تَعَلْمْ التَأثِير بِالعَيْـــن





العين احدى الوسائل العظيمة للتأثير الشخصي فهي تستأثر بانتباه المخاطب و تجعله على أتم استعداد لقبول إيحائك .

وفضلا عن ذلك فـللعـين ذاتها خاصية قوة غرس إرادتك في نفس الغير بشرط أن تباشر هذه القوة بطريقة معقولة ــ أنها تجتذب وتأسر وتسحر الشريك الفاعل و تمهد لك الطريق الموصل لمخاطبة الشريك المنفعل .


هي السلاح المخيف للذي يلم بعـلم قانون الملـكة الفكرية .

إنها تقتلع مباشرة اهتزازات نفس هذا الأخير لتغرسها في نفس مخاطبة .

انك ولا ريب سمعت بتأثير العين البشرية على الحيوانات المفترسة وغيرها . كذلك الإنسان المتمدين يؤثر على أخيه المتوحش الهمجي .

كثيرون لابد و أنهم تقــابلوا بأولئك الأشخـاص الذين يستطيعون قراءة ما في نفس الغير بقوة التفرس النظري .

فتوجيه نظرك توجيها مناسبا ــ أثناء المخاطبة يجعلك أهلا للتأثير على مخاطبك تأثيرا أشبه بالسحــر أو بالاجتــذاب المغنطيسي وسبب ذلك قوة الاهتزازات الــفكرية المنبعثــة بواسطة النظر الممغنط الصادر من العين .

و بالطبع أن لكل حالة تحدث في ظروف مخصوصة أيضا طرقا خاصة بها ولذلك يصعب تلقـين قواعد تنطبق على جميع ظروف الحياة .

فينبغي إذاً أن تتعود على تطبيق القواعد العامة على التعقيدات الغير منتظرة التي تعترضك في كل حالة .

غير أنه من المهم جدا أن تبدأ حديثك بالنظر إلى وجه مخـاطبك نظرا مغنطيسيا نافذا . وليس من الضروري التحديق به بل تكتفي بأن يكون نظرك ثابتا غير مضطرب وتظهر فيه قوة الإرادة وحصر الفكر .

ويمكنك في أثناء المحادثة أن توجه نظـرك إلى جهة أخرى ولكن يجب أن تكــون كل جملة تقصد بها التأثير على مخاطبك مصحوبة بالنظر المغنطيسي كأنك تريد تفهيمه : (( هكذا أريد ويجب أن أنال )) .

فلا تنس هذه القاعدة ولا تحد عنها .

وإذا كنت ترغب شيئا فاطلبه بوضوح وبعزة نفس شاخصا ببصرك إلـى الشخص الذي تسأله ومعتقدا في باطنك أنك نائل سؤلك .

اجتهد أن تجعله لا يحول نظره عنك أو يلتفـت إلى جهة أخرى أثناء هذا الطلب بل يجب حتما أن تسترعى انتباهه إليك فيتأثر الشريك الفاعل ويدع أخاه المنفعل يقترب منك ويصغي لحديثك وبالطبع يميل إلى قبوله والعمل به .

وإذا رأيته يتجنب نظرك . فيمكنك أن تســـتلـفـته بالطريقة الآتية :

تحول أنت أيضا نظرك إلى جهة أخرى بشرط أن ترمقه بطرف عينك فبالطبع يلتفت هو إلى الجهة التي تحولت إليها ــ ففي هذه اللحظة ترمقه بعين حادة وبنظر سريع وبعزم قوى ــ لأن هذه هي الفرصة السيكولوجية المناسبة لاستئساره وتملك قيادة .

أما إذا كانت هذه التجربة لم تأت بالغرض المقـصـود من الانتباه إلـيك والالـتفات لقـولـك فـأشـير عليك أن تقـدم له نموذجا مما له علاقة بالغرض الذي جئت له من أجله .

ستتحقـق أنه ينظر إليك بعد أن يفحص ما أطلعته عليه فيجب في هذه الحالة أن تجعل نظرك يتقابل مع نظره وأن تكون ثابتا وموحيا إليه بكامل إرادتك .

فإذا استطعت أن تحصر التفاته إليك وأفلحت في التطلع إليه أثناء محادثتك معه ــ فانك ولابد نائل منه مرغوبك ــ اللهم إلا إذا كان هو الآخر خبيرا بهذا الموضوع فيصعب عليك التـأثير عليه .

ولربما تدرك في أثناء حديثك معه أنه يتحاشى النظر إليك أو يريد وضع حد لمحادثتك فرارا من التأثر الذي يحدث له فلا تدعه يفعل ذلك لأن هذا هو الوقـت الســيكولوجي المناسب لحصول تأثيرك وجنى ثمر تعبك .

وكما أنه من الصعـب التأمل أو التروي أثنـاء التأثير النظري المغنطيسي ــ فإني أنصحك بالاحتراس من هذه القوة التي يستعملها غيرك لاستهوائك ــ كما ترغب أنت في استهواء غيرك بها . ولذلك يجب أن تكون دائما على حذر مفكرا في نفسك أنك أقوى منه وستتغلب عليه ــ فلا تكن الشخص المنفعل أو المتأثر . وإذا لاحظت أن مخاطبك يحــاول الإيحـاء إليك بقوة نظره فاجتهد أنت بالعكس بتحـــويل نظرك إلى جهة أخرى بطريقة لا يشعر بها وكأنك مصغ إليه ــ وبذلك تستطيع التروي في الأمر وتبقى في حالة الحياد لا مؤثرا ولا متأثرا ــ وإذا عرض عليك أمـرا فتأمل فيه فان لم يوافق هواك فارفض بثبات وحـزم ولكـن بأدب واحتشام .

اجعل دائما شريكك الفاعل رقيبا على الشريك المنفعل واعلم أنه في أثناء محادثة ما ، يكون المتكلم هو المؤثر والسامع هو المتأثر أو المنفعل . وكلما كان هذا منتبها وفكره منحصرا في الإصغاء كلما كلن أكثر انفعالا وتأثرا فتضعف قوته وتشتد قوة المؤثر المتكلم .

فيجب أن تلاحظ ذاتك عندما تكون في الحالة السلبية ومخاطبك في الحالة الإيجابية ولا تدع الإيحاء ينطبع في فكرك .
وينبغي أن تكون نبرة صوتك عند الكلام ذات صفة الوثوق من الوصول إلى مطلوبك