قد يقول قائل أن صناعة النفس من الأمور الصعبة أو أنها من المستحيلات
ولكن في الحقيقة هي ليست كذلك وإنما هي من الأمور التي تحتاج الى
بعضا من الصبر والإرادة والعزيمة القويه ..


والحق سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم :
.. إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم وإذا أراد الله بقومٍ سوءً
فلا مرد له ومالهم من دونه من والٍ [ الرعد:11]


إذا فالأمر ليس بالصعوبة بقدر ما هو رغبة وعزم وتصميم وما يحتاجه المرء الا الى بعض من
التخطيط الدقيق كما هو بحاجة الى فهم نفسه وطاقتها وقدراتها ...

وفي البدء نتعرف على معنى صناعة النفس ...ما هي ؟


معنى ( صناعة النفس ) :

قـد يتبادر إلى الذهن معنى لـ ( صناعة النفس ) غيرُ مُرادٍ لي ؛ و دفعـاً لتلك المبادرة أُبيِّنُ المعنى
من (صناعة النفس ) و هو :
سعيُ الإنسان _ الجادّ _ نحو إظهار نفسه ، و الكشف عن مكنوناتها و مهاراتها التي
تؤدي بها نحو عالم الإبداع . مع اعتماده على ذاته وما كان خافياً فيها من قُدَرٍ .
و هذا المعنى هو من بنيَّات الفكر ، و بَوْحِ الخاطر .


قواعدُ( صناعة النفس ) :



لـ ( صناعة النفس ) قواعدُ و أصولُ بها تُتْقَنُ و تُحْكَمُ ( صناعة النفس ) ، و بدونها ،
و حال تخلُّفِها يكون الخلل ، و يُخَيِّمُ الفشل .

و ههنا أمورٌ أربعة هنَّ أصولٌ لـ ( صناعة النفس ) :

الأول : معرفة قُدُرَاتُ النفس :


إن الله _ تعالى _ متَّعَ الخلق بقُدَرٍ و مواهبَ ؛ و هذه المواهب و القُدَرُ متفاوتةٌ بين الناس ،
و هم فيها متباينون .
فإذا عرف الإنسان قُدُرَاتُ نفسِه أحسن استعمالها ، و انشغل بها عن غيرها .
و معرفة قُدَرُ النفس مُرْتَكِزَةٌ على رَكِزَتَيْن :

الأولى : عدم رَفْعِ النفس فوق قدْرِها .


حيث ترى _ و هو كثير _ مَنْ يُخادع نفسه و يُلْبِسُها لباس الزور فيُنزلها منازل كبيرةً عليها ،
ليست هي من أهلها و لا قَرُبَتْ من أحوالهم .
الثانية : عدم إهانتها و إنزالها عن قدرها .
و هذه كسابقتها في الكثرة و الانتشار .
و أعني بقُدَرِ النفس : ما تعرف