إن المهارة (الأهم) في الحوار والعنصر (الأقوى) في الإقناع والتأثير(الأيسر)
لكسب الآخرين ، والسحر الأبيض كما وصفه أحد الكتاب هو الإنصات ولا غيره،
وبتأمل في اوضاعنا الآن العامة اجد انحسارا رهيبا لثقافة الإنصات وغيابا موجعا
لها!


فما تلك النزاعات والشقاق والأزمات إلا منتج بشع لغياب الإنصات!

* نريد أن نشيع ثقافة الحوار ونحن لا ننصت!
* نريد أن نؤثر على الآخرين ونغير اتجاهاتهم ونحن لا ننصت!
* نريد أن نكسب القلوب ونحوز الإعجاب ونحن لا ننصت!

ويروي احد المستشارين إحدى النساء اتصلت تستشيره في موضوع استعصى
عليها وعلى عشرات المستشارين (حسب زعمها) ثم استرسلت تتحدث وتبث
اشجانها لمدة طويلة وبعدها تنفست الصعداء قائلة: أين أنت من زمان ؟ جزاك
الله خيراً على أن وجدت حلا لمشكلتي!
والمستشار يقسم بالله لم يتكلم إلا بخمس كلمات شملت التحية وردها!!


وكان عالم النفس الشهير كارل روجرز يؤمن إيماناً كاملاً بأن علاج المريض
النفسي لن يأخذ وقتاً طويلاً لو كان الطبيب يتقن فن الإنصات!
وأقول : لو أجدنا فن الإنصات لأقفل الكثير من الأطباء النفسيين عيادتهم!

مكاسبك من الإنصات :

* بالإنصات يظهر للآخرين قوتك وصبرك وجمال روحك وعدم
تمحورك على ذاتك!
* بالإنصات ستوجه رسالة عذبة حروفها من ود تقول فيها
للمتحدث :إني اقدرك!
* بالإنصات ستعطي للآخرين فرصتهم للتنفيس عن مشاعرهم
واشجانهم.
* بالإنصات ستمتص غضب الناس، فالاصغاء للغاضب سيجعلنا
ندرك سبب غضبه وهو مايدفعنا للتعاطف معه.

* بالإنصات ستبدو أكثر حكمة وذكاء ! ستتفادى التورط في كثير من
المشاكل، وكانت العرب تقول للأخرق : يا ليته ستر عيبه بصمت!


وإليك بعض الخطوات العملية والتي معها ستتقن مهارة الإنصات بإذن الله:

1- قبل أن تشرع في الحديث تأكد أن الإنصات(موقف)وليس(مهارة)،
وهو من أعظم ما يجمل شخصيتك ويكملها.

2- للانصات علامات ومؤشرات اقواها النظر إلى المتحدث،
وهو ما يساعدك على التركيز ومتابعة الايحاءات غير الملفوظة
ومن ثم فهم الكلام.

3- تفاعل مع المشاهد والمواقف ولا تكن كجلمود صخر، فكن
مع الطرائف مبتسما منبسطا، ومع المشاهد المحزنه منقبضا متألما.

4- انصت بنفسية مشرقة وروح ساكنة لا نبرة تعال، ولا نظرة استهتار،
واحتف بالحديث فكل البشر يرون أن ما يتحدثون به ذو قيمة عالية.

5- من الأمور التي تثبت تفاعلك مع المتحدث ان تميل إليه ميلا بسيطاً
كدليل على قوة الإنصات.

6- إن الإنصات الجيد لا يعني السكوت التام، فالمنصت الجيد
يوجه أسئلة في صلب الموضوع وفيه رسالة على قوة المتابعة.

7- تأكد من انتهائه من حديثه وجميل أن تستفتح حديثك بذكر
شيء مما قال والثناء عليه.

ومضة.. أنصت جيدا تكن أفضل متحدث