بسم الله
الرحمن الرحيم


هَل فكر احدنا يوماً
كيف يفكر الرب !
سؤال جرىء أليس كذلك !
على الأقل فلنفكر
كيف يفكر الرب معنا !


في البدء :
لستُ أحاول قفز أسوار الإلحاد مناديا !
إنما كي ندرك عظمة من اوجدنا هُنا
يجب أن نعرفه ( حق | عُمق ) المعرفة.

جعل ذاته في مكان حساس جداً لنا
فنحن إعتدنا جَفاء المُلوك و وداد الضعفاء
فجفاؤنا موجهٌ للملوك و ودادنا للضعفاء
إلا أن فوهة الجفاء بيننا وبين الملوك صنعت نوعاً من الرهبة
تجعلنا نهاب و نخشى مواجهة الملك
و زهرة الوداد بيننا وبين الضعفاء أسقَطَت ثمرة ( الكلفة ) بينهم !
نحبهم ولكن لا نهابهم و الملوك نكرههم و لكن نهابهم !
و المكانة التي هي بها الله عز وجل تتطلب منا
بأن نُحبه و نَهابه كالملوك و نتودد إليه فنحن ضعفاءهُ المساكين
و حُرم علينا جفاءهُ أو إسقاط ثمار الكلفة بيننا وبينه !
ربما أقرب علاقة لهذه العلاقة هي علاقة الفرد بوالده أو والدته !
فالله جَل عُلاه صنع لنا دلالات لنتفهم و نفهم و نعي منها العالم الآخر
عبر اشياء هُنا في عالمنا هذا !
و أصرّ ربي بذكر هذه الأشياء و التشديد عليها ففيها معرفتنا و هُدانا
فقد قيل بأننا كالجنين هُنا إن لم نَكتمل أو نُكمِّل أنفسنا فلن تقبلنا الجنة سوى كاملي الفهم و الإدراك و الوعي الذي عشناه في الحياة
فنحن يجب ان نعي و ندرك علاقتنا بالخالق عن طريق علاقتنا بوالدينا
وهذه العلاقة التي أبدعها الخالق لنا شبية جداً بعلاقتنا معه!
فنحن و أرواحنا كُلها من الله أي نحن إن صح التعبير جزء او اشياء من ذات الله عز وجل
يُشبه هذا كثيراً كوننا نطفة و أجزاء من صُلب والدينا !
فلوالدينا كبير التقدير و الإحترام و الحب و الوداد و المهابة !
فمن يُحسن و يجيد إدراك علاقته بوالديه يحصل على مفتاح إدراك
علاقته بربهِ كيف تكون !

( فقبلوا اُنوف آبائكم و نواصي اُمهاتكم ثُم اكملوا القراءة ) تيت !

*

الصلاة ماذا تعني ؟
هي من أصل صِل يصل وصل وصال إتصال connect !
و الإتصال بالمعنى التكنولوجي ( التقني لذي )
هي عملية فتح ( سشن ) او قناة تبادل الكلمات او الاحرف او الكتابات
او الإشارات أو اي أداة إتصال بينك و بين شخص ما
فجهازك الكمبيوتر حين يخبرك ها أنا مُتصلٌ مع جهاز آخر او خادم آخر
فهذا يعني نيل جهازك كثيرُ الخدمات من الجهاز الآخر بفضل الإتصال

الصلاة هي كذلك بينك وبين ربك !
(أدعوني استجب لكم)
هي شيء أسمى بكل تأكيد مما ذكرته كمثال
و لكن أن تُصلي و فكرك سارحٌ في اشياء اُخرى
فكأنك لم تتصل !
ف تخيل بأنك قمت بعملية إتصال على الإنترنت
ولم تقم بعمل شيء تركته متصلاً وذهبت لقضاء حاجياتك من سوق السمك !
أليس ضرباً من الغباء ؟

فهي فُرصة لنتصل به سبحانه و نشتكي إليه ظروفنا
فهو السميع المُجيب !

*
لنفهم فكر الله !
كيف يفكر الله لنا !
خلق الله لنا عينان من الأمام فقط !
رغم أنه خلق للأسماك عينان جانبيتان تساعدها على الرؤية بزاوية أكبر منا نحن !