عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
كأني شاهدت هذا الموقف من قبل . الملاحظة اللاكلينيكية
كأني شاهدت هذا الموقف من قبل ! ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الكثير منا أحس يوما أنه أمام صورة سبق و أن رآها من قبل لكن لا يستطيع تذكرها بدقة أو تحديدها متى و كيف...
و الكثير من الحالات تأتينا للعيادات النفسية لا تشكو من أي مرض نفسي حسب الملاحظة اللاكلينيكية لكن العرض المحفز لطلب المساعدة من الطبيب النفسي هو الإحساس القهري لمشاهدات متواصلة لمشاهد يومية و قد تصل الحدة إلى حد درجة الوقوع في مشاكل نفسية قد تصل حد الجنون....فما هي هذه الحالة و كيف يفسرها علم النفس....
المشهد المعاش سابقا أو يسميه بعض النفسانيين ب *شوهد من قبل* هذه الظاهرة التي يدخل ضمن مجال علم النفس المرض للحياة اليومية في شكل معايشة وضعية أو حادث بإحساس غريب و مؤكد مفاده أن كل هذا تمت معايشته من قبل و بالضبط بنفس الطريقة و بدون معرفة المنبع الداخلي المسبب لهذا الإحساس.
و حسب فرويد هذه الحالة النفسية الغريبة و بعض الأحيان الشاقة على أنفسنا ترجع لاستحضار ( على مستوى اللاوعي) هوام لاواعي لتخيل في وضح النهار بحيث أن نفسيتنا عاشت هذا المشهد بطريقة أو بأخرى تفاصيله و كبت هذا المشهد على مستوى اللاشعور و حالة الخداع الحسي تكون ذات معنى رمزي. بالتالي إن بحثنا في اللاوعي عن معنى ذلك المشهد لوجدناه يتعلق برغبات غير محققة أو صدمات طفولية.
و من جهة أخرى كما يقول ساندو فرنزي أن هذه الظاهرة تثبت وجود ما يسمى بالحلم أو التخيل النهاري une rêverie diurne و هنا يحدث نوع من التفريغ الانفعالي ذو الطابع الرمزي حتى و لو كان هناك الغموض في الوضعية المعاشة. و يضيف فرنزي قائلا (استطعت تكملة هذا التفسير الخاص بفرويد بملاحظة أن الإحساس بالمشاهدة القبلية يمكن تأسيسه ليس فقط على الهوامات النهارية بل و الحلم المكبوت في آخر ليلة سابقة).
المهم لن ندخل في تعقيدات التحليل النفسي ما يهمنا هو البحث عن تفسير لهذه الحالة و خلاصة القول هو أن المشهد المعاش هو إحساس غريب على مستوى النفس لكن هو يحمل بعد رمزي كبير ، بحث أنه يمكن أن يدل عن رغبة و نزعة لتحقيق إشباع معين أو ممكن أن يدل على ذكريات طفولية محفوظة على مستوي اللاوعي و استحضارها يكون مثلما كان الشأن في الأحلام الليلية أو فلتات اللسان و زلات القلم ممكن أن يكون في المشهد المعاش سابقا و هذا ما ندعوه بالحلم النهاري . و التفسير الأخير هو الصدمة ففي حالات الصدمة يحدث نوع من التداخل في المشاهد و الإنسان عندما يكون في مرحلة اضطرار التكرار يبقي حالة فوضى من المشاهد قد يحس أنه عايشها من قبل...
المهم خلاصة القول هو وجود حالة التخيل النهاري و هي حالة نفسية إن دلت على شيء فإننا تدل على اللاشعور و هو الجزء الذي يبقى غامضا في نفسيتنا مهما حاولنا تفسيره....
المفضلات