عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
قانون المغناطيسية الذهنية
قانون المغناطيسية الذهنية يقرّ أنك سوف تجتذب إلى نفسك ما تفكّر فيه الأكثر باستمرار. و علينا هنا أن نذكّر بشيء كنا قد قلناه سابقا: ما من شخص هو ما يظنّ أنه يكون، و لكن ما هو يظنّ، يكون!
قانون المغناطيسية الذهنية هو مماثل لقانون المغناطيسية في الطبيعة. دعني أعطيك مثالا. إذا أخذت مغناطيسا من الحديد، فسوف يجتذب أي مادّة حديدية إليه. و لكنه سيجذب فقط الحديد و يطرح كل المواد الأخرى. النظير يجذب نظيره. لماذا المغناطيس هو مغناطيس؟ ببساطة لأن كل الجزيئات هي موّجهة في نفس الاتجاه. قوتها الجاذبة هي مندمجة مع بعضها. أما الجزيئات الحديدية العادية فهي بصدد الدفع و الجذب ضد بعضها البعض. الضمني في هذه الظاهرة هو قيمة وحدة الغرض.
مهما كان ما تمنحه فكرتك المسيطرة، سواء كان المرض أم الصحة، النجاح أم الفشل، الوفرة أم النقص، المحبّة أم الكره، فإن موضوع انتباهك سوف يُجذب إليك. خلاياك الدماغية تبعث بموجات أفكار مغناطيسية يمكن أن تسافر إلى اللانهاية. كل خليّة هي خليّة رغبة و هي تتحد مع الأخريات لجذب حاصل مجموع رغباتك، سواء كانت سلبية أو إيجابية.
الشيء المهم هو أن تعرف بالضبط ما الذي تريده. إذا لم تكن تعرف، فستجذب فقط الارتباك. قد تقول: “أنا لا أريد المرض، و مع ذلك فإني مريض.” و لكن ما الذي تفكّر فيه الأكثر باستمرار؟ ما الذي أنت بصدد منحه انتباهك المسيطر؟ المرض! تذكّر: مهما كان ما تركّز عليه، فأنت تخلق المزيد منه!
الناس الذين ليسوا واضحين بشأن ما يريدونه حقا يجذبون بثبات الأشياء التي تبدو متضاربة مع أمنياتهم. كل شخص، على السطح، يتمنّى أشياء مثل النجاح، الصداقة، المحبّة، السعادة، السلامة و الأمن، و لكن لأنهم يركّزون على ما لا يريدونه، فإنهم لا يجذبون الأشياء التي يريدونها. واحد من عشرة آلاف شخص ربما يفهم هذه الحقيقة المدهشة.
لو أنك تسأل الناس أن يعدّدوا رغباتهم الأكثر أهميّة، فإنك ستلحظ شيئا متماثلا بشكل ملفت حول قوائمهم. كل المسمّيات لديها شيء واحد مشترك: جميعها إيجابية. هذا لأننا نعترف فقط، لأنفسنا و للآخرين، بتلك الأشياء ذات الطبيعة الإيجابية. لا أحد مطلقا قال إنه يريد أن يفشل، أن يكون مريضا، فقيرا، تعيسا أو غير آمن. كل واحد يدّعي العكس بالضبط. و لكن هنا حقيقة مدهشة: مثل المغناطيس بقطبيه المتضادين الجاذب و النابذ، لكل رغبة إيجابية لدينا رغبة سلبية لن نعترف بها و التي، غالبا، لسنا حتى مدركين بأنها توجد. و بالتالي فإنه من الواجب أن نعرف بالضبط ما نبتغيه لأن قانون المغناطيسية الذهنية يجذب دائما رغباتنا الحقيقية. إنه لا يجذب أمانينا، نزواتنا أو أهواءنا العابرة.
أكثر الناس يقولون بأنهم يريدون النجاح، و لكن الحقيقة هي أنهم لا يريدونه في الواقع على الإطلاق. هم لا يريدون القيام بالأشياء التي ستجلب لهم النجاح. مثلا، فإن الناس ليسوا ناجحين لأنهم يمتلكون المال. و لكنهم يمتلكون المال لأنهم ناجحون. أكثرنا يريد نتائج النجاح، و لكن ليس المسؤولية التي تسير بالموازاة معه.
