كيف ننمي الابتكار لدى الأطفال؟
في هذه المقالة نتناول طرق تنمية التفكير الابتكاري لدى الأطفال وهي:
1 بيئة اللعب:
من الضرورة بمكان أن نهيئ للطفل بيئة تساعده على الاكتشاف واللعب من غير قيود وخوف تخريب أثاث المنزل أو تكسير الأواني، وغيرها من أثاث البيت، وحتى في البيوت المغلقة، والتي لا تجد مساحة كافية لتهيئة مثل هذه البيئة، فلا أقل من تحديد مكان في غرفته أو ركن في البيت ليكون مكان لعبه واكتشافاته.

2 التكيف مع أفكارهم:
قبول أفكار الأطفال دون تسفيهها أو وضع قيود عليها، ومحاولة النزول لفهمهم، ومجاراتهم في أفكارهم، حتى لا نوقف عملية توليد الأفكار، والتي هي أحد أهم أسس الابتكار، ولا يمنع من تعديل بعض الأفكار الخاطئة بحكمة ولين دون إبداء العنف والمصادمة، لأن ذلك من شأنه تعويق توليد الأفكار، وهذا يستلزم إبداء الأسباب والأدلة عند تعديل بعض الأفكار الخاطئة.

3 حلول مبتكرة:
تعزيز الابتكار لدى الأطفال يتطلب الكثير من الابتكار من جانب الكبار، وهذا يدعونا لإبراز الحلول المبتكرة للمشاكل التي تحدث كل يوم، وجعلها جزءاً أساسياً في منهج تربية الأبناء، يشاهدونها ويتأثرون بها، مع تعمد التحدث عنها، وإعطاء الفرصة لمشاهدة ابتكاراتنا، مع إشراكهم معنا في تنفيذ هذه المبتكرات.

4 الحلول الجاهزة:
أعط الطفل فرصة ووقتاً كي يكتشف جميع الإمكانات، والحلول، واجعله يتحرك من العموميات إلى الأفكار الأصلية، وإياك وتجهيز الحلول له قبل إعطائه هذه الفرصة.
إن بعض الآباء يظن أنه عندما يقوم بإعطاء الأجوبة الجاهزة يساعد أبناءه على النمو الفكري، والحقيقة غير ذلك تماماً، حيث إن ذلك يقتل عنده قدرة التفكير بحلول جديدة، أو حتى محاولة التفكير بحلول.

5 طرق التفكير:
ركز على طرق التفكير أكثر من التركيز على النتائج، فليس مهماً أن يكسب المسابقة، أو يحصل على الأول بقدر ما يهم ما قام به من طرق للتفكير توصل بها لذلك الحل، وذلك بالثناء على طرق تفكيره أمام الآخرين ورصد هدايا للحلول الصحيحة وهدايا بطرق التفكير السليم.

6 إعطاء الفرصة للمغامرة:
إعطاء فرصة للطفل للتحدي والمغامرة عن طريق بعض الألعاب والمنافسة بينه وبين إخوانه، أو بعض الألعاب الالكترونية، وهذا سيساعده كثيراً على رؤية أفكار جديدة في الطريق. فهناك الكثير من الألعاب التي تساعد على تنمية روح الابتكار والحلول، وخاصة ألعاب التركيب.

7 شاركهم أفراحهم:
عقول الأطفال تحتاج كي تنمو وتتطور أن تحتك بالكبار، ومن غير الوالدين يمكن أن يقوم بمثل هذا الدور؟ فإذا كان الوالدان لا يعيران أي انتباه لهذه الضرورة والحاجة في حياة الأطفال، وهم في طريقهم للنمو، فلا يتعجب الوالدان عندما لا يعيرهما الأطفال إذا كبروا أي اهتمام وشعور عاطفي، فكما أن هناك عقوقاً للوالدين، يوجد أيضاً عقوق للأبناء.
وبالرغم من ذلك فإن الوالدين يحصلان على متعة كبرى عندما يحتكان بصدق مع أطفالهما وتتعالى ضحكاتهم معهم، حيث تنتشر البهجة في أجوائهما، حتى إن الحروف لتعجز بوصف مثل هذه البهجة.

8 التحدث والتفاعل معهم:
التحدث مع الأطفال ساعة كاملة يومياً على أقل تقدير عن أنشطتهم اليومية، وكيفية قضاء أوقاتهم في الروضة أو الابتدائية، وعن أساتذتهم أو معلماتهم، ومن هم أصدقاؤهم في المدرسة، وما هي أنشطتهم في البيت، ومع أقاربهم، أو خارج البيت في النوادي ومع أصدقائهم، وعن مشاكلهم، وكيف وضعوا لها الحل، وعن علاقاتهم بمعلميهم، وهكذا...
وللتحدث مع الأطفال فوائد كثيرة من أبرزها:

أ تعلم أفكار جديدة:
الأطفال ليسوا كالكبار الذين تشكلت عقولهم، وأخذت قوالب معينة، فمازالت عقولهم غضة، ولا تحدها أية حدود أو قيود، وبالتالي فإن الحديث معهم بالرغم من أهميته في نموهم وتطورهم، إلا أنه يفيد الكبار أكثر، لأنهم يتعلمون منهم الكثير من الأفكار الجديدة، والابتكارات التي لا تخطر على بالهم، ويتعلمون منهم كيف يفكر الأطفال حتى يستفيدوا من ذلك لوضع الحلول، والكثير من مشاريعهم.

ب نمو العاطفة والحب:
إن الحديث مع الأطفال، وتخصيص وقت لذلك، بعيداً عن الأوامر اليومية (افعل كذا، ولا تفعل كذا، وهذا عيب، وهذا خطأ) سبب رئيس لتنمية الحب والعاطفة، والتي هي ضرورية جداً لغرس القيم وإيصالها إليهم، لأنهم عند نمو الحب والعاطفة مع والديهم يكونون مهيئين أكثر لاستقبال تلك القيم والتوجيه، ولا نتوقع أن تنمو عقولهم وتتطور بغير ذلك.
ج اكتشاف الأفكار الخاطئة التي اكتسبوها من البيئة التي يحتكون بها يومياً، ومن ثم سهولة إصلاح هذه الأفكار، ولولا مثل هذه المحادثة لكان من الصعب بمكان اكتشاف مثل هذه الأفكار الخاطئة.