عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 33
نحن جزء من حياتنا اليومية
نحن جزء من حياتنا اليومية
لسنا محصنين !
إننا معرضون بدرجة كبيرة لأن نتأثر بهؤلاء الذين يعيشون من حولنا. فربما تعرف شيئًا سافر إلى مكان ما لمدة عام أو أكثر وعاد وقد تغيرت لكنته؟ هل قابلت من قبل طفلاً وديعًا عمره خمس سنوات وقد دخل المدرسة لتوه وهو في غاية البراءة والسذاجة؟ وفي لمح البصر وجدته وقد تعلم عددًا لا حصر له من ألفاظ الشتائم والسباب تفوق ألفاظًا بعض الأشخاص السوقيين؟
إننا نصبح جزءًا من البيئة المحيطة بنا. فليس هناك بينا من هو محصِّن ضد تأثير أصدقائه او عائلته أو زملائه في العمل، أو التلفاز أو الأخبار، أو الراديو أو تأثير الكتب والمجلات التي يقرؤها. فيجب ألا نخدع أنفسنا ونقول إن هؤلاء الذين يعيشون حولنا ليس لهم تأثير علينا. فهؤلاء الذين نعيش بينهم لهم دور مستمر في تشكيل أفكارنا، و أحاسيسنا، وأهدافنا وتصرفاتنا.
استلم "فريد" وظيفته الجديدة في أحد المصانع، وأخذ عشر دقائق للراحة من العمل ليحتسي قهوته، أما باقي العمال فكانوا نصف ساعة، فقال فريد: "ماذا بكم يا رفاق لماذا تأخذون كل هذا الوقت للراحة؟".
بعد أسبوعين، أخذ "فريد" عشرين دقيقة للراحة.
وبعد شهر أخذ نصف ساعة كاملة مثل باقي رفاقه. حيث قال "فريد" لنفسه: "إذا لم أستطع أن أغير منهم فلماذا لا أنضم إليهم؟ ولماذا أعمل لفترة أكبر من رفاقي؟".
وبعد عشر سنوات كان "فريد" يأخذ أطول مدة للراحة في المصنع ليتناول فيها قهوته. فقد قلد "فريد" في ذلك سلوك باقي زملائه.
والشيء الذي يدعو للتعجب في كوننا بشرًا هو أننا لا ندرك هذا التغير الذي يطرأ على طبيعتنا. إن ذلك الأمر يشبه عودتنا إلى ضباب المدينة من جديد بعد مضينا بضعة أسابيع في الهواء النقي. فبعدها فقط ندرك أننا تعودنا على تلك الروائح الكريهة التي تحيط بنا. فإذا اختلطنا بأناس يجيدون النقد فسوف نتعلم معنى السعادة، وإذا اختلطنا بهؤلاء الفوضويين فستصبح حياتنا فوضى، وإذا اختلطنا بهؤلاء المفعمين بالحماس فسوف نكون مثلهم. وهؤلاء الذين يملكون روح المغامرة نتعلم منهم كيف نكون مغامرين، وأولئك الذين في قاموا بتحقيق مكاسب مادية نتعلم منهم كيف نصبح من الأثرياء.
حدد ما الذي تريده في الحياة
وهذا يعني أننا في حاجة إلى تحديد ما الذي نريده في الحياة وأن نختار من نصاحبهم طبقًا لذلك. ويمكن أن تقول: "إن هذا سيحتاج إلى بعض الجهد. فلن يكون هذا مريحًا. وربما سيشعر هذا التصرف بعض رفاقي الحاليين بالحرج". هذا صحيح ولكنها حياتك!
ويمكن ل"فريد" أن يقول: "أنا دائمًا مفلس ومحبط، ووظيفتي مملة، ومريض معظم الوقت، ليس لي هدف ولا أقوم أبدًا بأي شيء مثير". ونكتشف حينها أن أفضل أصدقاء "فريد" مفلس، ومحبط، ويعمل ليس عن طريق المصادفة. وليس أيضًا من شأننا أن نحكم على "فريد". ولكن، إذا أراد "فريد" أن يحسن من أسلوب حياته، يجب أن يعرف أولاً أين كان الخطأ في كل الأيام المضية التي عاشها.
لا داعي للاندهاش من أن الذين يعملون في مهنة الطب يعانون الكثير من الأمراض نظرًا لأنهم يمضون حياتهم حول أناس مرضى. ويموت الكثير من الأطباء النفسيين منتحرين لنفس الأسباب. ومن المعروف أن ثمانين بالمائة من الأطفال الذين يدخن آباؤهم، يدخنون هم أيضًا. أما السمنة فهي مشكلة تتأثر بالعوامل البيئية المحيطة بشكل أو بآخر. فالفقراء من الناس لا يصادفون إلا الفقراء، وهؤلاء الأغبياء لا يصادفون سوى الأغنياء. وهؤلاء الناجحون أصدقاؤهم ناجحون أيضًا وهكذا.
الخلاصة
إذا كنت جادًا بشأن تغيير حياتك، فكن جادًا في تغيير كما يحيط بك. -
المفضلات