قال شكسبير ... حينما توجد الارادة تتفتح الابواب وتنشق الطرق
وقال ايضا ... ذوى الارادة لا يعرفون المستحيل

فما هى الارادة اذا؟

الارادة هى المتحكمة فى كفة الميزان بين النفس والضمير .. والضمير ها هنا يلعب دور الخير امام النفس المتوثبة وراء شهواتها وملذاتها بجموح شديد

ودائما ما تلعب النفس على قتل هذا الضمير حتى لا تسمع صوته عندما يلومها على فعل الاخطاء .. ويالا ضياع هذا المسكين فى عصر توحشت فيه النفوس وتكالبت على الشهوات بلا رادع من اصحابها او محاولة السيطرة على اندفاعها الشديد
والآن حان وقت الجلوس مع النفس وشد اللجام

اخلع نفسك من داخلك .... واجلسها امامك .. ولا تتعجب حينما تجدها تتركك وتمضى محاولة جذبك الى مشاهدة التلفاز ... او الذهاب للهو مع احد الاصدقاء او ما شابه ذلك ..... فتلك هى حيلتها للهروب من المواجهة .. فهى لا تريد الجلوس معك

اجذبها بقوة بل واخبرها انك تفهمها جيدا وانك لن تستمع اليها الآن بل انت من سيتحدث فى تلك الجلسة ويأمر وينهى ... هل تستطيع ان تفعل ذلك؟

ان استطعت .. فقد قطعت شوطا صعبا جدا للوصول الى أغوار نفسك والتخلص من عيوبك وطباعك السيئة الى الأبد وبلا رجعة ... فهنيئا لك

أحضر ثلاث ورقات ... الاولى ... اكتب فيها عيوبك بمنتهى الصدق ... ولا تخف فلن يراها أحد غيرك .. ولكن ما أؤكده لك انك ستفخر بها بعد تغيير نفسك بل وتتمنى ان تنشرها فى الجرائد اليومية او على صفحات النت ليراها الجميع ويروا كم انك قد نجحت فى تغيير نفسك ... وانك استطعت ان تثبت انه ليس هناك طبع يغلب تطبع بل هناك من يملك ارادة ومن لا يملك حتى السيطرة على لسانه

الثانية ... اكتب فيها مميزاتك ... واحذر الغرور فهو اول طريق الفشل وهو السلاح الذهبى للنفس فلا تخدعك به لكى تحقق ما تريده منك دون ان تشعر .. وتظن انك على الطريق الصحيح ...
ولا مانع ان تسأل من تثق فيهم عن رأيهم الدقيق فى شخصيتك من عيوب ومميزات بعد هذه الجلسة ...فالعيوب والمميزات مسالة نسبية .. فربما ما تراه ميزة يراه غيرك عيبا والعكس .... ولكن اكتب الآن ماتراه فى نفسك ... واغلظ عليها بالسؤال وكن شديدا معها

اما الورقة الثالثة ... فاكتب فيها ما تحب ان تكون من صفات وطباع

يبقى لك شىء عندى .... الا وهو انك لن تستطيع ان تتخلص من عيوبك الا اذا استبدلتها بميزة مقابلة

خذ هذا المثال ... من احد عيوبك الكسل ... فاكتب فى الورقة الثالثة النشاط ... وان انتهيت من مرادفات العيوب فى الورقة الثالثة اكتب ما تريد ان تكون بعدها

بعد ذلك يأتى الدور الكبير للارادة فى تحقيق هذا المستحيل ... ولا تحزن فليس هناك مستحيل بل هناك ضعف فى الارادة .. فكن قوى الارادة ولا تتراجع حتى تستطيع ان تكون ما تود ان تكون

احفظ تلك الثلاث ورقات عن ظهر قلب بل وضعهم فى جيبك اينما ذهبت .. ثم احتفظ بهم فى عقلك الباطن وتصرف تلقائيا من خلالهم دون تفكير .... فمثلا ان احسست انك كسلان عن الذهاب الى العمل ... قم بلا ادنى تردد او تفكير الى العمل ولا تفتح حوارا بين عقلك ونفسك لأنها ستجد لك بدل المبرر عشرة لعدم الذهاب فكن فطنا ولا تنخدع

لابد لك من الشدة فى اول الامر حتى تصل الى ما تتمناه ... وحسب قوة رغبتك وارادتك فى التغيير .. تتحدد مدة الحصول على هذا التغيير فلا تيأس بل كن عنيدا مثابرا ولو مرة فى الطريق الصحيح

واعلم ان ارادتك فى تغيير نفسك الى الافضل تكون متوافقة مع ارادة الله ولسوف يعينك على نفسك باذن الله