اصابات العمل واسبابها

إن القدرة على اكتشاف الاسباب الرئيسية للحوادث واصابات العمل، تعد مهارة يمكن تطويرها باكتساب المعرفة بهذه الاسباب، وبكيفية مقاومتها ودرء خطرها.
ويمكن تقسيم هذه الاسباب الى اسباب تتعلق بالفرد العامل نفسه، والى اسباب تتعلق ببيئة العمل، ويمكن اجمال اهمها كما يلي:-

1- العمر:
ان الوفيات الناجمة عن الاصابات، تسجل معدلات أعلى في فئة المتقدمين سناً، ولكن مقابل ذلك وجدت الدراسات نفسها ان الفئة الشابة حديثة السن هي ايضاً اكثر عرضة من الفئات الاخرى للاصابات وحوادث العمل، وذلك نتيجة لقلة خبراتهم وممارستهم العملية وتكوينهم العقلي والجسدي اضافة الى عدم تلاؤمهم بعملهم الجديد.
ويمكن التقليل من أثر هذا المسبب، من خلال التدريب ورفع الكفاءات المهنية والاساسية للعامل والى الاشراف الفاعل من الادارة ولجان السلامة بما يؤدي الى إثراء معرفته بالعمل ومخاطره.

2- التدريب المهني:

لقد وجدت الدراسات، ان التدريب الذي يحقق الغايات المرغوبة منه في زيادة الانتاجية وتقليل الحاجة الى الاشراف داخل موقع العمل، والذي يرفع الروح المعنوية للافراد، سهم اسهماً فاعلاً في تخفيض حوادث واصابات العمل، نظراً لان جزء ليس بالقليل من اصابات العمل ترجع الى انخفاض معرفة العامل بأسلوب التشغيل السليم لاداء عمله، ولعدم تفهمه لظروف عمله.
ويمكن الحد من هذه الاصابات وظروفها عن طريق التدريب النوعي الذي يؤدي الى زيادة معرفة ومهارة العامل بالطرق المثلى لاداء عمله والتعامل الافضل مع بيئته، والتأكيد على استمرارية عقد مثل هذه الدورات بشكل مستمر وعلى فترات متقاربة من مدة عمل الفرد.

3- الاجهاد:
وهي الحالة التي تسبب انخفاضاً ملحوظاً في نشاط الفرد ونتيجة لمجهود عضلي عنيف، بسبب كميات العمل المكثفة وفترة الراحة القليلة الموفرة للعامل. ويعتقد الباحثون في مجال العلاقات الانسانية، ان الاجهاد وحده يمثل أحد أهم الاسباب المؤدية للحوادث واصابات العمل وخصوصاً الحوادث الصناعية منها.
وللحد من إجهاد العامل، ينصح بتوفير فترة الراحة المناسبة لطبيعة العمل، والالتزام بفترة العمل القانونية، وتوفير العمل الذي يتناسب وصفات العامل الجسدية وقدرة تحمله.

4- الضغط النفسي:
وهو الحالة المؤدية لإجهاد احاسيس العامل وتفكيره ولحالته النفسية والجسدية، وتنقسم اسبابه الى نوعين هما:-

- أسباب ناتجة عن العمل:
مثل كمية العمل الزائدة عن حدها الطبيعي المناسب لقدرة العامل،والفترات الزمنية الموضوعة لانجاز العمل ضمنها، التي تضع العامل تحت ضغط الانجاز السريع الزائد عن قدرة احتماله، وغموض مهمات العمل، الذي يؤدي الى فشل الافراد في تحقيق توقعات صاحب العمل بشأن قدراتهم، اضافة الى الصراعات التنظيمية بمختلف اشكالها مستوياتها.

- أسباب ناتجة عن خارج العمل:
وهي تلك التي تتعلق بالحياة الشخصية للعامل، كالعلاقات الاسرية الضعيفة المليئة بالمشاكل، وعدم القدرة على مواجهة متطلبات الحياة والاعباء المالية، وغيرها.

5- الإهمال:
يعد إهمال العامل في أداء عمله، من المسببات المؤدية للحوادث، وذلك كنتيجة لفقد الانتباه بما يتم عمله من قبل العامل، وبالتالي زيادة احتمال تعرضه للاصابة.
وقد أجريت العديد من الدراسات في موضوع قياس مدى انتباه العامل وعدم اهماله في عمله، اهمها الدراسة التي أوجدت ما يسمى بأسلوب تشخيص الانتباه" "Attention Diagnostic Method" والذي بُني على ان الشخص المهمل ضعيف الانتباه، يكون معرضاً للحوادث اكثر من غيره، وبالتالي نجد ان الاهمال احد مسببات اصابات العمل، ولكنه من الصعب تحديده لدى العاملين وذلك لحاجته الى رقابة مستمرة للفرد العامل اثناء ادائه لعمله، وربما أدت هذه الرقابة الصارمة الى شعور العامل بالرهبة والتوتر والانزعاج.