يتحرك ولا يتوقف ويرد على مكالمات هاتفه في أي وقت إلا إذا كان في صلاة أو اجتماع , يبتسم لكل الناس , ويسخر من الجميع بمزاح , لم أعرف أحدا يحمل حقدا عليه , ربما لدي كثير من الملاحظات على أخطاء يرتكبها ويتجاوز بها حدود الحياة ولكني لا أمقته أتعلمون لماذا ؟
لأنني أرى فيه طبيعية الحياة , يعيش حياته كما هي ولا يتكلف مالا يطيق , ولا يفكّر فيما لا يملك , وقد كان بعض السابقين يأكل اللحم والفاكهة في يوم وقد عرفه الناس بزهده وعبادته فقالوا له وهل تأكل اللحم والفاكهة ؟ فقال لهم وما العيب في هذا ؟ إننا إذا وجدنا أكلنا كما يأكل الرجال وإن لم نجد صبرنا صبر الرجال , وكانت جدتي أينما وضعت جنبها نامت حتى لو كانت عند الجيران , وزرت أحدهم في يوم وتغديت عنده وكان الغداء بدون تكلف وعناء , فلما فرغنا رمى لي وسادة وقال خذ قيلولة , استحييت منه كثيرا لكني عندما وجدته ينام بلا غطاء ولا فراش , عرفت معنى الطبيعة في الحياة فنمت كما نام واستيقظت كما استيقظ فلم أجد نقصا في جسدي أو ضعفا في قلبي , بل وجدت لذة الطبيعة تسري مع الدم إلى قلبي , إن سببا من أسباب القلق أن تنظر إلى الحياة بتدقيق المحققين وشكّ الشّاكّين , فتحاسب هذا وتحقد على هذا وتغضب من ذاك , إن قدّم لك أحدهم شيئا رديئا وأنت تعلم أنه لا يملك سواه فلا تردّه فيشعر أنك تترفع عليه , أو تتكبر على طبيعة رزقه الله إياها , خذ الأمور ببساطة واجعل الحياة سهلة ولطيفة .