عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
مصادر الطاقة التقليدية ... و بدائلها
تشكل الطاقة في حال نضوبها معضلة اقتصادية كبيرة ، و يترتب عليها مشكلات اجتماعية و تغييرات سياسية ... باختصار ينقلب العالم رأساً على عقب .!
من المتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى 10 مليارات نسمة بحلول عام 2050م، وهذا العدد الهائل من البشر سيصل احتياجه من الطاقة إلى 5 أضعاف الطاقة التي يتم توليدها حالياً ؛ لهذا ظهرت الحاجة للحصول على العديد من المصادر الطبيعية التي لا تنضب بخلاف المستخدمة الآن لاستغلالها استغلالا أمثل في إنتاج الطاقة مستقبلاً .
لكن ... هل لتلك المخاوف مبرراتها ؟؟؟
يقول المولى عزّ و جلّ في محكم التنزيل" و إن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها "
الطاقة نعمة من نعم الله التي لا تحصى ... و جميعنا يعلم أن الشمس تعد المصدر الرئيسي للطاقة ؛ إذ تتحول الطاقة الشمسية ( الضوئية ) بواسطة الكلوروفيل إلى طاقة كيميائية تخزن في النبات ... و تشكل فيما بعد الطاقة التي نحصل عليها من الأطعمة ( النباتية و الحيوانية )
و كذا فإن الطاقة التي نحصل عليها من الخشب أو من الوقود الأحفوري ( وفقاً لنظرية الأصل العضوي للنفط ) ما هي إلاّ جزء من الطاقة الشمسية .
غير أن الشمس ليست المصدر الوحيد للطاقة .... فيوم بعد يوم تكشف لنا الأبحاث و الدراسات مصادر جديدة للطاقة ، و تسعى تلك الأبحاث في مرامها نحو إمكانية تطبيق تلك المصادر على صعيد الواقع .
قبل الحديث عن البدائل الجديدة لمصادر الطاقة ... نقف قليلاً عند مصادر الطاقة التقليدية :
مصادر الطاقة التقليدية
أولاً: الفحم الحجري : لايزال الفحم الحجري من مصادر الطاقة الرئيسة في العالم، فهو المصدر الأكثر أهمية لتوليد الكهرباء في العالم وتقول إحدى الدراسات إن الفحم يستخدم حالياً في توليد حوالي 40% من كهرباء العالم.
إلا أن هناك آثاراً بيئية سلبية لتوليد الكهرباء باستخدام الفحم وقد أنفقت صناعة الطاقة مليارات الدولارات لجعل طاقة الفحم خضراء.
يوجد الآن برنامجان قيد التنفيذ الأول هو "برنامج تقنيات الفحم النظيفة" في الولايات المتحدة، والثاني برنامج "ثرمي" لدى المفوضية الأوروبية و الهدف الرئيس لهذين البرنامجين هو الخفض الكبير لانبعاث ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين ورفع كفاءة الاستخدام والتوفير في الوقود
ثانياً: طاقة الغاز : يحتل الغاز المرتبة الثانية كمصدر من مصادر الطاقة على الصعيد العالمي
ويشكل احتياطي الغاز في ثلاث دول في العالم (روسيا، إيران، قطر) ما مجموعه 79.57 ترليون متر مكعب أي 55% من الاحتياطي العالمي، أما بالنسبة لعمر احتياطيات الغاز فيقدر بـ64 سنة للاحتياطي العالمي و85.9 سنة في روسيا وأكثر من 100 سنة في بقية الأقطار نظراً لمحدودية إنتاجها الحالي.
ثالثاً: النفط: يعد النفط حتى اللحظة أهم مصدر للطاقة ... فقد حافظ النفط على مركز الصدارة بين أنواع الطاقة الأخرى في العالم خلال نصف القرن الميلادي الماضي، إذ كان العنصر الأساسي في التطور الاقتصادي الذي شهده العالم.
وإذا كان التعطش للطاقة خلال نصف القرن الماضي قد تضاعف خمس مرات فإن استهلاك النفط على الصعيد العالمي وخلال الفترة الممتدة بين 1945م إلى 1973م قد ارتفع بمعدل سنوي يساوي 5.5% بما يعكس متوسط معدل التطور الاقتصادي.
