أساليب التفكير واستخدام الطاقة

مع اقتراب وقتنا معًا على الانتهاء، أخبرتهم بأنه مازال لدى تمرين آخر لتجربته – ولكن الآن كنت أرغب في أن أتأكد أنهم جميعًا نالوا ما كانوا يرغبونه من البرنامج. ذهبت إلى اللوحة الكتابية، وعدت إلى الصفحة الأولى والتي كنت دونت بها ما يلي:
1 كيف أقول"لا" للآخرين
2 إدارة وقتي بشكل أفضل
3 تقوية علاقتي
4 نيل إعجاب الآخرين
5 السيطرة على غضبى بشكل أفضل
6 التقدم في حياتي المهنية
7 التعامل مع التوتر
8 تجنب ارتكاب نفس الأخطاء مرارًا وتكرارًا
9 الاستماع!
سألت: حسنًا، من الذي أملاني بند "كيف أقول لا للآخرين؟". رفعت"جيني" يدها وقالت: "أنا من قلت ذلك". سألتها: "هل تشعرين بأن مقدورك أن تقولي "لا" بشكل أفضل للآخرين الآن؟".
"نعم. أعتقد أنه بطريقة ما منذ جلستنا الثنائية معًا يراودني شعور أفضل حيال نفسي وأيضًا – لأن لدى الآن أهدافًا – أشعر بأن قدرتي على التركيز زادت. فإن طلب من أحدهم القيام بشيء ما سيصرف نظري عن الكرة – كرتي - أشعر بأنني أملك الآن الحق في أن أقوله له "لا". ولا يعنى ذلك أنني ازددت عندًا. فكل ما في الأمر أن أصبح لي هدف أركز عليه. وعن طريق بناء الألفة مع الشخص الآخر كذلك، سيضحى فئ وسعى أن أقول "لا" بطريقة لا تجعله يشعر بأنني لا أهتم بطلبه. وبالنظر إلى البند الثاني بالقائمة أيضًا، يمكنني أن أرى أن ما قلته سيساعدني على إدارة وفتى بشكل أفضل كذلك!".
أومأت مشجعة إياها، وأضفت قائلة: "من الغريب أننا حينما نستعرض القائمة نجد أن كل البنود وكأنها تنطبق علينا. لذا، سأقرأ البنود وإن شعرتم بأنني لم أغلط نقطة بعينها لدرجة تحوز رضاكم صيحوا معلنين ذلك!".أخذت أقرأ بنود القائمة سريعًا: "هل تشعرون جميعًا بأنكم تعرفون الآن كيف تقولون "لا" وتديرون وقتكم بشكل أفضل؟". بعد أن رأيت الجميع يومئون وضعت علامة صح أمام البندين 1 و2.
"بعد كل ما تعلمناه عن أساليب "التفكير" – بل وحتى تمرين الطاقة الذي أجريناه لتونا - هل تشعرون بأنكم تعرفون كيف تعززون علاقاتكم؟". بعد أن رأيت إيماءاتهم وضعت علامة صح أمام النقطة 3." جيد، في هذه الحالة، لابد وأنكم تعرفون كيف تنالون استحسان الآخرين أكثر!". ضحك الجميع فوضعت علامة صح أمام البند 4.
" بالأمس، تحدثنا عن قوة مشاعرنا - وخاصة الأثر المضر الذي يمكن لمشاعرنا السلبية أن تحدثه بنا. هل تشعرون جميعًا بالثقة أثناء استخدام نموذج الكمثرى؟".قطب "بيت" حاجبيه وقال: "نموذج الكمثرى؟".كنا قد خضنا الكثير ومن الواضح أن "بيت" نسى اسم التمرين الذي يحررنا من مشاعر الغضب والجرح والحزن، فقلت له: "هل تتذكر كيف يمكنك إجراء حوار مع شخص سبق وسبب لك الجرح، في مخيلتك...". في هذا الوقت، أومأ "بيت" فوضعت علامة صح أما البند رقم 5.
