عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
الكذب واغماض العين عن الحقيقه
الكذب أصبح أهم سمات العصر الذى نحياه بين الصغار والكبار عى حد سواء،
ورغم أننا نتعلم فى الصغر أن الكذب أمر من المحرمات ،
إلا أننا فى الكبر نصطدم بالواقع المر عندما نخرج إلى الحياة، حيث نجد أول نصيحة تقدم لنا هى إغماض العين عن الحقيقة وأن الصراحة لن تفيد، والكذب والنفاق هما طريق الوصول إلى المجد ،
ولابد من والمرونة، وغيرها من المصطلحات الأخرى، والتى ليس لها معنى سوى الكذب ••
فهل المجتمع هو المسؤول عن ارتدائنا تلك الأقنعة والوجوه المزيفة، حيث يجعلنا نؤمن بأشياء ثم يطالبنا فى لحظة أن نقدم سلوكًا مخالفًا تمامًا لم نؤمن به؟
ولماذا يكذب الناس إذن رغم أنهم يعرفون أنه صفة مقيتة؟
الكذب أنواع
عن أنواع الكذب يقول د• يسرى عبد المحسن "أستاذ الطب النفسى " هناك الكذب الذى يعتبر سابق التحضير، وعن قصد ومتعمد لإخفاء الحقيقة، وهو الكذب الأسود، وهذا النوع غير مرغوب، وغير مقبول اجتماعيًا ودينيًا، لأنه من النوع الخبيث•
وهو مرضى وصاحبه مريض نفسى يعانى من هوس المبالغة والتهويل، ويكذب من دون وعى ليجذب الأنظار إليه ،
وهناك الكذب الذى يحدث عفوًا، دون سابق إعداد، فهو يأتى بعفوية لإنقاذ موقف أو لحل نزاع، وهذا النوع من الكذب، يعتبر سمة من سمات شخصية المرأة، ولا يشكل بالنسبة لها أى إحساس بالخطأ أو الذنب ،
هذا النوع من الكذب أخف ضررًا من النوع السابق،
وهو ما يسمى بالكذب الأبيض، فلا ضرر منه على الإطلاق فى العلاقات الاجتماعية ، والسبب فى ذلك أن هذا النوع منالكذب غير مقصود به الإيذاء، أو الضرر،
على العكس ربما قد نحتاجه للمجاملة، أو فض بعض المنازعات، والمشكلات البسيطة•
وهناك نوع ثالث من الكذب،
وهو الكذب المرضى هذا النوع مرتبط بالحالات النفسية، وكذلك بالحالات الجسمية العضوية•
والكذب المرضى المرتبط بالحالات النفسية، تلجأ له بعض
الشخصيات المريضة نفسيًا دون وعي،
أو إدراك لحقيقة ما يكمن وراء هذا الكذب من أضرار، ومن نزعات شريرة، وقد يصل هذا الشخص فى التمادى فى الكذبحتى لدرجة تصديق نفسه، بل يصبح الكذب صفة أساسية من صفاته ،
ويحدث هذا الكذب عادة فى حالات نفسية كثيرة مثل، الاضطرابات السلوكية، والانحرافات الشخصية أو الميول العدوانية والشذوذ
وكل هذا مجموعة من الأمراض السلوكية، أو مرض اضطراب الشخصية والانحرافات الاجتماعية ، وهناك نوع آخر منالكذب المرضى الذى يرجع إلى الحالات النفسية أيضًا،
فنجد أن صاحبه أو صاحبته يميل إلى المبالغة والتهويل، وتجسيم الحقائق، وإضافة بعض القصص، أو البيانات التى ليس لها أساس من الواقع ، وهذا النوع نجده فى أمراض الهيستريا، أو فى الشخصيات التى تتميز بالمبالغة والعواطف السطحية الزائفة،
وحب الذات، مع المبالغة فى المظهرية الجوفاء، ومحاولة جذب أنظار الناس إليها ، وهذه الشخصية توجد بكثرة فى النساء عن الرجال•
أما الكذب المرضى المرتبط بالأمراض الجسمية العضوية فنجدها فى حالات تصلب الشرايين للمخ الناتج عن كبر السن،
وهو ما نسميه فى لغتنا الدارجة العامية "التخريف"، وهى توجد فى حالات الشيخوخة، وهو نوع من أنواع الكذب اللا إرادي، والذى يكون على هيئة تزييف الحقائق، كمحاولة لسد العجز، أو النقص فى مقدرة الشخص المسن•
وعن كيفية اكتشاف الشخص الكاذب يقول د•عبد المحسن :
الكذب يولد إحساسًا لدى قائله بنوع من الضغط النفسى أو العصبي، هذا الضغط ينعكس بشكل أو آخر على حركات جسده، أو عينيه، أو أطرافه، أو أسلوب كلامه ،
فمن الصعب للغاية أن يسيطر المرء على كلماته فى حالة الكذب، وعلى توترات جسده فى نفس الوقت، فلابد أن واحدة من الاثنين ستضطرب وتكشف عن حاجتها ،
ولذلك يمكن بسهولة كشف الكذب من خلال بعض الإشارات والتصرفات، كما أكد العالم الشهير تشارلز داروين ومنها:
امتلاء جبين الشخص الكاذب بعرق غزير ، وقلة استخدامه لحركات يديه، ونجده يتحرك كثيرًا ويتنقل من مكان إلى آخر، كما أنه عادة ما يضع يديه فى جيوبة ويحرك كتفيه بدلا منهما ،
والكاذب كثيرًا ما يلمس وجهه وأذنه، ويقوم بتغطية فمه أو يهرش فى منطقة الحاجبين ، أيضًا نجده يرتب كلامه كيلا يخطئ، ولذلك يحتاج لوقت أكبر للرد•
ولهذا قيل في الكذب
الكِذْبُ يُرْدِيكَ، وَإنْ لَمْ تَخَفْ * وَالصِّدْقُ يُنْجِيكَ عَلَى كُلِّ حَالْ
فانْطِـقْ بِمَا شِـئتَ تَجِدْ غِبَّـهُ * لَمْ تُبْتَخَـسْ وَزْنَةَ مِثْقَـالْ
المفضلات