والأبخرة
تتوفر العديد من المواد الكيميائية في المجالات الصناعية المختلفة على هيئة غازات أو تنتج من بعض العمليات الكيميائية الأخرى أبخرة.

وقد تتسبب هذه الغازات والأبخرة عند استنشاقها إلى إصابات خطيرة تؤدي إلى أضرار بالصحة، ويتوقف نسبة الضرر على صحة الإنسان من خلال نسبة تركيز هذه المواد وفترة تأثيرها .. ويمكن تقسيم الغازات والأبخرة إلى الآتي -



1. الغازات الخانقة

عند تواجد الغازات الخانقة بنسبة تركيز عالية، واختلاطها بجو العمل، فإنه قد ينعدم وجود الأوكسجين في الهواء اللازم للتنفس، وتسوء الصحة عند نقص الأوكسجين عن 16 إلى 21%، بينما تزاد الصحة سوء إذا انخفضت عن هذا الحد، وإذا بلغت هذه النسبة إلى 6% أو أقل، فإن التنفس يتوقف وتحدث الوفاة.

ومن المعروف أن غاز ثاني أكسيد الكربون هو غاز خانق، يتسبب في وقوع الحوادث القاتلة .. لذلك يجب اتخاذ كافة الإجراءات لعدم تسربه.



2. الغازات الكاوية المهيجة

تتسبب هذه الغازات عند استنشاقها في تهيج الأغشية المخاطية في قناة التنفس، وتهيج الأغشية المخاطية للعين فتسيل الدموع، وتؤدي إلى الوفاة عند وصولها إلى الرئتين. ومن أمثلة الغازات الكاوية المهيجة (الأومونيا، الكلول، الغازات الحمضية، وغازات النتروجين).



3. غازات وأبخرة تعمل بمثابة سموم

التي تنتقل في الدورة الدموية عند استنشاقها ومن أمثلتها، كبريتيد الهيدروجين – أول أكسيد الكربون – بخار الزئبق – حمض الهيدروسيانيك.



4. غازات وأبخرة مخدرة

هي تؤدي عند استنشاقها إلى إغماء جزئي أو كلي، وهي بمثابة سموم ومن أمثلتها (رابع كلوريد الكربون، ثالث كلوريد الايثلين، ترايكلوريثيلين، البنزين.

وقد وضعت دول عديدة مواصفات محددة في مجال الصحة الصناعية تحدد النسبة المسموح باستنشاقها في خلال ثماني ساعات عمل، دون حدوث ضرر بالصحة.

وفي مجال الصحة الصناعية تعرف هذه النسب باسم قيم التركيز القصوى المسموح بها، ولمنع الاستنشاق الخطر للمواد الكيميائية، ينبغي اتباع إجراءات فنية مدروسة ومن أمثلتها الآتي -

(أ*) العمليات التكنولوجية التي تتولد في أثنائها غازات وأبخرة، يجب إجراؤها في معدات أو أوعية مغلقة بإحكام، تحت ضغوط منخفضة، كما يجب شفط الغازات والأبخرة من هذه المعدات بصفة مستمرة حتى لا تتسرب إلى أماكن العمل.

(ب*) يجب تركيب وسائل لسحب الغازات وطردها والتخلص منها بصفة مستمرة، وإحلال الهواء النقي بدلاً منها.

وقد لا تسمح الظروف باتباع الإجراءات الفنية السابقة، وعندئذ يجب استخدام أجهزة التنفس الاصطناعي لمنع استنشاق الغازات والأبخرة الخطرة.

وفيما يلي عرض لأكثر أنواع أجهزة التنفس الصناعي انتشاراً -



أقنعة بمرشحات
تستخدم الأقنعة ذات المرشحات عندما يكون نسبة الأوكسجين في الجو بنسبة 17% من حجمه، ويراعي استبدال عنصر الترشيح فوراً عند ظهور علامات تدل على استهلاكه، كما ينبغي الالتزام بتعليمات الجهة المنتجة.




أقنعة ذات مرشحات

(أ) قناع نصفي بمرشح. (ب) قناع وجه كامل بمرشح.


أجهزة تنفس الهواء

(أ*) توجد أجهزة لتنفس الهواء النقي، على شكل قناع مزود بخرطوم يمد المستخدم له بالهواء الجديد النقي بصفة مستمرة.

تتميز هذه الأجهزة بطول خرطوم سحب الهواء النقي الذي يصل إلى 15 متر.

تستخدم هذه الأجهزة بالأماكن المغلقة، والمحتوية على أبخرة أو غازات سامة.

(ب*) أجهزة تنفس على شكل ناقوس ، حيث يدفع الهواء النقي الجديد إلى المستخدم له بصفة مستمرة، عن طريق خرطوم طويل، كما يساعد على طرد هواء الزفير من أسفل القناع.

يتميز هذا الجهاز بإتاحة الرؤية لمستخدمه في جميع الاتجاهات.



جهاز تنفس هواء ناقوسي الشكل


أجهزة تنفس الهواء المضغوط
هي عبارة عن اسطوانات صغيرة الحجم، تحمل على ظهر مستخدميها، صممت هذه الأجهزة لاستخدامها لفترات طويلة بالأماكن المتسعة، أو أثناء التنقل بالمواقع التي لا يوجد بها أكسجين، أو عند تسرب أو انتشار الغازات الخانقة أو السامة في جو العمل.

شكل يوضح جهاز تنفس اصطناعي ذو اكتفاء ذاتي المضغوط بالأكسجين.



جهاز تنفس هواء مضغوط


الشروط الواجب توافرها في أجهزة تنفس الهواء


يجب أن تتوفر العناية الكاملة بأقنعة أو أجهزة تنفس الهواء، ويراعى الآتي-

1. الالتزام بالتعليمات الصادرة من الجهة المصنعة عند إجراء عمليات الصيانة.

2. تلقين مستخدمي هذه الأجهزة إرشادات تشغيلها، وتدريبهم عملياً على ذلك.

3. يجب أن تكون أقنعة الوجه محكمة كالآتي-

(أ*) اختيار المقاس الصحيح المناسب.

(ب*) ضبط أحزمة الرباط، مع شدها على الرأس بالشكل الصحيح.

(ت*) عدم تسرب الهواء الخارجي الملوث أو المحتوي على شوائب إلى داخل القناع.