عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 32
التوازن بين الانتاج والقدرة على الانتاج
كانت هناك قصة خرافية في القديم،تروي قصة مزارع فقير اكتشف ذات يوم بيضة ذهبية أسفل أوزته، في بداية الأمر ظن صاحبنا المزارع أنه يحلم، فكيف تبيض الأوزة بيضة ذهبية، ولكن ما لبث أن أمسك بالبيضة فرأى ملمسها مختلفًا، وبريقها يخطف الأبصار، ولم يصدق نفسه من فرط سعادته بتلك الثروة الهائلة التي يجنيها.
وفي اليوم التالي، ذهب المزارع كعادته إلى حظيرة الأوز، ليرى بيضة ذهبية أخرى، فطار عقله من هول المفاجأة، وظل على هذه الحال أيامًا عدة، إلى أن أغرته نفسه يومًا بذبح الأوزة؛ ليخرج كل ما في بطنها من البيض الذهبي، بدلاً من انتظار البيض كل يوم وتحمل عناء الانتظار، فقرر بالفعل ذبح الأوزة، ولكن المفاجأة كانت مدوية، فلم يجد في بطنها ولو بيضة ذهبية واحدة، فقد قضى المزارع على مصدر إنتاجه من البيض الذهبي.
وقبل أن تأسف على غباء ذلك المزارع أحب أن أعرف لك الفاعلية كما عرفها ستيفن كوفي حين قال أن الفاعلية هي: (التوازن بين الإنتاج والقدرة على الإنتاج)، ففي المثال السابق، كانت الأيام الأولى فعالة بالنسبة للمزارع وأوزته "الذهبية"، حيث كان محافظًا على مصدر إنتاجه وهي الأوزة، وموازنًا بين ذلك وبين الإنتاج ذاته وهو البيض الذهبي، بينما اختل ميزان الفاعلية لما ذبح الأوزة، ليقضي على مصدر الإنتاج، ومن ثم على الإنتاج نفسه.
فالبعض قد ينظر للفاعلية من منظور البيضة الذهبية، كلما زاد إنتاجك زادت فعاليتك، غير أن الحقيقة أن الفاعلية تتكون من شقين رئيسين: الإنتاج أو الشيء المنتج (البيضة)، ومصدر الإنتاج أو القدرة على الإنتاج (الأوزة).
إذًا هو ميزان، كفته اليمنى هي الإنتاج، وكفته اليسرى هي القدرة على الإنتاج، فإن رجحت كفة الإنتاج وركزت على الإنتاج، فانتظر تدهورًا في صحتك، وتعبًا في أعصابك، ومعاناة من ضغوط شديدة في حياتك، وبعدًا عن أسرتك، وضياعًا لأبنائك، وسلسلة طويلة من الفشل والإحباطات المتكررة.
وعلى العكس إن رجحت كفة القدرة على الإنتاج، وركزت عليها فمثلك كشخص أدرك أهمية الرياضة فراح يمارسها لمدة عشر ساعات يوميًّا وأهمل العمل والإنتاج.
يقول ستيفن كوفي: (إن الفاعلية تكمن في التوازن، والإفراط في التركيز على الإنتاج يسفر عن تدهور الصحة وتهالك الآلات، واستنزاف الحسابات المصرفية وتقطع أواصر العلاقات، كذلك فإن الإفراط الحاد في التعامل مع القدرة على الإنتاج يماثل شخصًا يركض لمدة ثلاث أو أربع ساعات يوميًّا مزهوًّا بالسنوات العشر الإضافية التي سيضيفها إلى عمره غير مدرك بأنه يضيعها في الركض)
المفضلات