موقوف
- معدل تقييم المستوى
- 0
حياتك من صنع أفكارك
ضع قطرة دم في كوب ماء وانظر مالذي سيحدث؟!! لاشك ان الماء النقي سيتغير وسيذهب نقاءه وسيتعكر أيضاً لأنه لا يمكن ان يبقى صافيا نقيا بعد دخول القطرة الحمراء التي ستعكر صفوه مباشرة بالتأكيد وكلما زاد طول الوقت في بقاء الدم في الماء زاد الاختلاط وتعكره وكلما زادت الكمية ايضا اختفى نقاء الماء وزاد الامتزاج بالتالي يطغى اللون الوردي الذي يزيد احمرار كلما زادت الكمية حتى ينتهي نقاء الماء!!
ان الذي أحدثته قطرة الدم في الماء هو بالتأكيد دون ادنى شك ماتحدثه الفكره السيئة عندما تدخل في ذهن الإنسان فيتعكر مزاجه وتبدأ تتغلغل جزيئات هذه الفكره في أعماق فكر الإنسان ولا شك ان النتيجه تلوث فكره الذي سيغطى على السطح بظهوره على شكل سلوك وهو النتيجه النهائية لذلك
الإنسان مجموعة أفكار
دعونا ننظر الى حقيقة الإنسان فخلق الانسان فكره والحياه بأكملها فكره والجهاز التنفسي فكره والجهاز الهضمي فكره واليدين فكره والقدمين فكره والجهاز التناسلي فكره وكذلك الاولاد والمال والصحه والنجاح والعمل والنظر والسمع والقلب والفؤاد وكل شيء في الإنسان فكره وهذا يقودنا الى مفهوم الإنسان مجموعة أفكار قد تكون هذه الافكار صغيره او افكار كبيره فمضغ الطعام فكره صغيره وفرز اللعاب وتحويل الطعام وطحنه وتفتيه في المعده وامتصاص البروتينات وطرد السوائل كلها افكار الهية ابدع بها الخالق سبحانه ليكون لنا فكرة اكبر هي الجهاز الهظمي وهكذا مع بقية الأجهزة وهذه الاجهزة كونت لنا الفكرة الأكبر وفكرة الإنسان مع الإنسان كونت لنا الأسره والأسرة مع الأسرة كونت فكرة المجتمع وبهذا كانت فكرة الأقاليم والدول والمجتمعات الكبرى ومن هذا بأكمله تكونت فكرة الأرض ومن الأرض والكواكب جاءت المجرات ثم السماء الدنيا ثم السماوات السبع ...الخ
فالحياة فكره والإنسان فكره وكلا من الحياه والإنسان يتكون من مجموعة أفكار فالفكرة هي اساس الانسان بل انها اساس الحياه واساس الكون واساس كل شيء في الحياه فلذلك كان حديثنا اليوم حياتك من صنع افكارك ولن اتحدث عن الفكرة في المجتمعات الصناعية ومجالات ادارة الاعمال المشروعات الضخمه بل اني سأحدثكم عن اهم قضية في حياة الانسان وهي الفكره التي تبرمج حياتنا اما سلبا او ايجابا التي تعمل على تحريك عقولنا في الاتجاهات الذهنية التي سنتعرف عليها في هذه الكلمات التي سطرتها من اجل ان ننير حياة الانسان ويتوجه تفكيره التوجه الصحيح فالفكره هي البذرة الاساسية لكل سلوك أوعمل.
الفكرة تحدد مصيرك
يزور الرسول صلى الله عليه وسلم اعرابيا مريضا فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طهور إن شاء الله" فرد عليه الأعرابي "بل هي حمى تفور على شيخ كبير لتورده الى القبــــــــور" فيرد عليه النبي محمد صلى الله عليه وسلم "فنعم إذاً" ويعني رسول الله هنا انك مادمت تعتقد بفكرة معينة كيفما كانت فهي كذلك فالرسول يقول له طهور فلو قال ان شاء الله واعتقد بذلك لكن كذلك وقدر الله يمشي على كل شخص ولكنه تيقن بفكرة الموت نتيجة لماعنده من افكار سابقة وهي انه شيخ كبير وهي حمى شديده وانه لايستطيع مقاومة المرض فاقتنع بأنها نهايتة
ويقول هنري مؤسس أول سيارة فورد في العالم
حكمة في غاية الروعة استوقفتني كثيرا بل اني تعجبت منها وهي مصداقا لما قاله الرسول في الحديث السابق يقول هنري فورد " لو اعتقدت انك قادر على فعل شيء ما او اعتقدت انك غير قادر على فعله فأنت في كلا الحالتين على صواااااااااااااااااب؟!!!" كلام جميل بل إنه في قمة الدقة فإن افكارك واعتقاداتك تجاه فعل شيء ما هي التي تحكم نتائجك فإن اعتقدت انك قادر على فعل هذا الشيء وامنت بهذه الفكره فأنت قادر فعلا على تحقيقه وسترى النتائج تتطبق في الواقع، وان اعتقدت انك غير قادر على فعل هذا الشيء وآمنت بهذه الفكره من صميم ذاتك فأنت في الحقيقة لن تستطيع ان تفعل شيء بل انك مهما حاولت فأنت ستفشل وستزداد يقينا بأنك لا تستطيع على فعل هذا العمل... وكما تفكرون تكونون ولاشك هنا ان كل شيء يبدأ بفكره والفكره السلبية هي اخطر ما يدور في ذهن الإنسان حيث انها ان لم تقاوم وتوقف كما سنتعلم في الدروس القادمة لاشك انها ستتحول الى سلوك وان كانت ايجابية فمرحى بها ولتتحول مباشرة بدعم منك الى سلوك
