يرى علماء النفس أنّ التفكير بالمشكلة يمرّ بأربع مراحل حتّى يتمكّن المراهق أو الشاب أو الانسان بشكل عام من حلّ مشكلته :
1 ـ مرحلة الاعتراف بالمشكلة وفهمها ، ذلك أنّ بعض الناس لا يريد أن يعترف أنّ هناك مشكلة ، ولا يحاول أن يتفهّم مشكلته ، وبذلك يصعب عليه علاجها .
2 ـ مرحلة توليد الأفكار والفرضيات، أي أن يضع احتمالات للحلّ.
3 ـ مرحلة اتّخاذ القرار بالفرضية المناسبة ، أي أ نّه يرجّح إحدى الفرضيّات على أ نّها هي الكفيلة بحل مشكلته فيعتمدها .
4 ـ مرحلة اختيار الفرضية وتقويمها ، أي بدء العمل بالفرضية أو الحل المقترح .

***************************************
لكنّ هذه المراحل ـ كما يرى آخرون ـ ليست حتمية ، أي ليس بالضرورة أن نستحضر الخطوات الأربع حتّى نصل إلى حل للمشكلة، فقد يمكن التوصّل إلى الحلّ باتباع بعضها ، وبصفة عامّة فإنّنا نحتاج إلى تحديد المشكلة بالكشف عن أسبابها الرّئيسة والثانويّة ، ودوافعها الكامنة ، وأن نعالج الأسباب لا المظاهر ، وقد نحتاج في ذلك إلى تعاون أصحاب التجربة ممّن نثق بهم ويُخلصون إلينا ، ويبقى دور الشاب أو
الشابّة في المساهمة بحلّ مشكلته الأهم لأ نّه يعلِّمه كيف يواجه المشاكل في الحاضر والمستقبل ، ويمنحه الثقة بنفسه وبقدراته إن هو أفلح في تذليل وتذويب المشكلة ، ذلك أنّ حلّه لها يكسبه القوّة والاستمرار والاستقرار .
تعالوا إذاً نحلّ مشاكلنا بأنفسنا أوّلاً .

***************************************
ولنتّفق على أنّ من يخطئ عليه أن يصحّح خطأه ، وأن من يسبّب في إثارة مشكلة عليه أن يعمل على حلّها أو إخماد نيرانها فـ « ما حكّ جلدك مثل ظفرك » ، غير أنّ هذا لا يعني كقاعدة على طول الخطّ ، فقد نستعين في المواقف الصعبة أو العصيبة بمن هم أكثر خبرة ودراية وأعمق نظراً وفكراً، وليس في ذلك بأس فحتّى الأمم تستعين بأصحاب الاختصاص لحلّ مشاكلها .
فمن بين أشكال التعاون على البرّ والتقوى هي المعاونة على تذليل الصعاب وحلّ المشاكل ، أو إغاثة الملهوف أو المستغيث الذي يحتاج إلى من يسعفه ويمدّ له يد المساعدة لإخراجه من مأزقه .