سرعة البديهة: يعرفها الكاتب بأنها:
(مظهر رئيسي من مظاهر ذكاء الفرد، وهي ميزة جوهرية من مزايا الشخصية الإنسانية الجذابة أو الناجحة في الحياة الاجتماعية.

وعرفت لغويا: حاضر البديهة: سريع الرد عند المفاجأة .
وقالوا: البديهة هي الجواب الحاضر.

وهي ليست إجابة فورية فقط، بل هي إجابة دقيقة تنم عن حكمة فريدة نادرة
****


التدرب والتدريب على سرعة البديهة

إذا درب المرءُ نفسه فهذا هو التدريب، أما إذا دربه مدرب متخصص ضمن برنامج تدريبي فهذا هو التدرب، إذاً حالة القارئ الآن هي التدريب ، أي يعتمد على نفسه في إتقان مهارة أداء البديهة بسرعة ملحوظة.

وتتطلب سرعة البديهة: سرعة في التفكير، والربط بين الموقف وما يجب قوله، واختيار البديهة المناسبة. وكل ذلك يتم في ثوان معدودات، وهو أمر يتوفر بالتمرين أو التدريب، ويجد الفرد نفسه فيما بعد طالما كان جاداً في مسعاه، أنه تمكن من تحسين قدراته في إطلاق البديهات المناسبة دون عناء كبير في التفكير والتحليل والربط والاختيار.

ومن هذا يتبين بجلاء ووضوح بأن من يحوز على هذه المهارة يتصف بحسن التركيز العقلي وشدة الانتباه وتناغم الأفكار كما يتصف بالقدرة على استرجاع المعلومة المخزونة بسرعة بينما نقيضه يتصف بشرود الذهن وتشويش الأفكار كما يتصف بالبطء في الإجابة الصحيحة أو ضعف القدرة على استرجاع المعلومات.
المتطلبات

في ضوء هذا التحليل يتضح لنا جميعاً أن متطلبات البديهة هي:

1- الاستعداد العقلي: ويتمثل ذلك في الذاكرة أو التذكر.

2- الاستعداد اللغوي: ويتمثل ذلك في خزين من المعلومات التي أطلع عليها الفرد واستوعبها وخزنها في عقله.

3- الاستعداد النفسي، ويتمثل ذلك في الثقة بالنفس والتصميم الصادق على حيازة هذه المهارة وتنميتها باطراد.


الاستخدام الفعال للعقل
في ضوء هذا الإدراك المعرفي، يتبين لنا بما لا يدع مجالاً للشك أن هذه القدرة متعلقة بعنصر الإدراك العقلي وخصوصاً الذكاء، فهي تتصل بالاستخدام الرشيد والفعال للعقل، وجدير بالذكر، أن هذه المهارة تتفاوت كماً ونوعاً بتفاوت مستوى ذكاء الفرد، فهناك أقوال تدل على بديها تقليدية مستقرة، كالربط بين القول ومثل شعبي أو حكمة اجتماعية سواء كانت نثراً أو شعراً.


بديهة العباقرة

وهناك أقوال من قبيل الذكاء الألمعي أو الخارق كالبديهيات التي تتضمن القياس، أو السجع أو الطباق، وبعضها يجمع بين البلاغة اللفظية والتلاعب بالألفاظ. إن التفاوت بين البديهات العادية والألمعية يكشف عن تفاوت بين درجات الذكاء العادي والمتوسط والعالي والأخير هو ذكاء العباقرة أو النوابغ وهم الموهوبون عقلياً بدرجة كبيرة. ومن الضروري بيان سرعة البديهة في التراث العربي.
ولا شك أن سرعة البديهة هي القدرة اللفظية لمواجهة مواقف الحياة والمجتمع ويتمثل ذلك بالنطق بالجواب المناسب في الموقف المناسب في الوقت المناسب. فكيف يتعلم المرء سرعة البديهة ؟

الموضوع يتعلق أساساً بالذكاء، فمن كان على درجة عالية منه يجد نفسه سريع البديهة دون أن يفقه لماذا أصبح هكذا، ومن كان على ذكاء متوسط يجد أن قدراته في إطلاق البديهات متوسطة هي الأخرى، أما من كان معدوم الذكاء فإنه يكون محروماً من هذه النعمة.


