أفضل طريقة للتنبؤ بالمستقبل هو اختراعه...
الحياة بحر ممتد الأطراف ، وحياتنا سفنٌ ..
وكلٌ فوق سفينته ربان .. وكي تصل السفينة ـ أي سفينة ـ إلى وجهتها ينبغي أن يكون لدى ربانها خريطة وبوصلة وبطبيعة الحال يجب أن يكون هناك هدف محدد سلفا يجب الوصول إليه .
وبحسب وضوح أهداف كل سفينة ، واستعدادها التقني يكون نجاحها أو تخبطها في الوصول إلى هدفها ،
والدفة التي تم توجيهها في الاتجاه السليم ، والشراع الذي ارتفع طالبا مؤنة الرياح هما سبيل كل ربان إلى وجهته .
أخي .. ترى هل حددت أهدافك ووجهت شراعك إلى الوجهة الصحيحة أم تركت سفينتك لعواصف الأيام تختار لها الوجهة التي تريد ..؟!
هذا هو السؤال ... !
حياتك هي السفينة .. وأهدافك هي الوجهة .. وخططك هي الدفة و الشراع .
و لا يوجد رياح مواتية لسفينة بلا وجهة...
فلا سبيل أمام تميزك ورقيك سوى بوضع أهداف لحياتك وخطط تبلغ بها هذه الأهداف .
أهمية رسم الأهداف:
في عام 1953 أجرى الباحثون في جامعة Yale الأميركية استطلاعاً وجدوا من خلاله أنهفقط 3% من الخريجين لديهم مجموعه من الأهداف المحددة بوضوح ،
والباقي لا يملك أهدافا أو لديه أهدف ضبابية غير واضحة المعالم ، وبعد عشرين عاما، أي فيعام 1973 عاد هؤلاء الباحثون وزاروا أفراد فصل عام 1953
ووجدوا أن نسبة الـ 3% منالخريجين الذين كانت لديهم أهدافاً محددةً ومكتوبة قد حققوا إنجازاً وثروة قيمتهاتعادل منجزات نسبة الـ 97% الآخرين مجتمعه ! .
ولقد أعاد الباحثون هذا الأمر إلى التخطيط الجيد والأهداف الواضحة المرسومة بعناية ودقة .
يقول الدكتور عبدالكريم بكار ـ حفظه الله ـ :
إن رسم الأهداف نوع من مدِّ النظر في جوف المستقبل ، وإن الله جل وعلا يحثنا على أن نتفكر في الآتي ، ونعمل له : { يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } [الحشر : 18]
إن المسلم الحق لا يكون إلا مستقبلياً ، ولكننا بحاجة إلى أن نعمم روح الالتزام نحو الآخرة على مسلكنا العام تجاه كل ما يعنينا من شؤون وأحوال([1])
([1])د. عبدالكريم بكار مقال بعنوان ( من أجل إنتاجية أفضل أهمية رسم الأهداف ) نشر في شبكة صيد الفوائد .
إنك عندما يكون لديك هدف واضح محدد فهذا ينقلك من دائرة الأماني إلى دائرة المبادرة ، ومن حزب المفعول به إلى حزب الفاعلين الايجابيين .
إن أحد الايجابيات لرسم الأهداف تتأتى من أنه بمجرد أن تلتزم بهدف فإن تفكيرك وذهنك وطاقاتك تُشحذ من أجل السعي وراء هذا الهدف ، وسيتملك ذهنك نوع من الصفاء والوضوح نحو ما تريد تحقيقه .
إننا نعيش أخي في بحر من المعلومات ، والذهن لا يتوقف إلا أمام ما يريده فقط ويدع اما عدا ذلك يمر دون التوقف عنده ، تماما كالسمكة التي لا تغرق !.
هل سأل نفسك يومالما لا تغرق السمكة !؟
ببساطة لأن لديها نظام مراقبة يسمح لها فقط بأخذ ما تحتاجه من ماء ، وترك ما لا تحتاجه .
تماما كحالتك عندما تودين شراء حقيبة معينة مثلا ، فإن ذهنك يبدأ بالالتفات إلى ذلك النوع الذي تودين شراءه ،
فبمجرد أن ترى هذه الحقيبة تتدلى من يد رجل في الشارع سيتجه إليها طرفك لا إراديا .
هل كنت تسير ذات مرة في الشارع وأخذك التفكير فغصت فيه .. وفجأة وجدت نفسك أمام منزلك ؟ .
فمن الذي أرشدك وقتها وقد كان تركيزك بعيدا عن هدفك؟؟ ، إنه اللاواعي الذي يُبرمج على الهدف ويسير عليه .
فالهدف بمجرد تحديده وإلقاء الضوء عليه سيجعلك تركزين على الافكار والآراء والفرص التي تساعدك على تحقيقه .
المفضلات