في دراسة أجريت على عدد من الزيجات السعيدة المستديمة والناجحة ,سئل الأزواج عن سر سعادتهم الدائمة وسبب رضاهم عن أنفسهم وعلاقاتهم الزوجية والتوافق مع المحيط والأبناء وذلك من خلال الإجابة على استبيان مدروس ومعد على أسس نفسية واجتماعية وفكرية وبعد تحليل الاستجابات إحصائيا ومعياريا وعزل العناصر المشتركة في النجاح تبين أن الأزواج الناجحين تمكنوا من التعامل بنجاح مع عدة مهام وتحديات. أولا- التعامل الإيجابي مع العائلة الأصل للزوج والزوجة والحد من امتداد وتأثير العائلتين على العائلة الجديدة والزوجين. ثانيا – مع الحياة المشتركة والحب والألفة تمكن كل من الاثنين من الاحتفاظ بنوع من الاستقلالية والذاتية. ثالثا- عرف الاثنان حدود اختلافاتهما وتفهماها واعترفا بها وتمكنا من مناقشتها و التعبير عنها والتعامل مع المشاكل التي تنشأ بسببها دون الوصول لأي شكل من أشكال العنف أو الإهانة أو التجريح أو الاندفاع إلى نقطة يصعب العودة منها. رابعا- تمكن الزوجان من مواجهة المصاعب المشتركة بروح واحدة . خامسا- نجح الزوجان في خلق جو دافئ وعاطفي ومتسامح لتنشئة الأبناء. سادسا- تمكن الزوجان من إقامة علاقة جنسية ممتعة ومريحة ومتفاعلة إيجابيا مع التطورات الطبيعية مثل العمر ومع التطورات الاجتماعية مثل ظروف العمل وال\ضغوطات المختلفة. سابعا- سعى كل من الاثنين إلى إنجاح الآخر في مجال عمله وتبادلا التشجيع والرعاية. ثامنا- تخللت حياتهما روح الدعابة والمرح والضحك المشترك. تاسعا- كانت العلاقة دوما تتجدد مع الاحتفاظ بنكهة اللقاء الأول وما جذب كل منهما للآخر في البداية . بالنظر إلى النقاط المشار إليها أعلاه لا نجد شيئا خارجا عن المألوف أو شيئا يحتاج جهدا استثنائيا لتحقيقه, ولكن ما يحكم جميع التحديات والاستجابات هي الثنائية أن عبئها يقع على الاثنين ,ولو طلب مني أن ابحث عن المشترك بين النقاط المشتركة لقلت هو التفهم ومن ثم التفاهم . لا يمكن بطبيعة الحال جرد قائمة لتعداد أسباب الخلافات الزوجية إلا أننا لو شئنا الإجمال لقلنا أن جوهر المشاكل هو غياب التفاهم وغياب القدرة على استيعاب الخلاف والقدرة على العيش المشترك رغم الاختلاف وخلق المساحة واللغة المشتركة بين الاثنين . وكما يقال قد تبدأ المشكلة لأي سبب بدْا من الخلاف على وجبة طعام إلى الخلاف على زيارة الأهل" اهلك –أهلي" أو أولويات العمل "عملك –عملي" أو العمل- البيت أو طريقة تربية الأولاد , ومن ثم تنهي إلى شيء آخر على نمط لماذا تتحدث بهذه الطريقة؟ لماذا أنت عصبية؟.....حتى لو كنت غلطان لا اقبل هذه النبرة! إلى آخر ما قد يساهم في مفاقمة الأمور , لذا فإن علينا أن نذكر دائما أمرا جوهريا هو كيف نقول ما نريد وهل فهم الآخر ما نريد وما نقصد فعلا أم لا ؟ طريقة القول لها دور في الفهم ونبرة القول لها دور في التقبل والحالة النفسية لها في هذه وتلك , ولنتذكر أن الكلمة الدافئة .....لو سمحت .... رجاء .....آسف وفوق هذا وذاك حبيبتي...حبيبي هي المفتاح السحري للقلب والمدخل الآمن للعقل. قد تختلف الزوجة وزوجها لاتهما من بيئتين مختلفتين! أو لان شخصياتهما مختلفتين ! أو أن أولوياتهما مختلفة ! وهنا لنتذكر دوما أن الأولوية الأولى دوما ثنائية وأننا بمجرد أن ارتضينا الارتباط سنجعل نجاحه هو الأول وما عداه الثاني , بمجرد أن نرتبط ,نحب ونتزوج , علينا أن نصنع في داخلنا حيزا ومكانا للآخر نتنازل عن مساحات من الحرية الشخصية وعن بعض الطباع واصفات والعادات للآخر , اذكر "ي" دائما انك لست وحدك الآن , إقبل ..