- وينطلق
اختبار رسم
الرجل (
لجودانف ) لقياس الذكاء من مسلمة مؤداها أن الطفل يرسم ما يعرفه ، وأنه يمكن أن نحدد ذكاء الطفل من خلال ما يعرفه ويضمنه من تفاصيل ونسب ومنظور تتصل بأعضاء الجسم والملابس الخاصة بالرجل المرسوم . وربما وقع اختيار جودانف على رسم
الرجل لقياس الذكاء إلى اعتبار أن هيئة
الرجل مألوفة لجميع الأطفال ، وأعضاء جسمه أكثر وضوحاً له من المرأة .
- وقد اتضح بناء على هذه النظرة المعرفية لرسم
الرجل أن رسوم الأطفال مرتفعي الذكاء يظهر فيها تفاصيل أكثر ونسب واقعية ومنظور جيد ، وذلك بعكس رسوم الأطفال منخفضي الذكاء والتي يظهر فيها تفاصيل أقل ونسب محرفة ، ومنظور رديء ، والأمر على هذا النحو يشير إلى أن
اختبار رسم
الرجل لجودانف يقيس القدرة العقلية التي تتمثل في كم ما يعكسه الطفل من تفاصيل ، وكيف ما يشكله من علاقات لهذه التفاصيل التي يرسمها .
- وقد أثيرت بعض المشكلات الحضارية في استخدام
اختبار رسم
الرجل لقياس الذكاء ، ولعل أهمها مشكلة الملابس التي يرتديها
الرجل ( حيث الملابس التي تغطي أجزاء من جسم
الرجل ، والتي يتم التقدير وفقاً لها ، كالجلباب والعمامة ) ، مما دعا البعض إلى اقتراح مفاتيح خاصة بتصحيح رسم
الرجل الذي يرتدي جلباباً أو الذي يرتدي ملابس غير أوروبية ، وهو ما يعد حلاً ومشكلة منهجية في آن واحد .
- وعلى أي حال فإن
اختبار رسم
الرجل لجودانف لا يعدو في تقييمه لذكاء الأطفال سوى أن يقدم لنا مؤشراً سريعاً لمدى الذكاء لدى الطفل وليس بالتأكيد نسبة الذكاء التي تعبر عن قدرته العقلية العامة ، ولذا فإننا لا نعتمد عليه بمفرده في قياس ذكاء الأطفال .
- وبالرغم من ذلك فإن هذا لا يقلل من أهمية هذا الاختبار فهو مازال يعد من أكثر الاختبارات عبر الحضارية انتشاراً ، وأنه لا غنى عنه في التقييم السريع لذكاء الأطفال ، وخاصة المصابين بالتخلف العقلي .
• ثانياً : استخدام اختبار رسم الرجل في قياس الشخصية :
- لقد تبين من مراجعة العديد من الدراسات أن رسوم شكل الإنسان بما فيهم رسم
الرجل إنما تتضمن عوامل انفعالية يعكسها القائم بالرسم ، ويجب أن نضعها في اعتبارنا أثناء تطبيق
اختبار رسم
الرجل لقياس الذكاء .
- وتشير ماكوفر إلى هذه النقطة حيث تصرح بأنه قد اتضح من خلال استخدام
اختبار رسم
الرجل لجودانف للحصول على نسبة الذكاء ، أن النتائج كثيراً ما تكون غنية من الناحية السيكولوجية ، وأنها لا تتعلق فقط بالمستوى العقلي للمفحوص ، فالأطفال الذين يحصلون على نفس درجة العمر العقلي هم في الغالب يقدمون رسوماً مختلفة ملفتة للنظر ، وذات طابع فردي يتضح من خلالها تخييلاتهم الخاصة وقلقهم وآثامهم وخرجت من ذلك بأن الفرد حين يقوم برسم شـكل الإنسان يكون خاضعاً لكافة الجوانب الشعورية واللاشعورية لصورة جسمه ، وبالتالي يسقط مفهومه عن ذاته في رسومه . ومن ثم قامت ماكوفر بتطوير
اختباررسم
الرجل تحت مسمى آخر هو :
اختبار رسم شكل الإنسان Human Figure Drawing Technique وهو المعروف باختبار رسم الشخص Draw –A- Person Test الذي ظهر عام 1949 بهدف دراسة الشخصية .
- كذلك وجد أن جودة الرسم وإتقانه إنما تعبر بشكل ما عن مدى توافق الطفل القائم بالرسم ، وفي هذا يقرر هاريس أن الأطفال سيئي التوافق الاجتماعي والانفعالي يكونون أكثر فقراً نوعاً ما فيما يتعلق بأدائهم على
اختبار الرسم من الأطفال جيدي التوافق في نفس السن العام والمستوى العقلي .
- إذاً ليس العامل المعرفي فقط هو الذي يتحكم في صياغة الشكل الإنساني المرسوم ، ذلك أن هناك عاملاً لا يقل أهمية عنه ، بل ربما يزيد وهو العامل الانفعالي الذي يأخذ دوره في صياغة الشكل . ويدعم هذا الرأي هامر حيث لاحظ من خلال استخدامه لاختبار رسم
الرجل لجودانف أن هذا الاختبار يعكس عوامل انفعالية أكثر مما يعكس من عوامل عقلية .
- ونظراً لما أشارت إليه الدراسات من أن عناصر رسم
الرجل في صياغتها على نحو معين إنما تعكس بعض النواحي الانفعالية كذلك ، فقد قام عادل خضر و مائسة المفتي 1990 ، بدرسة بعنوان : " عناصر
اختبار رسم
الرجل وعلاقتها بالعوامل المعرفية والانفعالية " ، واتضح منها أن كمية التفاصـيل هي أقرب ما يكون للتمييز بين الأطفال للتعرف على مدى ذكائهم ، باعتبار أن الطفل سوف يعكس ما يعرفه من تفاصيل خاصة بوحدة الرسم المطلوبة ، بينما نجد أن كيفية تناول هذه العناصر ، أي المنظور الخاص بالتناول لهذه الكمية من التفاصيل ، هي أقرب ما يميز الأطفال من حيث مدى التوافق ( أي من الناحية الانفعالية ) ، وربما يعطينا هذا مؤشراً بأنه إذا ما كان اهتمامنا هو قياس الذكاء والتعرف على الناحية المعرفية للأطفال يمكن أن ندرج في قائمة تحليل رسم
الرجل أكبر قدر من العناصر التي تقع ضمن فئة التفاصيل ( يليها المنظور ، فالنسب ) .. بينما إذا كان اهتمامنا هو قياس مدى التوافق والتعرف على الناحية الانفعالية للأطفال ، يمكن أن ندرج في قائمة تحليل رسم
الرجل أكبر قدر من العناصر التي تقع ضمن فئة المنظور .
المفضلات