مع كل المعرفة، التعليم و التدريب المتوفّر الآن فإن الفشل أصعب من النجاح. و لكن النجاح يروّع أكثر الناس و لذلك فهم يفشلون لأنهم، بشكل لا واع، خائفون من النجاح.
هناك أولئك الذين يقولون إنهم يريدون الصداقة أو المحبة و مع ذلك فإن الانتقاد، الكره، الغيرة، الحسد و النقمة تسيطر على انتباههم. هنالك أولئك الذين يقولون إنهم يريدون الشعبية و التقدير و لكن، يجعلون رغبتهم في العزلة جليّة. هنالك أولئك الذين يقولون إنهم يريدون السعادة، و مع ذلك يمضون و هم مكتئبون، غاضبون، منبوذون، ممتعضون و مشفقون على أنفسهم. و القائمة تمضي قُدما. الحقيقة البسيطة هي أنك سوف تمنح انتباهك المسيطر لما تريده حقا، و ما ستمنحه انتباهك المسيطر سيكون لك من خلال قانون المغناطيسية الذهنية.
قانون المغناطيسية الذهنية ينطبق أيضا على إشعاع أفكارك. لو أنك تلقي بحصاة في بركة، فإنك ستبصر التموّجات منتشرة في دوائر. هذه الدوائر تبلغ الشاطئ في النهاية. إذا كنت ستأخذ حجرين مختلفي الحجم و الميزان و تقذف بهما معا في نفس الوقت متباعدين بأمتار قليلة، فإن تموّجاتهما ستتقارب في النهاية. في الصراع الناتج للسيادة، فإن التموّجات الأوسع من الحجر الأوسع ستتغلّب على التموّجات الأصغر من الحجر الأصغر. كذلك هو شأن أفكارك. كلّما اتسعت الفكرة أكثر، كلّما كبر التفكير أكثر، كلّما تغلّبت بسهولة أكثر على الأفكار الأصغر. الأفكار الإيجابية تثبّت موجات أكبر، أكثر طاقة، و لديها اهتزازات أقوى. الاهتزازات الأكثر قوة هي التي تبلغ هدفها لأنه، مثل الحجر الكبير في الماء، فإنها تخلق موجات أعلى و أقوى.
العلم يستطيع الآن قياس موجات فكرة. في الاختبارات، فإن الأشخاص هم قادرون على التفكير حول موضوع محدّد و تصوّر موجة الفكرة إلى أن تُلتقط و تُقاس بواسطة جهاز تصويري. لو أن الشخص، على سبيل المثال، قد ركّز على موضوع مثل الاكتئاب، فإن الجهاز سينتج تموّجات مثالية للاكتئاب.
تجارب أخرى ناجحة تتضمّن أخذ صور من ماء شراب عادي بينما كان قد صُلّى له و قُدّس. الصور التمهيدية للماء تُظهر اهتزازات جدّ خافتة، و لكن بتقديس نفس ذلك الماء، فإنه قد سَجّل تزايدا إشعاعيا هاما مشيرا أن قوّة فكرة إيجابية يمكن أن تُـنقل إلى شيء.
في كل مرّة تبعث فكرة سلبية، تماما مثل إغلاق زرّ النور الكهربائي، أنت تخفّض أوتوماتيكيا المغناطيسية في جسدك و ذهنك. أفكار المرض، الفقر، الكره، الامتعاض، النقص و القصور تفصلك عن قوّتك الخلّاقة للجذب. كلّما حدث هذا أكثر، كلّما تنحدر بمصدر قوّتك الذهنية إلى أن، مثل بطّارية مستنزفة في سيّارة، تموت في النهاية. من حسن الحظ، فإنك تستطيع إعادة شحن بطاريتك و تصبح فردا مغناطيسيا أكثر باستعمال الأفكار و الكلمات الإيجابية. تذكّر: الطاقة الإيجابية تخلق، و الطاقة السلبية تحطّم.
المفضلات