"التقدم في حياتي المهنية – ألا تعتقدون أنه بفهمي لماذا أنتهج سلوكيات بعينها، يمكنني أن أفهم كذلك لماذا ينتهج الآخرون ما ينتهجون من سلوكيات؟ أذا أردت أن تحرز تقدمًا في حياتك المهنية، كل ما عليك فعله هو استخدام الأدوات التي تعلمتها الآن لإحراز تقدم في علاقاتك والارتقاء بها أيضًا! عندما استعرضنا كيف يقوم الآخرون بمعالجة أفكارهم، رأينا كيف يمكن للنزاعات أن تنشب – ولكن الآن بعد أن أصبحتم مسلحين بهذه المعرفة يمكنكم إيقاف المشكلات قبل أن تبدأ. فبمعرفتكم الخلفية التي أتى منها الآخرون، ستعرفون كيف تتعاملون معهم بشكل أفضل. وإن تمهلتم لتعرفوا ما هي أهداف مديركم وتطلعاته – وبذلتم قصارى جهدكم لمساعدته على تحقيقها – تكونوا أمنتم بذلك مكانكم على القمة!".
في ذلك الحين ضحك "بيت" قائلاً: نعم، كل هذه الأمور أفادتني كثيرًا. يمكننا أن أرى لماذا لم أحرز ما كنت أصبو له من تقدم في عملي. ولكن في الواقع، ثمة سؤال أود طرحه عليك. أنا مازلت متحفظًا بعض الشيء بخصوص مسألة محاكاة سلوك الآخرين هذه، لأنني – بالتأكيد – إذا صرت أشبه بالآخرين سأصير أقل شبهًا بنفسي؟".

"نقطة جيدة – ولا بد أن تعرف أنني، كما قلت بالأمس، لا أريد منكم أن تكونوا شيئًا سوى ذواتكم الحقيقة الفعلية . دعني أضرب لك مثالاً توضيحيًّا – أتعرف هذه الكرات الضخمة المزودة بمرايا المعلقة بالنوادي الليلية والتي تعكس الأضواء الملونة؟ حسنًا، اعتبر نفسك تلك الكرة المزودة بالمرايا – الكرة بأكملها – وشاهد نفسك تعكس الأجزاء الصغيرة من نفسك التي تحاكى تفكير الآخرين ولغتهم وأساليبهم الجسدية. هل الأمر أكثر قبولاً لك الآن؟". "نعم، وخاصة بعد أن استخدمتى لغة حركية من أجلى!". في هذا الوقت، وضعت علامة صح أمام البند 6.

"حينما تمعن التفكير في الأمر، ستجد أن معظم التوتر الذي نعانيه ناجم إما عن علاقة سيئة مع أنفسنا أو مع الآخرين. أمضىينا وقتًا طويلاً بالأمس واليوم في فهم السبب وراء السلوكيات التي ينتهجان الآخرون وكيف نحسن علاقتنا معهم الأمر الذي من شأنه القضاء على أسباب التوتر قبل أن تبدأ"."نعم، أفهم تمامًا ما تعنين بقولك إن العلاقات هي السبب وراء قدر كبير من التوتر الذي نعانيه. ولكن هل لديك أيه حيل للتعامل مع التوتر الآن".
ابتسمت لــــــ "مات" قائلة: "في الواقع لدى. لماذا لا نجرب بعضها الآن؟ ومن الأفضل أن نجرى هذا التمرين وأعينكم مغلقة ولكن إن كنتم تتمتعون بخيال خصب وكنتم بمكان لا تستطيعون فيه إغلاق أعينكم، سوف يجدي التمرين ثماره وأعينكم مفتوحة كذلك! أما الآن، فأغلقوا أعينكم وتخيلوا ضوءًا أبيض براقًا يشبه المنتول يتوهج حولكم. وفى خلال لحظات سأطلب منكم أخذ ثلاثة أنفاس عميقة من هذا النور الأبيض الجميل - ولكنني أريدكم أن تتنفسوه من قمة رأسكم، وتروه يضئ كل خلية في جسدكم قبل أن تزفروه عبر أخمص أقدامكم. لذا ... ابدءوا الآن متنفسين من هذا الضوء الأبيض البراق؛ هذا صحيح...". مع أخذهم لكل نفس، كان"بيت" هو أول من يفتح عينيه ثانية وهو يقول: "يا إلهي، هذا مذهل . أشعر بالانتعاش – فقط بعد ثلاثة أنفاس. لا أستطيع تصديق هذا". وضعت صح أمام البند 7.