تقبل . لا يمكن أن لا يتغير الشخص أو أولوياته بعد الحب وبعد الزواج و أن يبقى هو هو أ وهي هي ومن يريد أن يعش على هواه فقط دون أن يتأثر أو يؤثر فليبق وحده وليتذكر كل منا انه ليس جزيرة وليس كاملا. قد تختلف الزوجة وزوجها ... فقط لأنها امرأة و لأنه رجل . الرجل يقدر ما يراه يداخله الإعجاب من العين , المرأة تقدر ما تسمع يداخلها الإعجاب من الأذن فالأذن تعشق قبل العين أحيانا , تكره المرأة ألا يلاحظ زوجها تسريحة شعرها الجديدة أو ألا يلق بالا لما تقول كما يكره هو أن يكرر له القول مرات , تكره المرأة الصمت بينما لا يضايق الصمت الرجل , عليه أن يعرف ذلك وعليها أن تعرف تلك . يكره الرجل أن يبدوا غير صاحب قرار وبالذات أمام الآخرين , الحذر كل الحذر أن يشعر زوجك انه "محكوم" والأخطر أن يأخذ الآخرون ذلك الانطباع , عندها قد يرد بعنف و يفعل أي شيء ليثبت العكس ؟ انتبهي... أي شيء . تكره المرأة الفظاظة والغلظة وذاكرتها قوية فيما يتعلق بالإساءة والتجاهل المتكرر . تذكر ذلك . انتبه على نبرة صوتك عند الحديث مع زوجتك فقد يكون للنبرة اثر اكبر من محتوى الحديث ومعنى أوضح من المقصد خصوصا حينما يكون الأمر أمام الآخرين. فهم الرجل لنفسية المرأة والمرأة لنفسية الرجل من المفاتيح المهمة لفتح أبواب السعادة وغلق أبواب الخلاف. هل تؤدي الاضطرابات النفسية للمشاكل الزوجية ؟ نعم. هل العكس صحيح ؟ نعم أيضا. لنتخيل زوجا أو زوجة مصاب بالاكتئاب مثلا , دوما في مزاج سيئ , قليل الكلام , منعزل لا يزور أحد ولا يحب أن يزوره أحد , حزين , عابس لا يبتسم لا يفرحه شيء لا يرضيه شيء , لا يستمتع بشيء ,يصحو متثاقلا يذهب للعمل-هذا إن ذهب أو عمل- متثاقلا, متشائم لا يتوقع الا الأسوأ , قد يبكي دون سبب واضح ....... عبثا..... يحاول شريك حياته أن يرفه عنه أن يغير من مشاعره لنذهب لزيارة الصديق العزيز فلان.....يشتري له هدية جميلة ......عملت لك الأكلة التي تحبها .....قل لي ما بك هل أنت زعلان مني ؟ من الأولاد ؟...هل...هل..عدة محاولات واستفسارات والاستجابة نفسها.... عبوس ووجوم . كيف ستكون الحياة الزوجية عندئذ؟ لا شك صعبة ومرهقة.. هل سيؤدي ذلك لمشاكل زوجية ؟ نعم , إذا لم يعرف كل من الزوجين أو أحدهما أن هذا مرض وبحاجة للعلاج . وعلاجه ممكن. لنتخيل أن زوجا أو زوجة مصاب بالوسواس القهري , دائم الشك والتساؤل , تسيطر عليه فكرة النظافة والقذارة أو النجاسة والطهارة ..يقضي معظم الوقت في الحمام للتغسيل أو تقضي الزوجة معظم نهارها في الشطف والتنظيف وتحذير الجميع من لمس هذا الشيء أو ذاك , دائرة مغلقة من الأفعال المتتابعة لتحقيق مالا ولن يتحقق , فعدم اليقين ذاتي وليس موضوعي. كيف ستكون الحياة الزوجية عندئذ ؟ إرهاق ما بعده إرهاق ....هل سيؤدي ذلك لمشاكل زوجية؟ نعم, إذا لم يعرف كل من الزوجين أو أحدهما أن هذا مرض وبحاجة للعلاج . وعلاجه ممكن. لنتخيل أيضا أن زوجا أو زوجة مصاب بمرض الشك أو الغيرة المرضية , كل شيء موضع تساؤل وشك ...