التربية بالبرمجة العقلية



البرمجة اللغوية العصبية هي طفرة العلوم الحديثة لأنها تتميز بأنها تتبع القوانين المادية، ثم أنها تتحكم في النفس البشرية، ولأننا نعلم أيها الوالد أنك تتساءل هل هناك أساليب جديدة في التربية تساعدنا في معاونة أبنائنا في هذا العصر الموحش؟
كما قد تتساءل كيف نستطيع في وسط كل تلك السلبيات أن نُعلّم أبنائنا الإيجابية؟
ثم إنك تبحث وتفكر بل وتقلق على ابنك في المستقبل القريب وكيف سيكون حاله هل سيكون ولداً ناجحاً باراً بوالديه أم فاشلاً عاصياً لكل من حوله ؟
كل تلك الأسئلة وغيرها تدور في عقول الكثير من الآباء ، وكلهم يبحثون عن حلول ... أليس كذلك ؟
ومع التقدم المبهر في علوم التنمية البشرية وبالتحديد وسائل التطوير البشري فإننا نستطيع الآن وبسهولة أن نبرمج عقول أبنائنا على النجاح وليس ذلك فحسب بل وأن يستعد الأبناء من تلقاء أنفسهم لمقاومة كل أساليب الفساد من حولهم ليحافظوا على كيانهم الخاص ونجاحهم الخاص .
ولنا هنا وسيلة مهمة ترتكز في معنى واحد وهو التربية الإيجابية وهذه الوسيلة إنما ترتكز على نوع الرسائل التي يُخاطب بها الولد والتي تذهب مباشرةً لعقله اللاواعي .
وكما يتحدث علماء التنمية البشرية فإنهم يقولون أن العقل البشري ينقسم لنوعين .. عقل واعي يشتغل بحوالي 7% من نشاط العقل ككل والعقل الثاني هو العقل اللاواعي والذي يشتغل بحوالي 93% من نشاط العقل كله . ولا نقصد هنا أن العقلين منفصلين بل نشاطهما هو المختلف .
ولأن نشاط العقل اللاواعي يبلغ 93% من نشاط العقل ككل وهو ما لا يستخدمه إلا الناجحون فقط ولذلك فإن قدراتهم تتفوق بكثير على قدرات غيرهم من الأفراد الذين يستخدمون بعض قدرات العقل الواعي فقط 7% .
لبرمجة العقل اللاواعي لأطفالنا نحتاج أن نبعث لعقولهم رسائل ذات مواصفات خاصة وهي مجموعة فى خمسة نقاط أساسية هي :-
1- أن تكون الرسالة إيجابية :-
بأن توضح ما تريد لا ما لا تريد، كأن تقول لطفلك : أنا أعرف أنك ممتاز ، لا أن تقول : أنا أعرف أنك لست بضعيف .
أو كأن تقول : أريد أن أكون متفوقاً .
لا أن تقول : لا أريد أن أكون جاهلاً .
2- أن تكون الرسالة واضحة :-
بأن تكون الرسالة محددة، فالأفضل أن تقول لطفلك : أنا أحب أن تكون الأول أو من العشرة الأوائل .
لا أنا تقول لطفلك : أنا أحب أن تكون متفوقاً .
3- أن تكون الرسالة تدل على الوقت الحاضر لا على المستقبل :-
الخطاب الذي يوجه للطفل يجب أن يكون مباشراً أو يدل على الوقت الحاضر كأن تقول لطفلك : أنت طالب متفوق إن فعلت كذا وكذا .
ولا يصح أن تقول : سوف تصبح طالب متفوق لو عملت كذا وكذا .
4- أن يصاحب الرسالة مشاعر وأحاسيس والشعور بتحقيقها :-
في معظم الأحيان تكون رسالة الآباء رسالة جافة تحمل لهجة الأمر بل وقد يكون فيها نبرة تهديد ولذلك يُنصح باستشعار الثقة في طفلك وأنك تظن فعلاً أنه طالب متفوق لأن القاعدة البشرية تقول أن الحماس معدي فإن آمنت أن ابنك سيكون الأول فسوف يتحمس ابنك لذلك وسوف ينفذه بإذن الله .
5- التكرار :-
هو أهم صفة في تلك الرسائل لأنها الوسيلة التي تساعد على ثبات المعاني المنشودة فلا يصح أن نستشعر النجاح ثم نمتنع عن استكمال العلاج .

وباستغلال أسلوب البرمجة للعقل اللاوعي يمكننا من تطويعه في كل ظروف حياتنا مع أطفالنا وفي كل نواحي حياتنا بما سيسمح بتوجيه أفكارنا للتعامل بأساليب النقد البناء والتواصل الإيجابي مع الأطفال بل والأصحاب وكذلك الأهل وكل المجتمع حولنا .
لاستكمال الفائدة في التربية بالبرمجة يجب أن نتابع مع أبنائنا في ذكر محاسنهم وإعطائهم مشاعر الثقة في أفعالهم كما أن نجد لهم الأعذار في أخطائهم لأنهم متفوقون بطبعهم . وحسبنا حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم - :
" تفاءلوا بالخير تجدوه " .