*************************************
قيل أن الحجاج الثقفي طلب رجلا لاعتقاله فلما لم يجده اعتقل أخاه بدلا عنه ورموه في الحبس وهدموا داره
فقال لهم لست أنا ، وطلب أن يكلم الأمير ( الحجاج )
فكلم الأمير قائلا : أيها الأمير طلبتم أخي فقبض عليّ فَحُـلِّق على اسمي و هدم منزلي و حرمت عطائي .
فقال له الحجّاج : هيهات أو ما سمعت قول الشاعر :
جانيك من يجني عليك و قد
تعدي الصّحاح مبارك الجرب
و لربّ مأخوذ بذنب عشيرة
و نجا المقارف صاحب الذّنب
فقال له الرجل : لكني سمعت اللَّه عز و جل يقول غير ذلك !
قال له الحجاج : وماذا يقول الله ؟
فقال الرجل : قال الله تعالى :( قالوا ياأيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أَحدنا مكانه إِنّا نَراكَ من المحسنين . قال معاذ اللَّه أن نأَخُذ إِلاّ من وجدنا متاعنا عندهُ إِنّا إِذاً لظالمُون )
أطرق الحجاج قليلا ثم قال عليّ بيزيد بن مسلم كاتبه أو قائد الشرطة فأمره قائلا:
افكك لهذا عن اسمه و اصكك له بعطائه و ابن له منزله و مر مناديا يقول :
أن صدق اللَّه و كذب الشاعر .
________________
فائدة:
أشار الشيخ الحويني حفظه الله لأن هذا الرجل ذكي وعنده ( حسن التخلص ) فلم يقل للحجاج ستذهب لجهنم وبئس المصير وسأحاجك عند الله بل انتزع له آية في الموضوع واضحة الدلالة !
وأشار لنقطة جميلة أن المرء رغم ما قد يكون فيه إلا أن عنده دين في الجملة وأن الايمان يزيد وينقص (يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي ) فلربما وافق كلامك زيادة ايمان في قلب هذا الرجل فنفعك الله بذلك .
من محاضرة للشيخ أبي اسحاق الحويني حفظه الله
*************************************

هذه بعض المواقف الطريفة التي تبيّن سرعة البديهة
التقى رجل اسمه ،، سليم ،، وأمرأة إسمها ،، وديعة ،، في منزل أحد الأصدقاء‎

فدخلت كلبة ظريفة وتقدمت إلى السيدة وديعة وصارت تلمس يدها‎

فقال سليم للمرأة‎

إن هذه الكلبة ،، وديعة ،، ـ‎

!!!!

فأجابته على الفور‎

وقلبها أيضاً ** سليم **‎

****

كانت أمرأة تسوق أربع حمير وإذا بشابين سائرين بجانبها‎

فقالا لها‎

نهارك سعيد يا أم الحمير‎

فاجابتهما على الفور‎

نهاركم مبارك يا أولادي‎

****
كانت معركة حامية بين رجل وزوجته عندما مرّ بغل من تحت النافذة‎

فصاح الزوج أعتقد أن هذا البغل من أقاربك‎

؟؟‎

فأجابته على الفور‎

أجل إنه حماي‎

!!
****


قالت الزوجة للزوج‎

لقد كنا مجانين حينما إشترينا البيانو‎

قال لها الزوج‎

تكلمي بصيغة المفرد من فضلك‎

فأجابته على الفور‎

أنت كنت مجنوناً حين إشتريت البيانو‎
****
آآآآآمل ان تنال على اعجابكم ...
وللأمانة م ن ق و ل



اتمنى ان تستخدم سرعة البديهه في الدفاع عن النفس ولكن يجب ان لاتفتقر للادب والذوق العام


ياليت كل واحد يقرأ الموضوع يذكر قصه او موقف يدل على سرعة البديهة