سألت: "كيف يمكنكم تجنب ارتكاب نفس الأخطاء مرارًا وتكرارًا؟ قالت "جيني": "آه أعتقد أنني سأكون أكثر وعيًا بالنماذج التي أشغلها في حياتي. وإن رأيت نماذج لا تؤتى ثمارها معي، سوف أحاول – لا، آسفة، لا يمكنني المحاولة بعد ذلك – سوف أبحث عن مصدر نماذجي السلبية وأتولى أمرها، مستخدمة إما عملية الكمثرى أو بوضع أهداف تساعدني ببساطة على تجاوز أية سلوكيات مضرة!". "حسنًا، أعتقد أن ذلك يعنى أيضًا أن بوسعي وضع علامة صح أمام الرقم 8، الأمر الذي يأخذنا للبند رقم 9:"الاستمتاع!". أنا استمتعت بوقتي حقًّا معكم – وتعلمت الكثير منكم، لذا شكرًا لكم. هل حظيتم جميعًا بالمتعة؟".
قال الجميع: "بالطبع". وهكذا وضعت علامة صح أمام البند 9.

"قبل أن ننهى دورتنا – ونحن سنلتقي بالطبع ثانية في جلساتنا التدريبية الشخصية على مدار الأشهر القليلة التالية – أود خوض تجربة معكم. ببلوغنا هذه المرحلة معًا، خلصتم جميعًا أنني مولعة بالجانب الخفي والمستتر من الحياة، أنا أعتقد..." – ثم أخرجت شمعة وحامل شمعة ارتفاعه قدمان وعلبة ثقاب من حقيبتي" أننا إذا ركزنا حقًّا..." – ثم أشعلت الشمعة وقلت: "فسوف نستطيع إطفاء اللهب باستخدام قوة عقولنا فقط!". مرة أخرى، بدأ الجميع يتكئون للأمام في مقاعدهم وهم يترقبون ما سيحدث لاحقًا. "نعم، طوال دقيقة بالتحديد، سنركز جميعًا انتباهنا على الشمعة ونتخيل أن شعلتها تنطفئ. لذا انظروا إلى الشمعة الآن وتخيلوا أن ضوء الشعلة يتضاءل بنظركم إليها... هذا صحيح، استمروا في التركيز...".
استرقت النظر حول الغرفة. كل مفروض من المفوضين كان يحدق بإمعان إلى الشمعة. وعلى الرغم من محاولتهم المضنية، استمر اللهب في التوهج. انتظرت دقيقة بالضبط ثم طلبت منهم التوقف. قلت بنبرة صوت يتخللها الإحباط:"من الواضح أن هذه المحاولة لن تفلح".
"حسنًا يا"مات" هلا أتيت إلى مقدمة الحجرة من فضلك!". وعندما غادر مقعده أضفت: "ربما تود أن تطفئ الشمعة لأجلنا". أومأ بالإيجاب واتكأ للأمام وأخذ نفسًا عميقًا وأطفأ الشعلة.
قلت وأنا أربت على ذراعه بطريقة تنم عن الود:" وكما أوضح مساعدي الشاب هنا، فالتفكير في شيء ما ليس كافيًا. "فلكي تجعلوا الأشياء تتحقق، عليكم النهوض من مقعدكم!" أنهيت العبارة بصوت عالٍ للغاية. حينئذ، انفجروا جميعًا في الضحك والتصفيق في نفس الوقت. كانت تلك خاتمة ملائمة لجلستنًا التي استمرت يومين – وواحدة سيكيد بها المفوضون بعضهم البعض على مدار الشهور التالية.