التجارب العاطفية الفاشلة مرة وقاسية، تطرد اصحابها من دفء الحب والامان الى جزيرة الوحدة والعزلة، وغالبا ما يربط أهل الاختصاص بين صدمة التجارب العاطفية والامراض والعلل النفسية، لكن الغريب هو ما أكدته أخيرا دراسة حديثة، حيث أشارت الى ان هذه (الصدمة) تصيب 82% من الشباب بالعجز وتجهض
الحوامل!

( الصدمة العاطفية صعبة للغاية، وقد
يصل رد الفعل لدى صاحبها الى تهديد كيانه وتقويض دوره في المجتمع ).
الصدمة العاطفية تحدث بسبب الفشل في الحب، فيتصور (المصدوم )ان ما حصل
هو نهاية العالم، وان الحلم الوردي بالارتباط بالطرف الآخر تحول الى كابوس مؤلم، ولا يملك سوى الاستسلام لفكرة ضياع الحلم والغوص في التعاسة، ويصور له خياله انه لم ولن يحب سوى هذا الشخص، وانه سيقضي بقية عمره يتجرع مرارة
الالم بعد ان فقد فرصته الوحيدة في السعادة.
بناء على ما ذكر، يشعر المصدوم عاطفيا بالرفض والنفور والاغتراب عن محيطه حتى عن بيته واهله، لأنه خسر قلبه، وبالتالي سعادة العمر كله، شعوره بالهزيمة والفشل وانهيار ما بناه يجعله متوترا، سريع الغضب، يكره نفسه ومن حوله لأنه يعاني من حالة يطلق عليها الخبراء ( التصحر الوجداني) كما


مراحــل للصدمة العاطفية


وقد قسم الباحثون
مراحلها الى ثلاث:

1 - مرحلة " التكذيب "
حيث لايصدق المهزوم صدمته، فيحدث له اغتراب وانعزال عن الواقع لفترة من الزمن. ثم تأتي

2 - مرحلة " قمة الغضب "
وفيها يقهر المهزوم نفسه ويتعذب كثيرا ليجد سببا مقنعا لما أصابه، خاصة انه يعتقد انه المتضرر الوحيد، بينما الآخرون يعيشون بأمن وسلام، الى ان تأتي

3 - مرحلة " الاستقرار "
حيث يكون الشخص قد تكيف مع واقعه وتعايش مع صدمته .



مردودها النفسي



ان الأثر النفسي الناجم عن الصدمة العاطفية
يتمثل في جملة من الامراض تعتري المصدوم، بداية من الشعور بالحزن الى الجرح العميق الذيي تنجم عنه الاصابة بحالات مرضية، تتشكل في صورة عضوية، مثل القرحة والاثنى عشر وعدم انتظام ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول في الجسد، عدا الاصابة بأمراض القلب وانسداد الشرايين، كما قد تزداد حدة الضغوط النفسية وينتج عنها ما يسمى بالهم النفسي والمعاناة العقلية،
والاخيرة هي أقصى درجات الصدمة العاطفية ويطلق عليها في علم النفس "الانفجار العاطفي ".


عجـــز لــدى الاثنيـــــن


عن تسببها بحالات العجز، ان الصدمة العاطفية
تتسبب بحزن شديد للشاب وتخييب آماله بالفتاة

التي دق قلبه لها وارادها شريكة حياته، فتفقد اطرافه العصبية قدرتها على التشنج، وهو ما نسميه طبيا بالعجز، الشاب لا يعاني وحده في هذا المجال، فالفتاة المصدومة بعلاقتها تصاب ايضا بفقدان الرغبة العاطفية، نتيجة تكاسل الاشارات العصبية المرسلة من دماغها. هذا ما أكدته الدراسات الحديثة التي اكتشفت ان 82% حوالي من الشباب و 54% من الفتيات يصابون بالعجز بدرجات
متفاوتة، بحسب ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم نتيجة الحزن الشديد، اذ ان الكفاءة الغريزية لدى الرجال والنساء تنحسر في حال وجود نسبة عالية من الكوليسترول في الدم.


نصائح لاستعادة التوازن


كيف يستطيع المصدوم عاطفيا ان يستعيد توازنه ويواجه أزمته ويعود لممارسة دوره الاجتماعي والبيولوجي في الحياة؟
على كل انسان يحكم عقله في كل ما يواجهه من مصاعب وآلام وألا يطلق العنان لمشاعره لتتحكم فيه، لأن ذلك لن يولد سوى الفشل.
الوقوع في الحب أمر نستطيع التحكم به في بداياته، وبدل ان نبني قصورا في الهواء، لم لا نركز على الاشخاص الذين نتساوى معهم اجتماعيا وثقافيا
وماديا وسنا؟ انتبهوا وتيقظوا من حب المراهقة لأنه الأكثر فشلا. فالشاب والفتاة في هذه المرحلة يعتمدان فقط على الشكل والمظهر من دون الجوهر، الذي هو اساس الزواج الناجح، هذا ما يفسر تغير المشاعر بين المتزوجين بعد مرور بضع سنوات على الزواج، وذلك لاختلاف الاسس التي يختار من خلالها كل طرف طرفه
الآخر، بين مرحلتي المراهقة والنضوج. عليكم بالتغلب على كل الصدمات العاطفية، فهي تزول مع الايام، ومن المؤكد
ان المصدوم سيصادف حبا آخر يتمكن من خلاله من انجاح تجربة ارتباطه العاطفي.