عــــلاج الكــــآبه بالكـــلام


هل تبدو الحياة أصعب نوعاً ما هذه الأيام. هل تشعر بالكآبة وتراجع العزيمة، وتشعر بأنك لست على ما يرام. هل أصبح التحدث مع عائلتك وأصدقائك أمراً غير كاف. ربما حان الوقت للتحدث مع أخصائي.
وفقا للإحصاءات فان ملايين الأشخاص يعانون من مشكلة الكآبة سنويا. بالنسبة لبعض الناس تسمى هذه الحالة كآبة معتدلة، والتحدث إلى أخصائي هو الحل. أما بالنسبة للآخرين المصابين بحالات أكثر جدية، فالعلاج بالكلام مع الأخصائي هو مكمل للعلاج بالأدوية.
أن زيارة أخصائي نفساني، حتى لو كان لبضعة شهور عامل هام جدا في الطريق إلى العلاج. فالأشخاص غير المصابين بالكآبة يهتمون بعائلاتهم وأنفسهم بشكل أفضل من غيرهم. لذا فأنت مدين لعائلتك ولنفسك بأن تكون بأفضل صحة ممكنة.
العلاج مهم، ويتضمن برنامج العلاج التالي:
o التعبير عن العواطف دون الخوف أو القلق من الآخرين.
o تحديد المشاكل المسببة للكآبة في حياتك، وتفهم كيف تغير وضعك الحالي أو تتعامل مع المشاكل.
o توقف عن لوم نفسك. يشعر المصابون بالكآبة بالذنب من الأشياء التي يعتقدون أنهم لم ينجزوها بشكل جيد، بالرغم من قدرتهم على ذلك. يساعدك المعالج على استيعاب مفهوم الذنب، وبأنك لست بحاجة لأن تلوم نفسك.
o تحديد الأفكار السلبية أو المشوهة التي يجعلك تشعر بالذنب اتجاه نفسك وبالتالي تجعل كآبتك تسوء. يقول المصاب بالكآبة، "لا يمكنني أن أعمل شيء صحيحا". ويمكن للمحلل النفسي أن يوضح لك الأمور، ويبرز الأمور التي تتقن عملها.
o تعلم كيف تتفاعل بشكل أفضل مع الناس في حياتك. يمكن أن يساعد الكلام على إعادة أو تقوية الصداقات, وهذا جزء ضروري من العلاج.
o استعادة الإحساس بالسيطرة على حياتك.
o تقليل فرص تكرار الكآبة لاحقاً في الحياة - أو على الأقل تحديد الأعراض وتقليل شدتها.
o الحصول على دعم شخص موضوعي مدرب لخدمتك، ومساعدتك. الحصول على الدعم، سيساعدك على الالتزام بالعلاج والجلسات.
العلاج لَيس فقط للكآبة. بل يمكن أن يساعدك أيضاً على التخلص من اضطرابات القلق، واضطرابات التغذية، ومرض القطبين والحالات العقلية الأخرى. في أغلب الأحيان تصاحب الكآبة مشاكل صحة عقلية أخرى.
الأنواع الشائعة والمتوفرة من العلاج:
• علاج ساكودايناميك " Psychodynamic ":
يساعدك على تفهم نفسك بشكل أفضل. وهو مستند إلى فكرة تأثير المشاعر والتجارب الماضية على الحاضر. يتضمن هذا العلاج كشف هذه المشاعر ويتعلم كيف يتعامل معها. وقد يتضمن ذلك العودة إلى تجارب الطفولة التي سببت لك الاضطرابات والتوتر وأدت إلى إصابتك بانخفاض احترام الذات. كما تساعدك على فحص طريقة التفاعل مع الآخرين، وفهم حاجاتهم، ويعلم المهارات السلوكية والحوارية. ولكن هذه الطريقة قد تستغرق الكثير من الوقت.
• العلاج الشخصي:
يساعدك على فهم المواضيع الشخصية الخفية في حياتك. ومن المواضيع الشائعة التحدث عن النزاعات بينك وبين الآخرين في حياتك، حزن قديم لوفاة احد الأشخاص، الانتقال من مرحلة إلى أخرى، مثل تغير العمل.
• العلاج الإدراكي:
يساعدك على تحديد وتغير أنماط التفكير السلبية، مثل قول " أَنا غبي جداً، "أو" أنا لا أَستطيع عمل شيء بالطريقة الصحيحة."
• العلاج السلوكي:
يفحص سلوكك، ويستبدل التفكير السلبي بأفكار إيجابية. على سبيل المثال، تعلم العد حتى 10 عندما تكون غاضبا.
• العلاج الإدراكي السلوكي:
مجموعة من النظريات الإدراكية والسلوكية وهي واسعة الاستعمال.
يمكنك أن تتحدث مع موظف خدمات اجتماعية, مستشار , عالم نفساني , طبيب نفساني أو ممرضة نفسية. بالاعتماد على أهدافك للعلاج، وشدة حالتك. والطبيب المختص أو المسئول المباشر عنك هو الشخص المخول الوحيد الذي يستطيع وصف الدواء لك.



ابدأ مع الطبيب العام، وأساله عن تشخيص للحالة، ثم اطلب نصيحته. لا تحاول أن تخفي أعراضك، وحتى تنجح يجب أن تبدأ بالتحدث عن مشكلتك أكثر.