لماذا ترتدي هذا الزي اليوم بالذات؟ لماذا أسرعت بالرد على التلفون؟... لماذا لم تردي على التلفون ؟! لماذا ابتسمت ؟ لماذا لم تبتسمي؟! قد يتطور الأمر للمراقبة.. للتفتيش.. للتصنت.. للاستنطاق ! . كيف ستكون الحياة الزوجية عندئذ ؟ جحيم لا يطاق ….. هل سيؤدي الأمر لمشاكل زوجية ؟ نعم. لجرائم ؟ ربما! … إذا لم يعرف أحد الزوجين أو كلاهما أن هذا مرض وبحاجة للعلاج. لنتخيل .....ونتخيل .... ونتخيل ... إلى مالا آخر له من سلوكيات غريبة قد تكون تعبيرا عن حالة مرضية ولنر مدى تأثير ذلك على الحياة الزوجية. ما بين المشاكل الزوجية والاضطرابات النفسية علاقة متداخلة وربما خبيثة فكل منها يفاقم الآخر ويزيد من تعقيده. هل يوجد حل للمشاكل الزوجية ؟ سؤال لطالما تكرر والجواب لكل مشكلة سبب وإذا عرف السبب فتحت الطريق أمام الحل . هل يمكن تلافي المشاكل ؟ نعم كيف ؟ معادلة بسيطة تفهم+قبول و تسامح=تفاهم المشاكل الزوجية لا يوجد فيها خاسر ورابح , فيها خاسران ورابحان,الاثنان يربحان والاثنان يخسران . حين يتحدث أحدهما فمن المهم أن يعرف كيف يفهمه الأخر. كونهما اثنان لا يمنع أن حياتهما واحدة وهذا لا ينفي أن لكل منهما شخصيته المستقلة. التوتر والانفعال يذهبان بالمنطق , لا تناقشا أية مشكلة وأنتما متوتران فلن تصلا لحل. كلمة لطيفة تمنع بلاوي مخيفة آسف إن أخطأت...تعلماها ...قولاها...فهي صابون للقلب . أحبك.... قولاها كل يوم فهي لن تفقد أثرها لو كررت ألف مرة. سيدي المرأة محبة للإطراء ولإبداء الاهتمام وتحب من يقدرها لذاتها. إياك ألا تلاحظ ما عليها من تغير , ثوب, تسريحة.... إياك أن تبدي استهانة بها أمام الآخرين. حافظ على نبرة صوتك فهي أحيانا أهم من محتوى الحديث . تحبك قويا إنما...معها لينا . إذا تبين أن زوجتك مخطئة لا تبالغ في إثبات ذلك بل وحتى اترك لها مخرجا. إذا أصرت الزوجة على مواصلة الكلام فاسمعها جيدا فهناك رسالة ما بين السطور. حين تعود للبيت تكون زوجتك قد قضت عدة ساعات لوحدها وتشعر بالملل واللهفة لرؤيتك ومحادثتك ...تذكر ذلك. استمع لها دون النظر للجريدة أو الساعة أو التلفزيون,أو تعبث بالريموت كونترول. وإذا نويت التأخر خارجا ابلغها. بادرها بالحديث عند العودة للبيت ولا تبق صامتا غير مستجيب . ضع نفسك مكانها! سيدتي كوني قوة جذب للمنزل لا قوة طرد منه—اصنعي من منزلك جنة. ابدي اهتماما فيما يحب وما يريد . إياك أن يشعر زوجك أنه محكوم أو أن يشعر أن الناس تراه كذلك. لا يقر الرجل بعدم القدرة , إذا ماطل تلبية طلب أو اجله لا تلحي في ذلك. لا تحاولي توجيهه أمام الناس. لا تستعملي عبارات من وزن "مش قلت لك..!!" لا تأخذي قرارا دون الرجوع إليه "لا يجب أن يكون آخر من يعلم" إذا تبين أن زوجك مخطئ لا تبالغي في إثبات ذلك بل وحتى اتركي له مخرجا. لا تحاولي إبعاده عن أهله ولا تكثري من انتقادهم . يوازن الرجل بين الحرية والألفة المنزلية –لا تضعيهما في مواجهة. يعتز الرجل بك وبعلاقته معك إذا شعر انك بحاجة له وان وجوده حيوي في حياتك ويرتد أنانيا إذا شعر بالعكس. إذا أصر زوجك على الصمت لا تلحي عليه , دعيه . حين يعود الرجل من العمل قد يكون تعبا غير ميال للكلام....تريثي قليلا قبل تكرار السؤال أو الطلب . ضعي نفسك مكانه! -
المفضلات