وتؤكد الدراسات والتقارير المختصة أنه على الرغم من صرف مليارات الدولارات على أنواع من الطاقة الأخرى وتحول العديد من التقنيات الجديدة من المرحلة التجريبية إلى المرحلة التطبيقية، إلا أن النفط سيحافظ على المركز الأول كمصدر رئيس للطاقة، وأن الحديث عن نضوب منابعه أو منافسة مصادر طاقة أخرى نظيفة أو غير نظيفة لن تبدأ قبل عام 2050م وأن النفط العربي بشكل خاص سيبقى يشكل المرتكز الأساسي في توفير الطاقة للعالم لعقود قادمة فعمر احتياطياته حسب أحدث الدراسات هو الأطول بين جميع الاحتياطيات في العالم وكلفة استخراجه هي الأقل أيضاً ؛ مما يمكنه من منافسة مصادر الطاقة البديلة المطروحة.
بشرى سارة : يؤكد الخبراء أن منابع النفط لا تنفد بل هي في حال تجدد دائم ...!
ومن أكبر الأدلة على ذلك اكتشاف علماء الجيولوجيا أن بعض آبار النفط في المنطقة العربية تعيد ملء نفسها باستمرار من الأسفل .
بدليل أن معظم خبراء النفط كانوا يرددون في السبعينيات أن احتياطيات النفط ستنفد في حدود عام 1984م بينما نعرف حالياً أن الاحتياطيات المستكشفة إلى الآن أكثر من أي وقت مضى.
بالرغم ما نعرفه و ما تكشفه الأبحاث و الدراسات المتعلقة بمصادر الطاقة التقليدية بشأن ما تطرحه من ملوثات في البيئة .... تظل هذه المصادر هي الأقل كلفة و الأسهل تقنية في عملية استخراجها و تطبيقاتها المختلفة .
الطــاقـة المتجـددة
كان و لا يزال سعي العلماء باتجاه الطاقة المتجددة و إمكانية تطبيقها يمثل حلماً كبيراً يراه المتفائلون قريب المنال ..... و لا أنكر بأني أتمنى حقاً أن نحصل على الطاقة من مصدر متوفر للجميع و أكثر نظافة لبيئتنا المرثي لحالها ...خصوصاً عندما تكون من مصدر طبيعي متاح للجميع .... أليس ذلك رائعاً ...!
من هذه المصادر المأمول تطبيقها :
الطاقة الشمسية
خلق الله الشمس والقمر كآيات دالة على كمال قدرته وعظم سلطانه وجعل شعاع الشمس مصدراً للضياء على الأرض وجعل الشعاع المعكوس من سطح القمر نوراً . قال الله تعالى في كتابه العزيز ( هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون ) سورة يونس الآية(5)
من المعلوم أن الشمس تعد المصدر الرئيسي للطاقة ، كما أنها تنتج ـ بفضل الله ـ طاقة الكتلة الحيوية الموجودة في أجسام الكائنات... وذلك من خلال امتصاص الكلوروفيل في النبات لـ 1 % فقط من ضوء الشمس الساقط عليه ... و هذا المقدار من الطاقة الضوئية تحصل عليه النباتات لتحوله إلى طاقة كيميائية ( وهنا بداية سلسلة طاقة الكتلة الحيوية ) .
تستخدم النباتات معظم تلك الطاقة في أنشطتها الحيوية المختلفة ، بينما تخزن بقية الطاقة في أعضاءها ... و هذه الكمية من الطاقة هي التي تتوفر للمستهلكات الأولى ( العواشب ) و تساوي تقريباً 10 % من أصل الطاقة التي امتصها النبات ... ثم يأتي دور المستهلكات الثانية لتتغذى على العواشب و تحصل على 1 % من الطاقة التي حصل عليها النبات من الشمس ، و هكذا تتناقص نسبة الطاقة التي تحصل عليها الكائنات كلما بعدت المستهلكات عن المنتجات ( النباتات )
و في الجانب الآخر من الطاقة الشمسية ... فقد استفاد الإنسان منذ القدم من طاقة الإشعاع الشمسي مباشرة في تطبيقات عديدة كتجفيف المحاصيل الزراعية وتدفئة المنازل كما استخدمها في مجالات أخرى وردت في كتب العلوم التاريخية فقد أحرق أرخميدس الأسطول الحربي الروماني في حرب عام 212 ق.م عن طريق تركيز الإشعاع الشمسي على سفن الأعداء بواسطة المئات من الدروع المعدنية . وفي العصر البابلي كانت نساء الكهنة يستعملن مرآة ذهبية مصقولة لتركيز الإشعاع الشمسي للحصول على النار .
و الآن ومع التطور الكبير في التقنية والتقدم العلمي الذي وصل إليه الإنسان فُتحت آفاقا علمية جديدة في ميدان استغلال الطاقة الشمسية .
المفضلات