عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
كيف تركت التدخين ؟
بعض من ابتلي بالتدخين ممن يحاول الإقلاع عنه يجد صعوبة في ذلك ، فما أن ينوي الإقلاع عنه إلا ويتراجع سريعاً عن ما عزم عليه . فلا يكاد يملك لنفسه من الأمر شيئا بالرغم من أنه قد يكون عايش بنفسه أو حتى اطلع بكثرة على أضرار التدخين وكذلك على الإيجابيات التي سيستعيدها وسينعم بها في حال إقلاعه عنه . وسبب ذلك أن ( التنظير ) في المعرفة وحده لا يكفي إذا ما قارنه ( اليقين ) بنجاح الجانب السلوكي المباشر ، وخير ما يرسّخ اليقين بذلك هو استعراض التجارب الشخصية لأشخاص أقلعوا عن التدخين بعد الإدمان عليه . وهنا تتجلى أهمية مثل هذه التجربة في هذا المقال وأمثالها من التجارب الشخصية من الواقع والتي تؤكد على ذلك . ومن المؤسف تفشي هذه الظاهرة في مجتمعنا . حتى أنك تجد في بعض تجمعاتنا الشبابية بين كل مدخن ومدخن يوجد مدخن ! وحتى لا أطيل هذه بعض النصائح والتوجيهات غير المرتبة .أرجوا من الله أن يستفاد منها وأن يطرح فيها البركة : 1- أن تجعل همك اليوم الذي أنت فيه . حاول أن تتجنب التدخين فيه فقط ، ولا تقل لن أستطيع أن أترك التدخين أكثر من يوم أو يومين .. الخ فقط يومك يومك ولا تفكر في المستقبل . وتطبيق هذه النقطة في أيام هذا الشهر متيسرة والحمد لله . 2- من الخطأ أن تقيس وضعك الحالي مع التدخين وشهوته ووضعك فيما بعد . طبيعي جداً ستجد صعوبة في الإقلاع عن التدخين في الأيام الأولى ، بل ربما بعضهم لايفكر في تركه لما يرى من شدة شراهته على التدخين وإدمانه عليه ويقول في نفسه : ( هل ستلازمني شهوة التدخين إذا تركته طوال عمري .. لا لا أنا لن أستطيع تركه طويلاً ، بالتأكيد سأدخن يوماً ما ) وكان زميل لي غير مدخن يلومني على عدم ترك التدخين ويتعجب مني إذا قلت له لا أستطيع تركه . وكنت أمثل له شهوة التدخين بأنه في صحراء حارة في الصيف وأنه في شدة العطس وأمامه كأس ماء بارد ، فكنت أقول له : هل تقاوم نفسك على عدم شرب الماء البارد ؟ قال : لا .. قلت وكذلك شهوة التدخين هي كالماء البارد في حال العطش قد تتحمل قليلاً لكن ما تلبث أن تشرب منه ! 3- العزلة لابد منها ، أقصد إعتزال المدخنين خصوصاً في الثلاث والأربع أسابيع الأولى من تركه ، فالمقلع عن التدخين في هذه الفترة ضعيف ، تستهويه كل حركة من أصدقائه من نفث الدخان ومسكة السيجارة ... فيحن إلى ماكان عليه . وأيضاً غالب المدخنين إلا ماندر لا يهمهم أمرك ، فلا تتوقع منهم أن يقدموا لك أي مساعدة أو تشجيع على تركه . بل والعياذ بالله بعضهم يحسدك على مانويت عليه ، فيثبطك على ماأنت عازم عليه تارة بالسخرية كأن يقول لك بأنك لن تستطيع تركه أو يسرد لك قصصاً لأناس حاولوا الإقلاع عن التدخين وفشلوا . أذكر مرة كنت عند أحد الأصدقاء وتحدثت له عن رغبتي في ترك التدخين فساق لي قصة شخص يعرفه ترك التدخين ، ويقول - الذي ترك التدخين - : " تركت التدخين أكثر من 15 سنة ، ولازلت إذا جلست في أي مجلس أتحسس جيوبي وأشعر بأن شيئاً ينقصني ، بل أحس أني أنا ناقص أصلاً !! " فهذه القصة وأمثالها مثبطة وأي مثبطة عن ترك التدخين ! ولا شك أني لم أتوانى في تصديق تلك القصة التي ذكرها لما أرى من نفسي من شدة شهوة التدخين الملازمة لي فإنه لا تمر علي دقائق معدودة حتى أشعل السيجارة كما هو حال كل مدخن لكني اكتشفت بطلان القصة بعد ترك التدخين .. فبالله عليكم ماذا سيكون الأمر لو استسلمت لقصة هذا الشخص الذي كما يزعم أن شهوة التدخين لازالت في شدتها بعد أكثر من 15 سنة من تركه !! فالرغبة تتلاشى مع الأيام وهذا مجرب .. نعم . صدقوني بأن الرغبة ستتلاشى خلال أيام قليلة قد تصل إلى أسابيع أو شهر ، وقد تزيد على ذلك لكنها ستزول بإذن الله . حتى أنني نسيت اني كنت مدخن في يومٍ ما نسياناً قد لا يصدقه إلا من جربه ! 4- لاتغفل عن الإعتماد على الله وصدق التوكل عليه والإخلاص له والإلحاح بالدعاء . وتذكر قول الله تعالى : ( والذين جاهدو فينا لنهدينهم سبلنا ) وقوله - عز وجل - : ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ) 5- شغل الوقت بالمفيد والنافع ، لن أحدد لك نشاطاً أو منهجاً معيناً فكل شخص يفعل ما يهواه ويبعده عن التفكير فيه خاصة في الأيام الأولى من تركه . -
المفضلات