من العار أن نعيش على الهامش وأن نقبل بفتات الحياة

لنتفق أولا على أننا إذا لم نصنع حياتنا فسنتركها للآخرين ليصنعوها لنا وفقا لرغباتهم هم "وسنسمح" للظروف أن تحركنا وكأننا أوراق شجر في مهب الريح.

بينما من يستعن بالرحمن أولا ثم يستجمع قواه ليصنع حياته يكن كالشجرة ذات الجذور القوية قد تتأثر بالعواصف العارمة ولكنها تحتفظ بقواها الداخلية وتعيد بناء ما يتلف وسرعان ما تزدهر وتطرح أفضل الثمار..

تنبه للغول

ولنكن الزارع الماهر الذي يتنبه للحشائش الضارة ويقتلعها أولا بأول لمنع تراكمها للحيلولة دون "تغولها" وتوغلها على حساب الزرع المفيد..

ونقصد بها أعداء الداخل من العيوب الشخصية –وجميعنا لدينا عيوب- والقلة فقط التي "ترغب" بالانتباه إليها لكبح جماحها وعدم السماح لها بقيادة الحياة حتى لا نهزم أنفسنا بأيدينا.

تراجع وتصحيح

ويتنبه الزارع الماهر لوضع النسب الدقيقة من المواد المكافحة لأمراض الزرع حتى لا تقضي عليه وهو ما يجب التنبه إليه فنتوقف من آن لآخر مع أنفسنا لنتأكد من نجاح تفكيرنا وتصرفاتنا وأننا نسير بالطريق الصحيح للتطور بكل جوانب الحياة مع "زرع" الوعي بضرورة التراجع إذا ثبت لنا أننا نخصم من حياتنا والإسراع بتصحيح المسارات وعدم توهم المشقة فكلما تأخرنا تمكنت أمراض "سرقة العمر" منا..

مع الوعي لأعداء الخارج وإفشال مخططاتهم بثبات وبخطط مضادة ثم الاستمتاع باستراحة محارب لمكافأة أنفسنا ولتجديد الحيوية..

تذكر الصيانة

تعمدت أن أضع عنوان" اصنع حياتك" وليس اصنع نجاحك فلابد أن نصنع كل جوانب حياتنا الدينية والصحية والذهنية والنفسية والعملية بل والترفيهية أيضا ولنكن الصانع الماهر الذي يحرص على سلامة كل أجزاء الألة التي يعمل بها ويجري لها الصيانة اللازمة بالوقت المناسب ويتعامل بدقة معها فلا يترك الصمامات لتتلف ويلاحظ "بدايات" الانفلات ولا يتجاهلها ويسارع دون جزع أو تعجل وبلا تشدد بإغلاقها حتى لا تنكسر.

أخطاء شائعة

وهو ما سنفعله في الحلقات القادمة عند مواجهتنا لأكثر الاخطاء الشائعة بالتفكير والتصرفات والمظهر والتي تؤثر بالسلب على حياتنا "وتسرق" منا جميعا حقوقنا المشروعة في الفوز بأفضل حياة ممكنة وسط الواقع الذي لا يجب انكار معوقاته فنكون كمن يتجاهل وجود حفرة أمامه فيقع بها ولا نؤذي أنفسنا بالتضخيم من المشاكل التي "لابد" أن تكون جزءا من الحياة حتى لا نهزم أنفسنا بالخوف منها، فالخوف دائما هو أسوأ مستشار للإنسان..

المنبه الداخلي

وكما يصحو معظمنا على "المنبه" الخاص به، فبداخلنا جميعا "المنبه" الذي يدعونا لتحسين حياتنا ورفض القبول بالقليل فإن لم نزد سننقص وإن استسلمنا سنحيا كالأموات وإن تحركنا وضحكنا وأود زرع "حتمية" قهر كل أعداء نجاحنا واستمتاعنا المشروع بالطبع بالحياة بداخلنا فهو المفتاح "الحقيقي "لصناعة رائعة وناجحة لحياتنا بعد الاستعانة بالرحمن بالطبع..

انتعاش

وكما يدق "المنبه" كثيرا حتى نصحو ونقوم بإغلاقه، لنعيد ضبطه لليوم التالي.

فالمنبه الخاص بداخلنا مثله، وأتمنى اعادة الرغبة بأن نعيش حياة حقيقية "تتنفس" فيها الانتعاش بالإنجازات بكل تفاصيل حياتنا وتجديدها يوميا وأن نتذكر اعادة ضبط المنبه الداخلي منعا "للتكاسل" فهو كالمنبه الخارجي يدق كثيرا حتى ننهض وإذا "تجاهلناه" واخترنا النوم فسيواصل التنبيه لبعض الوقت ثم سيصمت وهو ما يفعله المنبه الداخلي أيضا..

وإذا كنا نخسر عند تجاهل المنبه الخارجي بالتأخر عن العمل فإننا نفقد الحياة نفسها إن تجاهلنا أهمية المنبه الداخلي الذي يؤكد لنا أن الحياة إما أن تكون لنا أو علينا، فكل يوم يضيف أو يخصم فلا اختيار ثالث..

انتزاع وحصار

وأود "انتزاع" المكاسب من الخبرات المؤلمة و"أقسم" أن من لا تنهزم روحه لا ينهزم أبدا وأن نحتفظ بروح قوية تتنفس العزة لا تعرف الانكسار إلا أمام خالقها عز وجل، وتعرف أنها ليست قابلة للخدش وتتمكن من إغلاق أبواب ونوافذ الخسائر أولا بأول وإذا "تسللت" إلينا فلنسارع بحصارها ولا ننهزم أبدا..

فأرة وجمل

ولنتوقف عند الاسطورة التي تحكي عن فأرة أحبت جملا فأخذته لبيتها فتوقف الجمل عند حجر الفأرة قائلا : إما أن تغيري محبوبك أو تتخذي دارا يناسب محبوبك..

فلنعمل على اتساع حياتنا ولا نقبل أن نضيق أحلامنا وخطواتنا بها لأننا نستحق الأفضل فلن نعيش إلا مرة واحدة ومن العار أن نعيش على الهامش وأن نقبل بفتات الحياة وبإمكاننا صنع ما يليق بنا.