ليس بالضرورة أن يحصل المدير على شهادة ماجستير في إدارة الأعمال MBA حتى يكون مديرا ناجحا، ولكن هذه الشهادة -الشهيرة في عالم الأعمال- تضيف إلى صاحبها قدرات ومهارات ومعلومات تساعده على تطوير أدائه الإداري على نحو أفضل، حتى ولو لم يدرس شيئا عن الإدارة قط.
ويعد الأكاديميون هذا البرنامج أشهر شهادة ماجستير وأكثرها عائدا ماديا فيما بعد. وأعدت مواده الدراسية بحيث يكون عمليا أكثر من كونه نظريا، إذ يعتمد في الأساس على الحالات العملية Case Studies لتجارب الشركات والمديرين ونجاحاتهم وإخفاقاتهم، حيث تتم دراسة هذه الحالات ومناقشتها في المواد المتقدمة، لتساعد الدارسين أو المديرين الاطلاع على تجارب الغير ومعرفة الحلول العملية المثلى لكل حالة.

مواد مشتركة
ومن العلوم الإدارية التي يتعلمها الدارسون: إدارة الأعمال وإدارة الموارد البشرية وأساسيات المحاسبة والاقتصاد والإحصاء والتسويق وغيرها من علوم حديثة وأخرى متفرعة من العلوم الإدارية مثل: التسويق الإلكتروني والتجارة الإلكترونية الاستشارات الإدارية وغيرها. وللعلم فإن البرنامج قد صمم ليتناسب مع خريجي الجامعات من غير تخصصات العلوم الإدارية (التجارة) ويجعله يشهد إقبالا متزايدا من هؤلاء، لكي يرتقوا بقدراتهم ومعلوماتهم الإدارية.
صحيح أن البرنامج يدرس مواد مشتركة عامة في العلوم الإدارية ولكن الدارسين بإمكانهم أن يتخصصوا فيه بتخصص معين كالمحاسبة أو التمويل أو الإدارة أو بحسب ما توفره الجامعة. وفي بعض الجامعات يكون من المتطلبات الأكاديمية إعداد أطروحة ماجستير في أحد تخصصات العلوم الإدارية، وقد يظن البعض أن هذا المطلب لا يفيد المدير ولكنه في حقيقة الأمر يقصد منه تعويد المدير على أهمية البحوث العلمية وكيفية استنباط الحقائق والنتائج من خلال إجراء بحث علمي دقيق وموثق يظهر الحقائق. فالملاحظ أن من المديرين من لا يؤمنون بأهمية الدراسات ويعتبرونها "تنظيرية" وهو أمر غير صحيح إطلاقا، فالدول المتقدمة والشركات الرائدة عبرت على جسر الدراسات قبل تحقيق اهدافها الإستراتيجية.

مزايا عديدة
ومن مزايا هذا البرنامج أنه يختلف عن التعليم الجامعي التقليدي، من حيث أنه يدرب الدارسين على العمل الجماعي، والانسجام مع أعضاء فرق العمل بشتى أنواعهم وشخصياتهم، في سبيل إنجاز المشاريع المناط بهم إتمامها في فترة وجيزة.
كما يعلم البرنامج مديرو المستقبل كيفية التعامل مع الضغوط الوظيفية والحياتية من خلال كثرة مواعيد التسليمDeadlines ومن خلال الكمية الكبيرة المطلوب قراءتها، وقد تصل إلى نحو 200 صفحة للمادة الواحدة، وذلك كواجب منزلي للمحاضرة المقبلة. وسألت يوما أستاذا أميركيا كيف يمكن لإنسان لا يجيد فن القراءة السريعة أن يقرأ هذا الكم الهائل، فقال حرفيا: 'يا سيدي هذا هو الهدف من البرنامج، ليعتاد مديرو المستقبل على التعامل مع الضغوط والواجبات الإدارية'. وأضاف: 'لا يمكن أن يطلب المدير مستقبلا من الجهات التي يتعامل معها أو حتى مسؤوله المباشر - في كل مرة - أن يؤجلوا له موعدا ما لأنه مشغول جدا' وهي إشارة إلى أن على الدارس أن يتعود على الضغوطات حتى يكون مديرا فعالا وملتزما في أدائه.

خيارات سهلة
وللتسهيل على المديرين فإن كبريات الجامعات في العالم تقدم للدارسين، أو المديرين، خيارات دراسية سهلة للتعلم: منها إمكانية الدراسة بنظام الدوام الكامل full time أو الجزئي أو بنظام الدراسة عبر إجازة نهاية الأسبوع وهو ما يسمى في بعض المدارس برنامج Executives MBA بينما تسميه مدارس أخرى برنامج Fast Track MBA، وهي خدمة توفرها من باب التسهيل على المديرين أو القياديين المشغولين طوال الأسبوع للدراسة لمدة يوم واحد، ولمدة 8 ساعات متواصلة.
وفي نهاية المطاف فإن الفرد ذاته هو من يضيف إلى شهادته وليس العكس، وذلك من خلال إصراره على تطبيق ما تعلمه في هذا البرنامج المهم في حياته العملية، وجعل المناهج التي تعلمها في متناول يده لكي يرجع إليها بين الحين والآخر، خصوصا تلك المواد التخصصية مثل المحاسبة أو التمويل أو الإحصاء أو الإدارة وما شابهها ليبني قراراته استنادا إلى أساس علمي وخبرته العملية وظروف الحالة التي يواجهها كمدير.