* الايزوتيريك ، أو الدرب الباطنية و أهميتها في حياة الإنسان



هذا الكتيّب هو أصلاً محاضرة ألقيت على مؤسسي مركز الايزوتيريك الأول في لبنان والعالم العربي (جمعية أصدقاء المعرفة البيضاء) ، وذلك بمناسبة افتتاحهم المعهد الباطني الأول من نوعه في لبنان و العالم العربي … الذي يدرّس أصول معرفة الذات … و يقدّم التمارين النفسانية التطبيقية للتحقُّق من هذه المعرفة عملياً ، وذلك لمساعدة كل طالب معرفة ، على الولوج الى مكنونات نفسه ، و جلاء الغموض عن خفايا ذاته ! ... كل ذلك يقدمه الايزوتيريك بحكمة الوعي و المعرفة المكتسبة.


--------------------------------------------------------------------------------

الايزوتيريك هو العلم الاول على الارض ، منذ ما وطئ الانسان هذا الكوكب ! هو علم الانسان ككل ، لا سيما معرفة النواحي الخفية و اللامنظورة في معناها اللامحدود !! وبما ان الانسان هو المحور والمنطلق، ينطلق الايزوتيريك من معرفة الانسان لذاته ، عبر منهج داخلي عملي ، او عبر درب باطنية تطبيقية ... ويتوسّع في كل ما حوله ، ليشمل كل علم وكل معرفة . من هنا ، كان كل علم يتعلق بالانسان - ان كان ماديا ، باطنيا ، او روحيا - يعتبر جزءاً من الايزوتيريك .

استناداً الى ذلك ، يظهر الايزوتيريك بمثابة درب باطنية تغوص في اغوار الانسان وتتجه نحو حقائق الامور ... نحو اللاوعي او الوعي الباطني ... نحو الذات ، والحقيقة الكامنة في الانسان ، تلك الحقيقة التي تحوي كل شيء . والواقع أن هذه الدرب الباطنية لا تكتفي نظرياً . بمعرفة الذات ، بل تُعلّم الانسان كيف يتحقق عملياً من هذه المعرفة بنفسه - في سبيل تحقيق ذاته - وكيف يتوسّع في شتى العلوم حسب تعمّقه في معرفته لذاته ، وهو على درب الوعي سائر، و يستنير بالحكمة.

هدف الايزوتيريك هو ايصال كل انسان الى وعي ذاته ، ومعرفة حقيقتها . بذلك يكون الايزوتيريك قد خدم هدفه، وأدى الرسالة التي من أجلها وجد ، ألا وهي وعي التطور ، والتطور في الوعي على جميع الاصعدة ، بحكمة المعرفة !