تشير الدراسات الحديثة الى ان الانسان يتحدث مع ذاته كل يوم ب60,000 فكرة يوميا وهذا رقم مهول ومصدق لأن العقل لديه قدرات غير عادية لا تضاهيها قدرة وذكر في الدراسات ان 80% من هذه الأفكار تكون سلبية وتعمل ضد الإنسان وهذا هو ماقال عنه الله عز وجل في كتابه الكريم (إن النفس لأمارة بالسوء) صدق الله العظيم فالنفس أمارة بالسوء فمن استطاع تربيتها وحذف الأفكار السلبية وتحويلها الى ايجابيه تحول الى صاحب نفس مطمئنة راضية كل حياتها نجاح واستمرار ويقول الإمام محمد الغزالي رحمه الله (الإسلام كسائر رسالات السماء يعتمد في اصلاحه العام على تهذيب النفس الإنسانيه قبل كل شيء، ويصرف جهوداً ضخمة للتغلغل في أعماقها، وغرس تعاليمه في جوهرها، حتى يستحيل جزءاً منها). فعندما نتعمق في كلامه رحمه الله نجد ان الإسلام يعمل على تهذيب النفس الإنسانيه قبل كشيء فلا يمكن للبشر ان تنطلق في مشوار حياتها وتبدأ مسيرة نجاحها إلا بعد ترتيب النفس الإنسانية وترتيب أخلاقها، فهو يصرف جهوداً ضخمه للتغلغل في النفوس واصلاح مافسد من تلك القيم والمبادئ والسلوكيات وتوجيهها في الطريق الصحيح ولا يأتي تقويم السلوك ولا تغرس القيم والمبادئ إلا بالأفكار الصحيحه والإيجابيه فكل هذه السلوكيات والأخلاق تبدأ بأفكار إيجابية ذات قيم عليا تخاطب العقول السويه حتى تستلهما
وتعتقد وتؤمن بها وتحولها الى سلوك ايجابي ذات اعتقاد قوي لايمكن ان تزعزعه ظروف الأيام أو مشاكل الحياه ولا تتنازل عن قيمها ابدا فهذه هي الطريقة الصحيحه لبناء قاعدة عريضة لجيل يحمل هم قيادة الأمه ونشر تعاليم الإسلام فبعد ان صحح تلك المفاهيم والأفكار استطاع ان يجوب بهؤلاء الرجال اقطار الأرض وان يحكم المسلمون الدنيا من شرقها الى غربها ويسودوا العالم وعندما ضاعت ضاع المجد الاسلامي واهتزت تلك القيم العظيمة فأضعنا مجدنا الخالد ولعلنا الآن نعيد ترتيب الأفكار لنغرس القيم والمبادئ الصحيحه لنسمو بأهدافنا وطموحاتنا ونصل الى النجاح ونسود الأمة والعالم بهذا الفكر الذي بني بناءا صحيحا...
فالحياه فكره والإنسان فكرة كبرى فيها مجموعة افكار وكل فكره تبدأ بفكره وتنتهي بفكره فهل حان لنا اليوم أن نحذر على افكارنا وننتبه لمايدور في عقولنا فلو انك خيرت بين طعام البيت وطعام فندق خمسة نجوم وطعام من احد المطاعم الرديئة في الطبخ وسيئة الاعداد حتى ولو كان ظاهرها الجمال والضخامه فلاشك انك اما ان تختار طعام البيت لنظافته وسلامته على صحتك او طعام فندق خمسة نجوم لاشتهائك له ونظافته وضمان نتائجه الصحيه انها ايجابيه واي عاقلا هذا الذي كون أكله من تلك المطاعم الرديئة المليئة بالذباب والقذارة التي تهلك الإنسان وتورث له العديد من الأمراض والعلل فأرقى بنفسك ان تكون مع الذي اختاروا الافكار القذرة والافكار السيئة لعقولهم التي تهلك الانسان حتى وان كان في ظاهرها الجمال والراحه في بادئ الأمر.
في الدروس التالية احدثكم عن قوة مصادر برمجة الفكر وطريقة توليد العادات سواء ايجابية أو سلبية وبها نعرف كيف تبرمجنا على تصرفاتنا الحالية ودائما نجد ان هناك الكثير من السلوكيات لا تعبر عن ذاتك وشخصيتك وانما تكون بسبب برمجة سابقة اكتسبتها من العالم الخارجي وتقبلها عالمك الداخلي وبرمجت عليها فتكونت لديك العادات الإيجابية والسلبية وكيف نستطيع ان نغيرها ونحول السلبية منها الى ايجابية في سلسلة رائعة احدثكم فيها عن قوة الفكر وتأثيره في الإنسان...
المفضلات