [الأعراف:170].
ومن ثواب الصلاة وفضلها أنها منجاة للعبد من النار، فمداومة الصلوات والمحافظة عليها تنجي صاحبها من النار التي توعد بها الله سبحانه وتعالى تاركي الصلاة والساهين عنها، وفيه تبرئة لهذا المصلي من النفاق، عن أنس بن مالك أن رسول الله قال: ((من صلى أربعين يوما الصلوات في جماعة لا تفوته تكبيرة الإحرام كتب الله له برائتين: براءة من النفاق وبراءة من النار)) أخرجه الترمذي، كما يقول في الحديث الذي رواه مسلم عن عمارة بن رويبة: ((لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها)) يعني الفجر والعصر.
فالصلاة فضلها كبير وقدرها عظيم، ولكن الإنسان من طبيعته أنه لا يعرف قيمة الأشياء إلا بعد أن يفقدها، فإذا فقدها أحسّ بقدرها بعد أن حيل بينه وبينها، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله مرّ بقبر فقال: ((من صاحب هذا القبر؟)) فقالوا: فلان، فقال: ((ركعتان أحب إلى هذا من بقية دنياكم)) أخرجه الطبراني والمنذري. ركعتان قد لا تعني عندنا شيئا، لكنها أحب إلى صاحب هذا القبر من بقية دنيا أصحاب رسول الله .
ومن كرامات المحافظ على الصلاة في المساجد وثوابه الذي يلقاه من الله سبحانه جزاء محافظته على الصلاة ومداومته عليها وتعميره لبيوت الله سبحانه أن الله سبحانه وتعالى يظله بظله يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله، وأكرم بها من منزلة عالية وتكريم عظيم في ذلك اليوم العصيب الذي تدنو فيه الشمس من رؤوس الخلائق، ويغرق الناس في عرقهم كل حسب عمله، ويصيبهم كرب شديد وعناء كبير، في هذه الظروف تُكرَّم ـ يا عبد الله، يا من ترتاد المساجد وتصلي فيها ويهفو قلبك إليها ـ تكرَّم بكرامة عظيمة بأن يظلك الرحمن بظلّه، فتنجو من هذا الكرب الذي يلقاه الناس ويعانونه، يقول : ((سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله))، وذكر منهم: ((ورجل قلبه معلق بالمساجد)) أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة. فمن بين هؤلاء السبعة رجل قلبه معلق ببيوت الله، محب للصلاة فيها، يشتاق إلى هذه الأماكن الطاهرة، ويجد الراحة والهناء فيها، ما إن يقترب وقت الصلاة حتى تأخذه رجلاه دون أن يشعر إلى بيت الله طالبا للراحة والأمن، وما دامت راحته في بيوت الله سبحانه لا في بيوت شياطين الإنس والجن وأماكن المعصية فإنه حقّ على الله سبحانه أن يظله في ظله يوم تختفي كل الظلال إلا ظل الرحمن عز وجل.
المفضلات