موقوف
- معدل تقييم المستوى
- 0
علاقة الفكر باللغة
أولاً : نعرف اللغة :
هي وسيلة الاتصال بين أفراد المجتمع .
والاتصال هذا لا يكونُ إلا فكريّاً ووجدانياً فسلوكيّا ، أي أن الكائن الحي لا يستطيع أن يكون إنساناً حتى يتم (( الاتصال )) بينه وبين مجتمعه ، والاتصال له أنواع ذكرناها في الأعلى من بينها الاتصال الفكري !
ونجد أن التماس بل تداخل الفكر باللغة ، يفضي إلى كثير أهمّه : التكوين الفكري للفرد ، وجوهر الاتصال مع المجتمع ، إذن علاقتهما علاقة متبادلة ، فن طريق اللغة :
1ـ يفهم الفرد المجتمع ، ويتواصل معهم ، ويعبر عن آرائه وحاجاته ، طالباً مشاركتهم إيّاه .
2ـ يتصل الفرد بتراثه في الماضي ، فيصبح كل جيل حلقة في سلسلة تمتد من الماضي إلى الحاضر إلى المستقبل !
3ـ يفرظ المجتمع شروط عضويته على الفرد !
أظنه قد لاح لنا من ذلك تأثير اللغة بالفكر ، فكما قلنا هي مكونة له ، وهو مصيغٌ لها ، وإذا علمت أن الفكر يصوغ اللغة ، فإنه يقوم بعمليات الأختيار والتعبير عما يريد إيصاله الشخص منّا إلى الآخرين بلفظ يعبر عما كان موجوداً بالداخل ، إذ أنّ الفكر يتألف من عناصر لغوية ، كما قلنا يستطيع بها أن يختار بدائل من المترادفات والتي تكون أنسب لما يريد الوصول إليه ـ من مخزونه اللغوي بلا شك ـ ،ثم هو يختار التركيب الملائم ليكون حديثه أو كتابته أتم وأكمل للإفهام
ربما يسأل سائل فيقول : كيف هو تأثير اللغة المباشر على الفكر ؟
ونجيبه بعد أن نسمي بالله ، أن الإنسان منذ صغره وهو يتلقى إدراكاته الأولية لا يتلقاها إلا بلغة يستطيع منها أن يفهم مما يجري حوله ، وعليه فمتى ما كانت اللغة الناشيء عليها سليمة وواضحة كان تفكيره كذلك ، ولكن إن كان مخزونه اللغةي قليل ، فتفكيره سيكون محدوداً ، إذ أن ذا مساوٍ لذاك ، ومتى ما كانت اللغة التي يتلقاها الفرد غير سليمة وغي واضحة ، فالتفكير سيكون غامض مشوش ، وهذا يفضي إلى أنّ اللغة تميّز بين درجات التفكير : تفكير بدائي ، تفكير متحضر ، تفكير مثقف !
وعليه فالمعادلة هذه تبين ما قلنا لكم باختصار :
لغة سيئة رديئة = تفكير مشوش مضطرب
تفكير قاصر مضطرب = لغة ضعيفة وتعبير غير مؤثر على المتلقي !
المفضلات